بيرو نموذجًا | هل يكبح تشديد الإجراءات انتشار كورونا مع اقتصاد هش؟ س/ج في دقائق

بيرو نموذجًا | هل يكبح تشديد الإجراءات انتشار كورونا مع اقتصاد هش؟ س/ج في دقائق

3 Jun 2020
كورونا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* اختلفت سياسة بيرو والبرازيل في مواجهة وباء كورونا، إذ قلل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو من مخاطر الفيروس، وفي المقابل، سارع مارتن فيزكار رئيس بيرو إلى إعلان حالة الطوارئ على مستوى البلاد في 15 مارس. فهل كان لهذه الإجراءات جدوى؟

* رغم الإجراءات المشددة، لم يكن لدى العديد من فقراء بيرو خيار سوى المغامرة خارج منازلهم للعمل أو الطعام أو حتى المعاملات المصرفية.

س/ ج في دقائق


ماذا فعلت بيرو لكبح انتشار كورونا الجديد؟

عكس جارتها البرازيل التي قلل رئيسها جايير بولسونارو من مخاطر فيروس كورونا منذ البداية، سارع رئيس بيرو مارتن فيزكارا لاتخاذ كل الإجراءات المشددة الموصى بها في التعامل مع الفيروس منذ اللحظة الأولى. لكن استجابة بيرو لم تجد كثيرًا في تحجيم الوباء.

في 6 مارس 2020، أعلن رئيس بيرو مارتن فيزكارا أول حالة إصابة كورونا في البلاد لشاب عائد من أوروبا. ومع الحالات الأولى، قرر في 11 مارس تعليق الدراسة، قبل أن يصدر إعلانًا وطنيًا لحالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد في 15 مارس، شاملًا حجرًا صحيًا إلزاميًا شاملًا، وإغلاقًا كاملًا للحدود، وحظرًا للسفر بين مناطق البلاد، وإيقاف حركة الطائرات والقوارب والقطارات والحافلات والسيارات الخاصة، بعد 9 أيام فقط من تسجيل حالة كورونا الأولى.

تطبيق القرار كان صارمًا بدرجة منع السياح من مغادرة البلاد، ونشر قوات الشرطة والجيش لفرض حظر تجول ليلي واعتقال المخالفين، حتى قبل أن تسجل بيرو وفاة كورونا الأولى في 19 مارس.

في الأيام التالية، استبدل الرئيس مارتن فيزكارا وزيرة الصحة إليزابيث هينوستروزا لصالح فيكتور زامورا ميسيا الذي قال إنه أكثر خبرة في قطاع الصحة العامة والتعامل مع الأوبئة، وأمر القوات المسلحة بتوزيع المعدات الطبية.

في 26 مارس، مدد الرئيس إعلان الحجر الصحي، منتقدًا بعض المخالفات التي ارتكبها السكان، قبل أن يفرض مزيدًا من القيود في 30 مارس. في هذا التاريخ، كان عدد الإصابات المؤكدة 950، ووفيات كورونا 24 حالة.

وحتى 20 مايو، كانت بيرو قد أجرت 600 ألف اختبار لفيروس كورونا – أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة. (إجمالي السكان 31.99 مليون بحسب إحصائيات 2018).

لكن تشديد الإجراءات لم يوقف زحف الوباء في بيرو. تقول الأرقام الرسمية إن أكثر من 85% من أسرة العناية المركزة باتت مشغولة بمصابي كورونا. بينما يؤكد البروفيسور ألفريدو سيليس، الأستاذ بكلية الطب في بيرو، إن الوضع وصل إلى مرحلة “الكارثة الصحية” بتجاوز الوباء قدرة القطاع الصحي على الاستجابة.

المحصلة أن بيرو التي اتبعت كل الإجراءات تلي البرازيل على قائمة أعلى دول أمريكا الجنوبية تضررًا من فيروس كورونا رغم تراخي البرازيل في تطبيق أي إجراءات جدية.

منحنى إصابات ووفيات كورونا في بيرو

منحنى إصابات ووفيات كورونا في بيرو


كيف وصل بلد تعامل مع كورونا بجدية إلى هذه الحالة؟

باختصار: لأن الإجراءات المشددة لم تتوافق مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان. الطبيب البيروفي إلمر هويرتا يقول لـ “سي إن إن” إن العديد من فقراء بيرو لم يكن لديهم خيار سوى كسر الإجراءات المشددة بحثًا عن العمل، الطعام، أو حتى المعاملات المصرفية لتسلم المساعدات التي قررت الحكومة صرفها.

يقول هويرتا إن معظم سكان بيرو يحتاجون لزيارة الأسواق يوميًا للحصول على طعامهم؛ إذ لا تملك إلا 49٪ فقط من الأسر في بيرو ثلاجة حفظ طعام وفقًا لآخر تعداد رسمي صدر في 2017. ما يجعل تطبيق أي إجراءات تفرض على المواطنين البقاء في منازلهم أو تجنب الاتصال البشري مستحيلًا.

“لا توجد طريقة لتجنب الحشود، وإلا لن نجد ما نأكله”، تقول امرأة بيروفية.

الرئيس تعهد بضمان إمدادات الأغذية والدواء والخدمات خلال فترة الطوارئ. وتدخلت الدولة بالفعل لمساعدة مواطنيها بأموال الإغاثة، لكن الأمر أدى لازدحام في محيط البنوك؛ إذ لا يملك أكثر من 38% من البالغين في بيرو حسابات مصرفية، بحسب أحدث الإحصائيات الرسمية في 2019، ما يعني أن غالبية المستفيدين من مساعدات كورونا كان يجب عليهم زيارة فروع البنوك للحصول على مخصصاتهم.

ووصلت حزم التحفيز إلى 26 مليار دولار “حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي في بيرو” وتضمنت حوالي 7 ملايين خصصت كمدفوعات للأسر الفقيرة.

أستاذ الاقتصاد البيروفي كريستيان لوبيز فارغاس يقول إن حزمة التحفيز الحكومية لمساعدة ملايين العائلات الأكثر ضعفًا في بيرو كانت فكرة جيدة، لكن تصميم أسلوب التوزيع كان ضعيفًا. توزيعها كان ضعيف التصميم.

يضيف فارغاس: لم يكن من الصعب توقع سلوك الناس في محاولتهم الوصول إلى المساعدات. لكن السياسات تسببت في ضرر بلا داعي من خلال حث الناس على التجمع في حشود كبيرة”.

ويؤكد فارغاس أن العديد من سكان بيرو يعيشون ويعملون بطرق لا يمكن التوفيق بينها وبين قواعد التباعد الاجتماعي. فبينما تعيش أكثر من 30 ٪ من الأسر في بيرو في شقق سكنية مزدحمة، مع أربعة أشخاص أو أكثر ينامون في نفس الغرفة، يعمل أكثر من 72% من المواطنين في الاقتصاد غير الرسمي، بينهم 40٪ يعملون لحسابهم الخاص، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاءات والمعلومات في بيرو. ما يعني عمليًا استحالة فرض قواعد الحظر، وإلا توقفت مصادر دخلهم.


ما الدروس المستفادة من تجربة كورونا في بيرو والدول المشابهة؟

مددت السلطات في بيرو فرض إجراءات مكافحة كورونا المشددة بحذافيرها للمرة الخامسة حتى نهاية يونيو، مع السماح بفتح بعض قطاعات الاقتصاد. وأعلن الرئيس اعتقال نحو 3,000 شخص بسبب كسر الإجراءات، لكنه اعتبر أن سلوكيات الأفراد “الفردية والأنانية” هي التي تسببت في انفجار الإصابات.

قال إنه استفاد من درس الاستجابة لوباء كورونا فيي إدراك أهمية تغيير السلوكيات الاجتماعية التي جلبت الضرر. لكن أستاذ الاقتصاد كريستيان لوبيز فارغاس والطبيب إلمر هويرتا يحذران من إلقاء اللوم على الناس؛ باعتبار أن المشكلات الاقتصادية التي دفعت المواطنين لكسر الإجراءات لم تكن جديدة أو مفاجئة.


هل من مصادر أخرى لمزيد من المعرفة؟

بيرو فعلت كل ما هو مطلوب. لماذا تحولت إلى مركز لوباء كورونا؟ (سي إن إن)

إجراءات كورونا في بيرو (السفارة الأمريكية في ليما)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك