الزراعة المائية هي إحدى الطرق المبتكرة للزراعة التي تتخطى التربة حيث تزرع النباتات في مياه غنية بالمغذيات.
تقوم بتوفير إحتياجات النبات الأساسية التي تتمثل في العناصر الغذائية، الماء إضافة إلى ضوء الشمس والأكسجين وغيرها من العناصر عبر أحدث التقنيات العلمية المتطورة.
يرى البعض أنها التكنولوجيا الجديدة التي ستحل الكثير من مشاكل الزراعة الحالية، حيث تهدف إلى تحسين نوعية الإنتاج الزراعي والحصول على منتجات ذات جودة وقيمة غذائية عالية.
الزراعة المائية أو كما تعرف باسم Hydroponic System هي إحدى الأنظمة الزراعية المتطورة التي تعتمد على نمو النباتات في الماء خارج التربة.
يتم توفير المغذيات والعناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها النبات من خلال محاليل خاصة، لذا يسمى توصيل الماء إلى المحاصيل الزراعية عبر الأنابيب باسم الزراعة المائية.
حيث تتخطى هذه الزراعة المبتكرة التربة، حيث يتم استبدالها بالمحاليل المائية التي تمد الجذور بالمغذيات والعناصر الغذائية التي تحتاجها مباشرة.
في البدء كانت الزراعة ثم البيت الأبيض | كيف بنت مصر القديمة أقدم دولة في التاريخ؟ | مصطفى ماهر
أكدت الدراسات الحديثة على اعتماد الزراعة المائية على العناصر التالية:
تحتاج النباتات إلى مياه نقية مفلترة بدرجة حموضة معينة، يمكن ضبط درجة حموضة المياه بسهولة بدون الحاجة إلى متخصص باستخدام محاليل التغذية حيث تحتاج هذه النباتات إلى درجة حموضة تتراوح بين 6:6.5.
الضوء إحدى أساسيات الزراعة التي لا غني عنها حيث تحتاج هذه النباتات إلى ضوء الشمس، كما يمكن الاستعانة ببعض مصابيح الإضاءة كبديل لضوء الشمس خاصة في حالة زراعة النباتات داخل المنزل.
أشار المتخصصين إلى اختلاف مقدار الضوء التي تحتاج إليه كل نوع من أنواع النباتات.
يحصل النبات في الزراعة التقليدية على الاكسجين من فتحات الهواء الموجودة في التربة.
بينما تحصل النباتات في هذه الزراعة المبتكرة على الاكسجين من خلال استخدام مضخات الأكسجين داخل الأوعية المخصصة للزراعة.
يمكن الاستغناء عن هذه المضخات والاكتفاء بترك مسافات محسوبة بين قاعدة النبات والخزان.
مكون أساسي تحتاج إليه النباتات في الزراعة المائية لاستمرار البقاء.
يتضمن هذا النظام الغذائي الكثير من المعادن أهمها المغنسيوم والكالسيوم والفسفور وغيرها الكثير، يمكن الحصول على هذه المغذيات بسهولة من المتاجر الخاصة.
يقوم التراب بدور كبير في دعم الجذور في الزراعة التقليدية، في حين تستخدم ألياف جوز الهند والطحالب والصوف الحجري كبدائل للتراب ودعم الجذور في هذه الزراعة المتطورة.
ينصح بتجنب استخدام الرمل والحصى في دعم الجذور في هذه الزراعة.
جزر كوك | محمية طبيعية مميزة تعرف عليها وعلى أجمل ما فيها
تعددت أنظمة الزراعة المائية التي يمكن تنفيذها وتطبيقها في المنزل بسهولة، وهي كالآتي:
إحدى الأنظمة التقليدية التي يمكن اتباعها في الزراعة المائية والتي تعتمد على تثبيت جذور النبات في التربة.
يحصل النبات على العناصر الغذائية في هذا النظام عن طريق المحاليل الطبيعية أو الكيميائية.
يفضل الكثيرون إتباع هذا النظام باعتباره من أفضل أنظمة الزراعة المائية.
يعتمد هذا النظام على الدمج بين زراعة النباتات وتربية الأسماك، تقوم علاقة تكافلية بين الثنائي حيث تحصل النباتات على العناصر الغذائية التي تحتاجها من فضلات الأسماك.
يطبق هذا النظام بسهولة عن طريق وضع الأسماك في حوض مجهز موصل بقناة مائية لنقل الفضلات إلى النبات.
يسهل تطبيق تقنية الزراعة المائية للمبتدئين، وذلك بإتباع الخطوات التالية:
هناك مجموعة من المعايير والضوابط لتحديد المكان الملائم لهذه الزراعة، أهمها اختيار مكان مستوي لضمان التغطية المتساوية بالماء والمغذيات.
في حالة وضع النباتات خارج المنزل ينبغي الحفاظ عليهم من تغييرات الطقس، التأكد من مستويات الماء باستمرار.
أما في حالة الاحتفاظ بالنباتات داخل المنزل يجب إضافة بعض مصابيح الإضاءة البديلة عن ضوء الشمس.
يتكون هذا النظام المبتكر من 6أنابيب، خزان كبير حامل، مضخة، تعريشة، مشعب.
يتم تثبيت الخزان أسفل المنضدة المثبت عليها الأنابيب الستة، مع مراعاة وضع المضخة داخل الخزان وتثبيت المشعب فوق الأنابيب.
يندفع الماء عبر المشعب ومنه إلى الأنابيب المتنامية وتقوم هذه الأنابيب برش النبات وإمدادها بالمغذيات من خلال الثقوب الصغيرة الموجودة.
كما يحصل النبات على الاكسجين اللازم من خلال فقاعات الهواء المكونة نتيجة تدفق الماء.
ينبغي ملأ الخزان بالماء مع إضافة الكمية الموصى بها من المغذيات، ومن ثم تشغيل المضخة لمدة نصف ساعة حتى تبدأ المضخة في خلط العناصر الغذائية وضخها للنظام.
يفضل البعض شراء الشتلات، مع ضرورة اختيار النبات الملائم، ينبغي التأكد من إزالة بقايا التربة المتراكمة على جذور النبات قبل البدء في تثبيت النبات في مكانه.
ممر الغذاء الجديد | غذاء الشرق الأوسط من الهند باستثمار الإمارات وتكنولوجيا إسرائيل | س/ج في دقائق
لربط النباتات وتثبيتها بالتعريشة ينبغي استخدام الخيط أو المشابك، إلا أنه يفضل استخدام الخيط لدوره في دعم تسلق النبات بشكل مستقيم.
التأكد من تثبيت كل المكونات في مكانها جيدًا مع ضرورة التحقق من مستويات الماء والمغذيات ومقدار الماء في الخزان.
مراقبة نمو النباتات التي تبدأ في الظهور عقب أسابيع قليلة، مع ضرورة قص سيقان النباتات بإستمرار.
تتمتع الزراعة المائية بالعديد من المزايا التي جعلتها حلًا مثاليًا لعلاج مشاكل الزراعة التقليدية، إليكم أبرز هذه المميزات:
الإنتاج الوفير نتيجة نمو النباتات بسرعة في هذه الزراعة المتطورة، إضافة إلى اتساع الحقول مقارنة بالزراعة التقليدية.
توفر الزراعة المائية نباتات على درجة عالية من الكفاءة، خالية تمامًا من أي مواد كيميائية.
الحفاظ على المياه واستهلاك المياه بكميات أقل، حيث تؤمن هذه الزراعة الحديثة إمكانية استخدام المياه أكثر من مرة عكس الزراعة التقليدية.
أتاحت إمكانية الزراعة في أي وقت وعدم الالتزام بموسم معين، لقدرتها على التحكم في الطقس.
أشار البعض إلى أنها حلًا مثاليًا لمشاكل التربة المتمثلة في نقص الخصوبة وتدهور التربة.
لا تتطلب بذل مجهود كبير، ولا تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة.
رغم المزايا المتعددة التي تتمتع بها الزراعة المائية إلا أن لها بعض العيوب، أهمها ما يلي:
ترتفع تكلفة التأسيس مقارنة بالزراعة التقليدية، تختلف التكلفة تبعًا لنوع وحجم النظام المستخدم والمزايا التي يتمتع بها.
انقطاع الكهرباء يشكل خطرًا على الزراعة المائية لاعتمادها اعتمادًا كليًا على الكهرباء في تشغيل النظام بالكامل.
يؤدي انقطاع التيار الكهربي إلى توقف النظام بالكامل عن العمل.
التغير المناخي | تعريف التغير المناخي .. أسباب حدوثه ونتائجه
لتجنب مشكلة الانسداد وهي من أخطر المشاكل التي تتعرض لها الزراعة المائية ينبغي إجراء متابعة دورية ومراقبة مستمرة وإدارة دقيقة لكافة أجزاء النظام عكس الزراعة التقليدية.
ينبغي التأكد من عمل المضخات بشكل مستمر، إضافة إلى استبدال المواد الغذائية بانتظام، ومتابعة الحرارة والإضاءة لضمان سير عملية الإنتاج بشكل طبيعي.
تنقل النباتات الأمراض بمعدل كبير، وسرعان ما تنتشر هذه الأمراض وتصيب المجموعة كلها نظرًا لتكرار استخدام الماء أكثر من مرة.
قد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى موت جميع النباتات في غضون ساعات قليلة.
تلعب التربة دور كبير في حياة النباتات حيث تكون بمثابة حاجز لحماية النباتات من الآفات والحشرات الضارة.
غياب التربة في هذه الزراعة يؤثر بشكل سلبي على النباتات المزروعة، وتعرضها للكثير من المشاكل.