ولد صامويل ابن نغريلة، المعروف أيضًا باسم هاناجيد، في نهايات عهد الدولة الأموية في الأندلس. نشأ في قرطبة متمتعًا بحياة منفتحة بين الثقافة اليهودية والإسلامية، ورغم تلقيه تعليمًا يهوديًا في صغره، إلا أنه أضاف له إتقان اللغة العربية والخط العربي، الذي كان فنًا لا يتقنه الكثير من اليهود.
أصبح عالمًا تلموديًا يتقن العربية والعبرية، وينظم الشعر باللغتين، وبرع أيضًا في الهندسة والحساب والفلسفة.
في شبابه، كون سمعة بأنه يهودي متمرد بالنظر لصداقته الواسعة مع مسلمين ومسيحيين. وكان يهتم بكتابة الشعر في مواضيع لا يحبذها المجتمع اليهودي المحافظ، كالخمر والحب والموسيقى، إذ كان اليهود التقليديون يعتبرون هذه المواضيع مناسبة للشعر العربي الأندلسي، بينما الشعر اليهودي يفترض أن يقتصر على المواضيع الدينية.
انتهى كل هذا عندما اضطر صامويل ابن نغريلة للهروب من قرطبة بعدما دخلتها الجيوش البربرية ونهبتها وقتلت أعدادًا كبيرة من اليهود في 1013.
أول محطة في رحلة ابن نغريلة كانت ملقا التي تتبع مملكة غرناطة، والتي رحبت باليهود واعتبرت عملهم بالتجارة وسيلة لتحسين اقتصاد المملكة، وفي نفس الوقت لن يتدخلوا في السياسة.
هناك وجد صامويل عملًا في التجارة، لكنه جذب اهتمام وزير غرناطة أبو القاسم بن العريف، بفضل ثقافته واتقانه الخط العربي، فعينه جامعًا للضرائب من الطائفة اليهودية. وحتى بعد وفاة الوزير وتولي ابنه، كان صامويل من يتولى أعمال الحكومة بشكل غير رسمي.
وبلغت شهرته أن منحه اليهود لقب "هاناجيد" أي الرئيس أو الأمير وهو الاسم الذي اشتهر به منذ ذلك الوقت.
بوفاة ملك غرناطة حبوس المظفر في 1038، كاد هاناجيد يخسر سلطته بسبب تفضيل كبار رجال الدولة لأحد أبناء حبوس الذين يسهل قيادتهم، لكنه تعاون مع الابن الأخر باديس، الذي تولى الحكم، وعين هاناجيد وزيرًا بشكل رسمي.
سلمه باديس أيضًا قيادة الجيش فأصبح أول يهودي يقود جيشًا مسلمًا عندما اندلعت الحرب بين غرناطة وبين مملكة ألميرية، وظل على قيادة الجيش 17 عامًا. حتى أن أغلب المؤرخين يرونه القوة خلف العرش أو المتحكم الحقيقي في شؤون الدولة.
ترك هاناجيد تراثًا ثريًا من الشعر والفلسفة وعلم النحو، لكن خطأه الأكبر كان بسبب سلطته الواسعة حيث تمكن من توريث الوزارة لابنه يوسف بعد وفاته. لكن الابن البالغ من العمر 21 عامًا لم يكن على نفس مستوى الأب في الخبرة السياسية، من هنا بدأت المشكلات.
لا يوجد اتفاق تام بين المؤرخين على سبب مذبحة غرناطة التي وقعت في 30 ديسمبر 1066، لكن القصص المتوارثة تشير إلى أن يوسف هاناجيد قضى 10 سنوات في مشكلات البلاط بدون أن ينجح في كسب ثقة الرأي العام كوالده.
وحتى المؤرخ اليهودي المعاصر إبراهيم بن داود قال عن يوسف إنه من بين كل الصفات الجيدة في الأب، فإن الصفة الأهم التي لم يرثها الابن كانت التواضع، وقال إن الأمراء البربر كانوا يغارون منه.
بينما يرى مؤرخون بأن قصيدة شهيرة تتهم يوسف هاناجيد بالخيانة كتبها الشاعر العربي أبو إسحق كانت الشرارة التي أشعلت أعمال شغب واسعة في غرناطة هدفها اليهود وكانت المذبحة التي لقي فيها 4 آلاف يهودي مصرعهم بينهم يوسف هاناجيد نفسه، فيما تم إجبار آخرين على التحول للإسلام خوفًا من القتل.