الاتحاد الأوروبي حظر جناح حزب الله العسكري في 2013، لكنه لم يحظر ذراعه السياسية، ما سمح له بالعمل وجمع الأموال وتجنيد أعضاء جدد. الوضع تغير مؤخرًا، بريطانيا وألمانيا وليتوانيا وهولندا حظروا حزب الله بأكمله.. قبل أن يطلب حزب رئيسي مشارك في الحكومة حظر حزب الله في سويسرا.
فهل تلحق سويسرا بألمانيا؟
وماذا يخسر حزب الله إذا طبقت سويسرا الحظر؟
وهل له سابقة أنشطة في سويسرا؟
س/ج في دقائق
كيف بدأت خطوات حظر حزب الله في سويسرا ؟
نهاية أبريل 2020، صنف وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر حزب الله “منظمة إرهابية” وأصدر حظرًا على جميع أنشطة الحزب في البلاد.
حزب الله لم يكن يملك أي تمثل رسمي في ألمانيا – وكذلك الحال في سويسرا – لكن ألمانيا وحدها كانت تستضيف 1,050 شخصًا على صلة بالتنظيم يستخدمونها كملاذ آمن ومنصة لجمع التبرعات.
سويسرا تقتدي بألمانيا بطلب من الحزب الديمقراطي المسيحي “يمين وسط” المشارك في الائتلاف الحكومي.
رئيس الحزب غيرهارد فيستر وصف حزب الله بالمنظمة الإرهابية الأفضل تسليحًا في العالم، بما يشكل خطرًا ليس فقط على إسرائيل، ولكن أيضًا على أوروبا التي ارتكب فيها بالفعل أنشطة إرهابية وتحركات إجرامية.
حظر أنشطة حزب الله في سويسرا يحمل تبعات قانونية ومالية، حيث تشمل منع أنشطته بالكامل، وتجميد أي حسابات أو أصول تتبع للحزب على الأراضي السويسرية أو المؤسسات المالية المسجلة فيها، وحظر استخدام رموزه في التجمعات أو المواد الدعائية.
حال تفعيل القرار، سيتوجب على الحكومة كذلك الإفصاح عن حسابات حزب الله المالية، وارتباطاته بالمنظمات الإسلامية أو الأشخاص في سويسرا، وما إذا كانوا يجمعون الأموال لصالحه.
لا معلومات عن أنشطة حزب الله المالية في سوريسرا التي رفضت خارجيتها في منتصف 2020 الكشف عن الحسابات اللبنانية في المصارف السويسرية والأموال التي ضخت فيها في السنوات الماضية، خصوصًا بعد احتجاجات أكتوبر 2019.
لكن التقارير تتحدث عن تهريب ما يتراوح بين 3 إلى 10 مليارات دولار إلى سويسرا خلال أقل من عام دون معلومات عن الجهات التي هربتها من لبنان.
حزب الله نشط في سويسرا سابقًا. استخدمها كنقطة انطلاق لدخول نشطائه إلى إسرائيل لشن هجمات أو جمع معلومات استخارية. من بينها عملية حسن مقداد في 1996.
الرواية الإسرائيلية تتحدث عنها كنقطة استغلها الحزب لاختطاف رحل الأعمال الإسرائيلي إلحنان تانينباوم في 2000.
حينها قالت المنظمة إنه عقيد في الجيش الإسرائيلي يعمل لصالح الموساد. لكنه رفض رواية الخطف حتى لا يزيد ورطته مع أية دولة أوروبية، وادعى الحزب أنه استدرجه إلى لبنان، وهناك اختطفه.
وفي يونيو 2020، بدأت حملة سياسية للضغط على الحكومة للتحقيق فيما إذا كان حزب الله لا يزال نشطًا في سويسرا. لكن تقرير “أنشطة حزب الله في سويسرا” الذي يراجعه المجلس الفيدرالي قال إن الأنشطة التي ينخرط فيها حزب الله في سويسرا ليست معروفة.
التقرير أوصى بسحب الشرعية عن أنشطة حزب الله عمومًا “لأسباب سياسية وأمنية، وبالنظر إلى حياد سويسرا”.
ملف مد الحظر من الحناح العسكري إلى حزب الله بالكامل ظل مفتوحًا على فترات. في يوليو 2020، وقع 236 برلمانيًا من البرلمان الأوروبي والبرلمانات الأوروبية الوطنية والكونجرس الأمريكي طلبًا للاتحاد الأوروبي بتصنيف حزب الله بالكامل كمنظمة إرهابية باعتباره “الوكيل الأكثر دموية للنظام الإيراني” الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
في أعقاب انفجار بيروت، كرر عضو البوندستاغ الألماني بيجن جير سراي، ممثل السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي الحر، بدعم من العديد من المشرعين، الدعوة إلى حظر حزب الله بالكامل.
جير سراي، الذي نشأ في إيران، كتب في صحيفة دي فيلت الألمانية: “لفت الانفجار الانتباه إلى دور الجهات الأجنبية غير الحكومية في النسيج الهش للبنان”، مشيرًا إلى قبضة التنظيم القوية في لبنان، والتي تشمل السيطرة على مطار ومرفأ بيروت، ومحذرًا من أنه سيكون من الخطأ “ترك لبنان لمصيره وفشله”.