في 2013 تحركت سفينة تدعى m/v Rhosus كانت ترفع علم دولة مولدوفا قادمة من ميناء باتومي في جورجيا متجهةً إلى ميناء بييرا في موزمبيق، محملة بـ 2,750 طنًا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار.
السفينة تعرضت لمشكلات فنية في طريقها إلى وجهتها المحددة سلفًا، فأُجبر قبطان السفينة على الرسو في مرفأ بيروت في 23 سبتمبر 2013. السلطات اللبنانية فتشت الحمولة، واتخذت قرارًا بمنع السفينة من الإبحار.
مالكو السفينة تخلوا عنها وعن الحمولة وعن الطاقم، الذي سمحت السلطات اللبنانية لمعظمه بالرحيل، واستثنت القبطان وأربعة آخرين من الطاقم بسبب مشكلات تتعلق بالتأشيرات. فشلت الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة، ووصل الملف إلى المحاكم بعدما قدم عدد من الدائنين دعاوى قضائية ضدها. في نهاية المطاف، سمح قاضي الأمور المستعجلة اللبناني بمغادرة الطاقم لبنان، مع تفريغ الشحنة في المستودع رقم 12 بمرفأ بيروت، بسبب طبيعتها الخطرة، وصعوبة تخزينها على متن السفينة.. في انتظار بيعها في "مزاد علني"!
التحذيرات حول خطورة تخزين مادة حساسة كنترات الأمونيوم في مرفأ بيروت توالت. المديرية العامة لأمن الدولة اللبنانية رفعت تقريرًا منذ 6 أشهر حذرت فيه من خطورة المواد المخزنة في ظل وجود فجوة في المستودع.
وأثناء قيام عامل لحام بسد الفجوة التي كانت في جدار المستودع رقم 12 المُخزن بداخله نترات الأمونيوم، بهدف حمايتها من السرقة، وقع الانفجار.
وظهرت صور على الإنترنت -غير معروفة المصدر- نقلها موقع ذا تايم أوف إسرائيل تظهر قيام عمال بلحام باب المستودع، وكان شديد القرب من أكوام من الأجولة مدون عليها أنها تحوي مادة نترات الأمونيوم.
عقب الانفجار، ظهرت تلميحات من أجهزة استخبارات ومحللين حول إمكانية تورط حزب الله بصورة أو بأخرى فيما حدث.
قناة فوكس نيوز نقلت عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية قولها إن الحادث قد يكون عرضيًا وليس له علاقة بالإرهاب، وإن الانفجار قد يكون وقع بسبب حاويات متعددة شملت تخزين ألعاب نارية وبنزين وأسلحة، وهو ما قد يشير إلى تورط حزب الله لأنه مسيطر على ميناء بيروت، الذي يدور حوله نشاطات للجريمة المنظمة.
إيان برادبري، رئيس شركة تيرا نوفا للإدارة الاستراتيجية للاستشارات الدفاعية ومقرها كندا، أشار إلى تكهنات بأن القطاع المنكوب من الميناء شهد تسلم وتخزين شحنات سابقة من الأسلحة.
اللافت أن شحنة نترات الأمونيوم ارتبط اسمها بدولتين، هما جورجيا وموزمبيق، والاثنتان ارتبطا بدورهما بنشاطات غير مشروعة لحزب الله اللبناني، أو على أقل تقدير اتهامات له بالتورط في هذه الأنشطة.
على سبيل المثال، اتهمت إسرائيل رسميًا إيران في 2012 بتنفيذ هجمات استهدفت أفرادا تابعين للسفارة الإسرائيلية في العاصمة الهندية نيودلهي والعاصمة الجورجية تبليسي، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عناصر إيرانية وعناصر تابعة لحزب الله تورطوا في الهجوم.
حزب الله أيضًا كان حاضرًا بقوة في موزمبيق. بوب ودورد، الصحفي الأمريكي الشهير مفجر فضيحة ووترجيت، تطرق في كتاب له بعنوان "الخوف: ترامب في البيت الأبيض" إلى نفوذ حزب الله، حيث قال إن هناك ما بين 30 إلى 50 عميلًا يتبعون لحزب الله اللبناني ينشطون في موزمبيق لتهريب العاج بصورة غير مشروعة، وهي تجارة تدر كثيرًا من الأموال.
الشكوك هنا قد تحمل قدرًا من المنطق؛ فمسارات تهريب الأسلحة الإيرانية للتنظيمات الموالية مرت سابقًا عبر أفريقيا، كمحطة رئيسية قبل وصولها. أبرزها واقعة القصف الجوي الذي شنه الطيران الحربي الإسرائيلي في يناير 2009 على قافلة كانت تضم 17 شاحنة محملة بالأسلحة في شرق السودان كانت متجهة إلى حماس في قطاع غزة.
تنفي إسرائيل أي تورط لها. وتقول الحكومة اللبنانية وحتى حزب الله إن الكارثة كانت حادثًا نتج عن مواد متفجرة متطايرة في مستودع.
إذا كانت إسرائيل مسؤولة في الواقع، فقد تكون النتيجة حربًا مع حزب الله وإيران، حرب قد تورط حتى الولايات المتحدة والدول الأخرى في حريق كبير في الشرق الأوسط.
تقول فوربس: إنه مع ذلك، فإن مسألة ضلوع الإسرائيلي سؤال حاضر لا يمكن التغاضي عنه، على أساس أنه إذا كانت هناك دولة لديها رغبة في تدمير مستودع لبناني مليء بالمتفجرات التي يستخدمها الانتحاريون لتصنيع عبوات ناسفة، فهي إسرائيل.
ليس هناك شك في أن إسرائيل لديها القدرة على تدمير هذا المخزن لو أرادت. كان من الممكن أن تطلق صواريخ موجهة من طائرات بدون طيار ومقاتلات نفاثة وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي وقوارب وغواصات صواريخ تابعة للبحرية الإسرائيلية، وحتى صواريخ باليستية. أو كان بإمكان الاستخبارات الإسرائيلية الموساد ترتيب قنبلة أو تخريب آخر.
في الأسابيع الأخيرة، وقعت العديد من الانفجارات في المواقع النووية ومصانع الصواريخ البالستية ومحطات الطاقة في إيران، بما في ذلك منشأة رئيسية لصنع أجهزة الطرد المركزي اللازمة لبناء قنبلة نووية. الموساد مشتبه به في الحوادث.
لكن على الرغم من سنوات من الاشتباكات، بما في ذلك حرب 2006، أوضحت كل من إسرائيل وحزب الله مؤخرًا أنهما لا يريدان الحرب - على الأقل في الوقت الحالي. وشهد حزب الله ضغوطا بسبب سنوات من إرسال مقاتليه لدعم الحكومة السورية ضد المتمردين، في حين أن انهيار الاقتصاد اللبناني تقريبا بسبب العقوبات الأمريكية وفيروس كورونا قد استنزف موارده وشعبيته.
خلال المناوشات الحدودية الأخيرة تبين أن الجانبين يحاولان جاهدين عدم تصعيد العنف. إذا أرادت إسرائيل أن تحافظ على هدوء الجبهة الشمالية، فإن تفجير حي في بيروت سيكون غبيًا.
قصة السفينة m/v Rhosus من جورجيا للبنان (shiparrested)
بيروت تفجيرات عرضية على الأرجح – لكن أنشطة حزب الله في الميناء تخضع للتدقيق (فوكس نيوز)
أنشطة حزب الله في موزمبيق (نادي موزمبيق)
غارة إسرائيلية على السودان تستهدف أسلحة لحماس (CNN)