حزب الله سيدفع فاتورة انفجار بيروت بكل الأحوال.. لماذا الخوف في إسرائيل وإيران؟ | س/ج في دقائق

حزب الله سيدفع فاتورة انفجار بيروت بكل الأحوال.. لماذا الخوف في إسرائيل وإيران؟ | س/ج في دقائق

6 Aug 2020
لبنان
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

سرديات انفجار بيروت فتحت باب الشك حول أسبابه..

من مصلحة حكومة لبنان وكذلك حزب الله تحميل التفجير لأسباب لا علاقة لها بالتنظيم . رغم ذلك، فإن تكديس سلاح التنظيم في مناطق مأهولة بالسكان سيكون أول الملفات المفتوحة على الأغلب تحت الضغط الشعبي الناتج عن فداحة الخسائر.

الحزب ليس بريئًا تمامًا في كل الأحوال. التقارير الاستخبارية تشير إلى شحنات سلاح تمر عبر ميناء بيروت.

لكن القلق أكبر في إسرائيل حيث صناعة البتروكيماويات في حيفا التي تضم وحدها 1,500 منطقة خطر، والتي حذر حسن نصر الله بقصفها في 2016.

مشروعات إيران لاستخدام المرفأ لم تعد آمنة كذلك حتى لو كان الحادث عرضيًا.

س/ج في دقائق


كيف أثارت السرديات اللبنانية حول انفجار بيروت الشك؟

تضاربت الروايات المحلية في لبنان حول سبب انفجار بيروت فور انتشار مقاطع الفيديو للمشهد المروع ظهر الثلاثاء. هذا التضارب فتح باب الشك في مدى مصداقية الروايات.

التقارير الاستخبارية الإقليمية والدولية تستبعد حتى الآن سيناريو التفجير المعتمد وتميل إلى فرضية الانفجار العرضي. لكن الروايات الأكثر انتشارًا بين اللبنانيين لا تستبعد تورط حزب الله أو قوة معادية مثل إسرائيل.

في البداية، دارت السردية حول انفجار مستودع يحتوي على عدة أطنان من الألعاب النارية المقرر استخدامها في الاحتفالات، ثم قالت مصادر عسكرية رسمية إن المستودع يحتوي على مواد قابلة للاشتعال أو متفجرة، قبل أن تظهر توضيحات إضافية حول مخزون نترات الأمونيوم في المستودع كان مكدسًا لست سنوات.

وفي حين لم يتم تحديد سبب الانفجار بشكل نهائي، تشير التقييمات الأولية – وفقًا لمسؤولي المخابرات في المنطقة والولايات المتحدة – إلى أن الانفجار كان عرضيًا.

لكن الرواية الأكثر انتشارًا شعبيًا اتجهت إلى أن الحادث لم يكن عرضيًا ولا نتيجة إهمال، بل هجوم إرهابي يذكر بالتفجيرات التي هزت لبنان في الثمانينيات، أو التفجير الضخم الذي قتل رئيس الوزراء رفيق الحريري في 2005.

وأشار مصدر استخباراتي إلى “احتمال تخزين الألعاب النارية والبنزين والأسلحة معًا” باعتباره سبب للانفجار.

كما توجهت أصابع الاتهام شعبيا أيضًا إلى إسرائيل، باعتبار أن ميناء بيروت تعرض للقصف كجزء من حملة إسرائيل ضد إيران. ربط لبنانيون ما حدث بالنيران التي اندلعت على السفن الإيرانية في ميناء بوشهر المطل على الخليج الفارسي قبل بضعة أسابيع، وهو حادث منسوب إلى إسرائيل، بالإضافة إلى حرائق أخرى حدثت في إيران. لكن إسرائيل نفت أي علاقة لها بالحادث، بل وعرضت تقديم المساعدة إلى لبنان.

انفجار بيروت | جورجيا إلى موزمبيق .. ٥ نقاط تستحق الانتباه إحداها من بوب ودورد| الحكاية في دقائق


لماذا سيدفع حزب الله الثمن في كل الأحوال؟

اللغز الرئيسي الذي سيتعين على أجهزة التحقيق في لبنان في المستقبل القريب حله يتمثل في مجموعة أسئلة:

من يملك المخزون الذي انفجر؟

ما طبيعة المواد القابلة للاشتعال التي كان يحويها؟

والأهم: هل يحوي ميناء بيروت أو الأحياء السكنية المحيطة أو المناطق الحساسة مخزونات أخرى من المواد القابلة للاشتعال؟

وتقول مصادر متعددة إن معظم العمليات في ميناء بيروت كانت تحت سيطرة “غير رسمية” لحزب الله. كما أشارت عدة مصادر إلى عمليات الجريمة المنظمة التي نفذت في محيط الميناء، الذي يسيطر عليها حزب الله في المقام الأول.

الإجابة على تلك الأسئلة ستترك آثارًا ضخمة على لبنان وعلى طريقة تشغيل حزب الله لأنشطته العسكرية. تلك الآثار لن تتأثر كثيرًا بكون انفجار بيروت ناتج عن حادث عرضي أو هجوم متعمد؛ باعتبار أن النطاق الهائل للضرر والعدد الكبير من القتلى والجرحى سيثير أسئلة واضحة حول تخزين حزب الله للذخيرة والصواريخ والأسلحة والمتفجرات في مناطق مأهولة.

ما سيزيد تعقيد الأمر على حزب الله أن اللبنانيين في محيط مخازن السلاح على دراية كافية بخريطة قواعد حزب الله ومخازن صواريخه.

وكل من يعيش بالقرب من أحدها أصبح على علم بالتهديد الذي يشكله احتمال وقوع انفجار عرضي أو هجوم إسرائيلي متعمد. الانفجار في الميناء يجعل هذا التهديد أكثر واقعية.

وإلى جانب التداعيات السياسية، انفجار بيروت حرم لبنان من أهم خطوط إمداده، مما قد يؤثر على قدرته على جلب السلع الأساسية، والحفاظ على الصادرات والواردات بشكل منتظم، ويضر بأحد مصادر الدخل الرئيسية في لبنان الذي يحتاج إلى كل دولار، ما قد يزيد الاضطراب السياسي والغضب الشعبي الموجه ضد حزب الله.

من تايلاند إلى الكويت.. نترات الأمونيوم سلاح حزب الله المفضل وسبب حظره في أوروبا | تايم لاين في دقائق


هل يحرك انفجار بيروت ملف نزع سلاح حزب الله؟

تفكيك وتحييد مخزونات سلاح حزب الله أو إبعادها عن المناطق المأهولة بالسكان بالمقابل قضية حساسة سياسيًا؛ لأنها تعني نزع سلاح “المقاومة اللبنانية” وترك البلاد خالية من أي قوة قادرة على ردع إسرائيل.

السياسيون تخوفوا لعقود من الحديث حول الملف بجدية، لكن الموقف أصبح أكثر صعوبة بعدما تحول إلى تهديد وطني.

القيادة السياسية في لبنان امتنعت عن المطالبة مباشرة بنزع سلاح حزب الله رغم أن الطابع العسكري للمنظمة وتصنيفه على لوائح الإرهاب الأمريكية والأوروبية يقوضان قدرة بيروت على الحصول على مساعدة مالية أو قروض من صندوق النقد الدولي، لتخليص البلاد من أزمتها المالية الحادة.

لكن انفجار بيروت يمكن أن يؤدي إلى بعض التغييرات في الخطاب العام، وربما حتى بين بعض القادة السياسيين، ليفتح الطريق أمام المطالبة بإزالة مستودعات سلاح حزب الله من المناطق السكنية على الأقل. لكن حزب الله سيتصدى لأية محاولة بهذا الصدد؛ لأنه سيجعله أكثر عرضة للاستهداف الإسرائيلي؛ إذ لن يكون أمام إسرائيل أي حسابات تتعلق بالمخاوف من الانتقادات الدولية حال قصف المدنيين.

حزب الله سيجد نفسه في موقف أصعب لو تصاعد رد الفعل العام على انفجار بيروت إلى مستوى يعتبره تهديدًا وطنيًا تتحمل القيادة السياسية المسؤولية عنه. حينها، ستجد السلطات نفسها مضطرة لفحص وتحييد مواقع التخزين الأخرى، بما في ذلك التي يستخدمها حزب الله.

لذا، سيكون من مصلحة حكومة لبنان وتنظيم حزب الله على الأرجح إثبات أنها كانت لأسباب خارجة عن السيطرة ، عبر الترويج لنموذج المواد القابلة للاشتعال أو تأثير الحرارة كمتهم في الحادث، وفحص السلطات لكل مستودع خطير محتمل دون تعهد بإزالته؛ لتجنب المواجهة مع حزب الله. والاكتفاء بالتعهد بمزيد من إجراءات الحيطة والأمان.

كيف أصبح حزب الله مالكًا لقرار الحرب والسلم في لبنان؟ | خالد البري


ميناء حيفا.. لماذا إسرائيل أكثر قلقًا بعد انفجار بيروت؟

في 2016، هدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله علنًا بقصف حاويات نترات الأمونيوم في ميناء حيفا الإسرائيلي، قائلًا إن كل ما يحتاجه صاروخ ليصبح الأمر أشبه بانفجار قنبلة نووية.

بعد انفجار بيروت أعادت الصحف الإسرائيلية فتح الملف مع تكنهات بشأن ما قد يحدث مع المنشآت الكيميائية والبنية التحتية الحساسة الأخرى على الجبهة الداخلية.

عضو الكنيست عن حزب الليكود المشارك في الائتلاف الحكومي جيلا غاملييل طالب بإزالة فورية للمواد الكيماوية الخطرة من خليج حيفا، منتقدًا تمديد خطط النقل لخمس سنوات ثم خمس سنوات إضافية.

رئيس لجنة الشؤون الداخلية والبيئة في الكنيست عن حزب “أزرق أبيض”، الشريك الآخر في الائتلاف، ميكي هيموفيتش، قال كذلك إن إسرائيل بحاجة للشعور بعمق الأزمة، داعيًا لنقل صناعة البتروكيماويات من حيفا المكتظة بالسكان.

حيموفيتش دعا لاجتماع مع جميع السلطات المعنية لفحص مدى استعداد إسرائيل لكارثة مثل انفجار بيروت بما في ذلك الوقاية وإدارة المخاطر والتأهب.

المخاوف وجدت أصداء إضافية بتحذير نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق تشاك فريليتش من إن التهديد “خطير للغاية” بعد تأكيد جديد من مراقب الدولة بأن “هناك مشكلة خطيرة” في ميناء حيفا.

لكنه أكد أن منشأة نترات الأمونيوم الضخمة – التي هدد نصر الله بقصفها – نُقلت من حيفا في 2017 بعد مجهود استغرق 15 عامًا.

مركز معلومات المخابرات والإرهاب مئير أميت كان قد أكد في ذلك الوقت بأن تهديد نصر الله كان على الأرجح موجهًا نحو الحفاظ على الردع مع إسرائيل عندما نقل الكثير من قوات حزب الله إلى سوريا، لكن نقل القضية إلى ساحة النقاش العام بعد التهديد ساعدت في تسريع خطط النقل.

مع ذلك، كشف مركز حيفا للبحوث البيئية بعد انفجار بيروت أن منطقة خليج حيفا تضم 1,500 منطقة خطر و800 نوع من المواد الكيميائية الخطرة في المصانع المجاورة للمناطق السكنية، التي أكد تقرير شافير لدراسة المخاطر أنها “ستتضرر بشكل مؤكد في حالة الطوارئ”.

نترات الأمونيوم | هل يشكل خطرًا على البشر بعد انفجاره؟ ولماذا يفضله الإرهابيون؟ | س/ج في دقائق

بيروت لم تكن الأولى | 6 انفجارات سببتها نترات الأمونيوم.. أخطرها سفينة تكساس الأمريكية


إيران كذلك متضررة.. ما الثمن الذي ستدفعه؟

حتى إذا كان مجرد حادث عرضي، فإن انفجارًا بهذا الحجم في ميناء لبنان الرئيسي يبعث برسالة تحذير إلى إيران، التي قالت قبل شهر فقط إنها ستنشر سفنا وناقلات نفط في لبنان، بخلاف المحادثات حول إمداد بيروت بسفينة تستضيف محطة كهرباء. إسرائيل والولايات المتحدة على وجه الخصوص تخشيان من أن تفتح هذه السفن خطًا منتظمًا للإمداد للأسلحة والذخائر وأجزاء الصواريخ.

احتمالات تورط إسرائيل في انفجار بيروت ولو كانت مستبعدة ستثير تخوف لبنان من هجوم إسرائيلي يستهدف السفن الإيرانية.

جوناثان شانزر، النائب الأول لرئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، يقول إن انفجار بيروت لا يبدو حتى الآن ناتجا عن ضربة عسكرية، لكن التوترات المستمرة توضح أن الانفجارات المستقبلية قد تكون نتيجة لشيء أكثر تعمدًا.

معركة غير معلنة بين إيران – إسرائيل: هل يقترب الشرق الأوسط من الحرب؟ | س/ج في دقائق


هل من مصادر أخرى لمزيد من المعرفة؟

من المحتمل أن يكون انفجار بيروت عرضيًا.. لكن أنشطة حزب الله في الميناء تخضع للتدقيق (فوكس نيوز)

انفجارات بيروت سيشعر بها حزب الله لفترات طويلة (هآرتس)

انفجار بيروت يسلط الضوء على مخاطر المواد الكيميائية في ميناء حيفا (جيروزاليم بوست)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك