إليوت أبرامز: رسالة بايدن وصلت الحوثيين “واصلوا الإرهاب.. وإنكم لمنتصرون” | ترجمة في دقائق

إليوت أبرامز: رسالة بايدن وصلت الحوثيين “واصلوا الإرهاب.. وإنكم لمنتصرون” | ترجمة في دقائق

11 Mar 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

كاتب المقال، إليوت أبرامز، هو الممثل الأمريكي الخاص السابق لشؤون إيران. المقال منشور عبر مركز دراسات “مجلس العلاقات الخارجية”: “الحوثيون وبايدن


إدارة بايدن تسحب قرار إدارة ترامب بتسمية الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية أجنبية.

بعدها بيومين، تقول وزارة الخارجية نصًا: “بينما يتخذ الرئيس خطوات لإنهاء الحرب في اليمن وتؤيد السعودية تسوية تفاوضية، تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق من استمرار هجمات الحوثيين. ندعو الحوثيين إلى الوقف الفوري للهجمات التي تطال المدنيين داخل السعودية، ووقف أي هجمات عسكرية جديدة داخل اليمن، والتي لا تجلب إلا المزيد من المعاناة للشعب اليمني. نحث الحوثيين على الامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار وإظهار التزامهم بالمشاركة البناءة في جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتحقيق السلام. حان الوقت الآن لإيجاد نهاية لهذا الصراع”.

هل للهجمات اسم آخر؟!

جاء هذا البيان وكأنه رد فعل على ما يبدو على أربع هجمات درونز أدانتها العديد من الحكومات العربية، وهجوم بطائرة مسيرة في اليوم السابق.

هذا تناقض واضح للغاية. فما المصطلح الذي نطلقه عادة على الهجمات على المدنيين من النوع الذي أدى إلى توبيخ وزارة الخارجية هذا؟! إنه بالطبع الإرهاب.

أي مصلح ينطبق على هجوم الحوثيين في ديسمبر، وهو كما أوردته بي بي سي: “مقتل 22 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 50 في هجوم على مطار عدن جنوب اليمن بعد وقت قصير من وصول طائرة تقل الحكومة المشكلة حديثًا في البلد الذي مزقته الحرب من السعودية المجاورة. وكان من بين الضحايا عمال إغاثة ومسؤولون”؟

مرة أخرى.. بصدق، هذا ما نسميه الإرهاب.

هل بايدن سطحي لهذه الدرجة؟

الدافع الرئيسي في قرار إدارة ترامب بتنصيف الحوثيين في قائمة الإرهاب كان ارتكابهم لأعمال إرهابية بشكل متكرر. والنقد الرئيسي لإلغاء إدارة بايدن لهذا القرار بسيط أيضًا: ارتكب الحوثيون منذ فترة طويلة، ولا يزالون يرتكبون، أعمالًا إرهابية توجب تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية؛ لأنهم ببساطة إرهابيون.

إدارة بايدن تعتبر أن دافع قرارها واضح: قد يكون لتصنيف الحوثيين على قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية تأثير سلبي على الوضع الإنساني في اليمن لأن بعض موردي المواد الغذائية والسلع الأخرى قد يتراجعون خوفًا من الملاحقة القضائية.

قد تكون الإدارة خلصت أيضًا إلى أن تصنيف الإرهاب سيجعل التفاوض مع الحوثيين أكثر تعقيدًا، وبالتالي يعيق الجهود المبذولة لإنهاء الحرب.

لكن إذا كان الهدف الرئيسي هو إنهاء الحرب، فما هو تأثير هذا الانعكاس على الحوثيين كـ “جماعة إرهابية أجنبية“؟ هل يفترض أنهم سيردون بكل ود فيغيرون سلوكهم ويوقفون أعمال الإرهاب التي تعترف إدارة بايدن أنهم يواصلون ارتكابها؟ بربك يا بايدن؟!

هل سيبادرون بمقابلة حسن النية بعشرة أمثالها تجاه حكومة الولايات المتحدة بسبب إلغاء تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية، فيتفاوضون بصدق مع المبعوث الأمريكي الجديد إلى اليمن، موظف الخدمة الخارجية تيم ليندركينغ؟ فعلًا؟ هل تظن ذلك؟

أمريكا و السعودية | مقامرة بايدن مع الحوثيين قد تفاقم حرب اليمن | ترجمة في دقائق

رسالة إلى الحوثيين قالها بايدن ولم ينطقها

ما سبق كان ما يفترض أن بايدن يظنه. لكن المنطق يسير في اتجاه مغاير كليًا.

ضع نفسك مكان قادة الحوثيين. أنت الآن أمام إدارة ألغت تصنيفك على قوائم الإرهاب الأجنبي، بعد أيام فقط من إعلان نفس الإدارة أنها ستوقف دعمها لعمليات السعودية في اليمن. أي رسالة ستفهمها؟!

نعم. توقعك صحيح. معنى الرسالة التي ستفهما – كقيادي في تنظيم الحوثيين الإرهابي – كالتالي: “ارفضوا التفاوض. نحن كأمريكيين نريد الانسحاب. اخترنا الابتعاد عن السعودية. وألغينا تصنيفكم على قوائم الإرهاب رغم أن سلوككم لم يتغير. هذا يعني أنكم قريبون من الانتصار. لم الحاجة للتفاوض إذن؟”

إذا اعتبرت إدارة بايدن في الأساس الحرب خاسرة وكانت على استعداد لتسليم اليمن إلى الحوثيين (على الرغم من البطء واستخدام التفاوض كغطاء)، فإن خطواتها منطقية. ومن المرجح أن تتبعها تحركات إضافية مماثلة.

إذا كانت الإدارة تسعى إلى إنهاء إرهاب الحوثيين والتفاوض على اتفاق ينشئ حكومة وطنية لا يسيطر عليها الحوثيون، فليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت هذه التحركات الأمريكية الأولية ستؤدي إلى تلك الأهداف.

الحل المنطقي

يتساءل المرء: هل كان من الأفضل إخبار السعوديين سرًا أن الولايات المتحددة ستنهي دعمهما للعمليات العسكرية الهجومية خلال 90 يومًا إذا لم يحرزوا تقدمًا نحو حل تفاوضي؟ أو لإخبار الحوثيين سرًا بأن الولايات المتحدة على استعداد لإلغاء تصنيف منظمة إرهابية أجنبية إذا تعهدوا بالتوقف عن ضرب أهداف مدنية؟ ربما كانت هذه الجهود لخلق بعض الحوافز ستفشل. لكن، ألم تكن تستحق المحاولة؟

في الوقت الحالي، يمكننا أن نذكر شيئًا واحدًا بوضوح: ارتكب الحوثيون أعمالًا إرهابية قبل تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، واستمروا في فعل ذلك أثناء تصنيفهم، وما زالوا يرتكبون أعمالًا إرهابية الآن بعد أن ألغت إدارة بايدن هذا التصنيف.

إيران 2021 تختلف عن إيران 2015.. هل يكمل بايدن أخطاء أوباما؟| س/ج في دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك