احتجاجات لبنان والعراق بلا زخم في الميديا العالمية.. لماذا؟ وكيف تضررت؟ | س/ج في دقائق

احتجاجات لبنان والعراق بلا زخم في الميديا العالمية.. لماذا؟ وكيف تضررت؟ | س/ج في دقائق

26 Feb 2020
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* المحتجون في لبنان والعراق خاضوا معركة شاقة لجذب انتباه وسائل الإعلام العالمية منذ اندلاع الانتفاضات، لكن ذلك لم يحدث!

* الميديا الغربية تنظر إلى الشرق الأوسط من زاوية “نخب قوية تخلق مصاعب يومية مع استياء واسع من الأغلبية”.. هذا انتقل للجمهور الذي لم يعد يلتفت لتطورات المنطقة التي لا تؤثر عليه بشكل مباشر.

* الساسة الغربيون لا يهتمون، تغطية الميديا تقل، فلا يهتم الجمهور الغربي، لا يضغط على الساسة، فلا يهتمون.. وتتواصل الدائرة.

س/ج في دقائق


لماذا غاب اهتمام الميديا الغربية عن مظاهرات لبنان والعراق؟

الميديا الغربية، خصوصًا في الولايات المتحدة وبريطانيا، تمارس نفوذاً كبيراً في تشكيل الخطاب العالمي. لهذا، واجه المحتجون في العراق ولبنان معركة شاقة لجذب انتباه الميديا العالمية منذ اندلاع الانتفاضات الشعبية في البلدين في أكتوبر 2019. لكن التغطية تراجعت، لتتيح للفاعلين السياسيين في الدولتين التحرك بحرية في التعامل مع المظاهرات. في حالة العراق مثلًا، أدى الانتقام العنيف لمقتل 600 شخص على الأقل منذ بدء الاحتجاجات بعيدًا عن أعين الميديا.

ليست أولوية لساسة الغرب ولا جمهوره

يقول معهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن إن السبب الرئيسي لانخفاض التغطية هو غياب حالة الضغط الدولي المستمر على زعماء السياسة في البلدين لاستيعاب مطالب المحتجين بتغييرات منهجية بالجملة.

يضيف المعهد أن الجمهور الغربي كان منشغلًا بقضاياه المحلية التي تركزت تحديدًا على محاكمة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكزيت”، ما أجبر محررو صالات الأخبار العالمية على إجراء عملية فرز دقيقة للأخبار التي يمكن أن تحظى على جانب من التغطية. ومع تضاؤل الموارد التحريرية الواردة من لبنان والعراق التي تلبي ذلك الشرط، قل عدد المنافذ الإعلامية البارزة التي اهتمت بتغطية تطورات البلدين.

بخلاف ذلك، اندلعت احتجاجات هونج كونج أولًا وحصدت مساحتها في اهتمام الميديا الغربية، قبل أن تلاحقها احتجاجات تشيلي مع العراق ولبنان، مما أجبر غرف الأخبار على تقسيم التغطية الدولية المحدودة أصلًا بين حركات الاحتجاج.

يتكهن المعهد  بأن احتجاجات لبنان والعراق كانت لتحظي باهتمام عالمي أكبر لو تزامنت مع مظاهرات 2011 في دول الجوار، مع استقرار الولايات المتحدة وبريطانيا محليًا نسبيًا، بما يعني توفير نطاق إعلامي أكبر للأخبار الدولية.

انتقامًا لقنصلية إيران.. كواليس اليوم الدامي الذي أسقط حكومة العراق


هل تضررت تظاهرات العراق ولبنان سياسيًا بتراجع التغطية الإعلامية؟

السياسة الخارجية تراجعت في أولويات الناخبين الأمريكيين. غاب الحديث عنها تمامًا في مناظرات مرشحي الديمقراط لانتخابات الرئاسة الأمريكية. صحيح أن الولايات المتحدة صاحبة مصلحة رئيسية في التطورات في لبنان والعراق، وأنها تمتلك ما يكفي من القوة لدفع أو كسر حركات الاحتجاج، لكن اهتمام الرأي العام الأمريكي بالتحديات التي تتجاوز شواطئ بلاده في تضاؤل، بحسب تقييم معهد الشرق الأوسط.

تأثير متبادل بين الميديا وصناعة السياسة

السياسة الخارجية للولايات المتحدة، تمامًا مثل سياساتها الداخلية، تشكل ترسيمًا لنظام راسخ في عقود من الصلابة البيروقراطية والمصالح الخاصة الراسخة. وعليها، تنظر واشنطن إلى لبنان والعراق ضمن هاجس ضيق لمواجهة النفوذ الإيراني.

لكن المعهد يرى أن صلابة السياسة الأمريكية كانت في الواقع غير مثمرة لمصالحها الخاصة، بعدما أبقت نهجها في لبنان مثلًا ثابتًا لمدة أربعة عقود، عبر نفس الحلفاء السياسيين المحليين الذين شاركوا حكم البلاد مع حلفاء إيران المحليين، وكلهم الآن هدف الاحتجاجات.

أما في العراق، فكان النهج الأمريكي عسكريًا بحتًا، كما يتضح من اغتيال قاسم سليماني في خضم الاحتجاجات الشعبية المناهضة لإيران، ما عرض الانتفاضة الشعبية فعليًا لقمع شديد من جانب الميليشيات التي تدعمها إيران.

كل ذلك انعكس على التغطية الإعلامية للتطورات في لبنان والعراق. اغتيال سليماني، على سبيل المثال، كان لحظة الذروة لتغطية تطورات البلدين.

يعتبر المعهد أن استجابة أمريكا العشوائية لحركات الاحتجاج تحدث عند الركود السياسي، لتتراجع التغطية الإعلامية عند غياب التقييم السياسي الأمريكي الواضح والذي يصعب عبره تحديد أي تطور يمكن أن يحدث ليخدم المصالح الأمريكية.

الدائرة تكتمل؛ بدون تغطية إعلامية للأحداث لا يهتم الجمهور بما يحدث، ويغيب الحافز للبيروقراطيين الأمريكيين لتغيير مجرى الأحداث.

مظاهرات في العراق تضع الحكومة في ورطة.. ماذا حدث؟ وما علاقة إيران؟ | س/ج في دقائق


الميديا مظلومة أم متهمة في تراجع قضايا الشرق الأوسط لدى الجمهور الغربي؟

يشكو محررو كبرى وسائل الإعلام الدولية من الصعوبات التي يواجهونها في نقل تعقيدات القصص الأجنبية إلى الجماهير المحلية في بلدانهم الأم. يقولون إن الجمهور الأمريكي مثلًا لن يفهم النظام السياسي الطائفي بالغ التعقيد في لبنان. لن يستوعب: أي قوة أجنبية تدعم أي مجموعة محلية، وأن الجماعات المحلية تتقاسم الحكم رغم كرهها لبعضها البعض، لكنها تنسق لضمان أن يأخذ كل منها شريحة من الكعكة المالية. يعتبرونها قصة ليسا سهلة للبيع.

لكن الميديا متهمة.. لم تميز الشامي عند المغربي

يقول معهد الشرق الأوسط إن حركات الاحتجاج الأخيرة قدمت الشرق الأوسط بصورة مختلفة بشكل كبير عما قدمته المظاهرات التي عمت المنطقة قبل 10 سنوات، إلا أن تغطية الميديا الغربية في تغطيتها لكل الأحداث اختصرت المنطقة إلى مجموعة من المنافسات الجيوسياسية أو الخلافات الطائفية القديمة التي تخلق الوضع بعيدًا عن التجارب السياسية الأقرب إلى الوطن، لتضيع الفروق أمام الجمهور العالمي بين العائلات المالكة في الخليج، الملالي الإيرانيين، والديكتاتوريين العلمانيين في الجمهوريات العربية؛ باعتبارهم جميعًا بالنسبة له نخبًا قوية استحوذت على الكثير وخلقت مصاعب يومية، صاحبها استياءً واسعًا من الأغلبية، ليتشاركوا جميعًا تدهور المنطقة وقمع المدنيين وحرمان الفرص الاقتصادية والكرامة.

هنا يرى المعهد أن المطلوب لتقديم الرواية الأوسط تغيير الطريقة التي يعرض بها النشطاء الشعبيون قضاياهم، والطريقة التي تقدم بها وسائل الإعلام الرئيسية قصة المنطقة.

لبنان: بثرة على بشرة .. بين نصر الله وعون والحريري .. هل يريد الشعب إحياء النظام | خالد البري


محمد توفيق علاوي | توقع ثورة العراق قبل عام.. فهل تبتلعه هو الآخر؟ | بروفايل في دقائق

صفاء السراي.. ابن ثنوة الذي خطفه الموت من مظاهرات بغداد | الحكاية في دقائق

لبنان.. تحديات وفرص اقتصادية


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك