شرع الفقهاء للرجل أن يضرب زوجته إذا شعر منها بالنفور الجنسي – النشوز – تجاهه طبقًا لقوله تعالى: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا“.
لكن الآية توضح أن الضرب حل أخير يلجأ إليه الزوج بعد أن يتحدث معها أولًا. لكن ماذا يفعل قبل ذلك. هل – مثلا – يربطها في السرير؟
1- هجر الرجل كلام الرجل وحديثه، أي رفضه وتركه.
2- الإكثار من الكلام بترديد كهيئة كلام الهاذئ. فنقول هجر فلان في كلامه أي هذى ومدد الكلمة.
3- هجر البعير إذا ربطه صاحبه بـ “الهجار” وهو حبل يربط في حقويها ورسغها. ومنه قول امرئ القيس:
رأت هلكًا بنجاف الغبيط … فكادت تجد لذاك الهجارا
ومن غير المنطقي أن تأمرنا الآية بعظة الزوجة، ثم تأمرنا بعدها مباشرة ألا نسمع لكلامها، أو نتكلم لها بحديث غير مفهوم وكأننا تحت تأثير الحمى. بل يستقيم المعنى إذا ربطتها بحبل – هجار – من يدها في المضاجع تسهيلًا لك للحصول على حقك كزوج في الفراش.
جامع البيان – الجزء السادس – صـ 705 تفسير واهجروهن في المضاجع “ربط الزوجة في السرير”
جامع البيان – الجزء السادس – صـ 706 تفسير واهجروهن في المضاجع “ربط الزوجة في السرير”
جامع البيان – الجزء السادس – صـ 707 تفسير واهجروهن في المضاجع “ربط الزوجة في السرير”
جامع البيان – الجزء السادس – صـ 708 تفسير واهجروهن في المضاجع “ربط الزوجة في السرير”
غرائب الفتاوى (١)| في المثلية الجنسية.. الشريعة الإسلامية فضلت المرأة على الرجل| حسام أبو طالب
إذا تخيلت – مثل بعض المفسرين – بأن الهجر في المضاجع هو عدم النوم مع زوجتك في مكان واحد، أو عدم الاقتراب منها جنسيًا، فلك أن تسأل نفسك: كيف توصينا الآية بتوعية وتذكير الزوجة بالحقوق الجنسية ودعوتها إلى الفراش، وإذا رفضت هذه الدعوة يكون العقاب هجرها في الفراش! أليس ذلك تحقيقا لما أرادت؟!
ألا يكون بهجرك لزوجتك التي لا تريدك جنسيًا ومنصرفة عنك مدخلًا لسعادتها وراحتها مما تطالبه به؟ .. وأين أنت من قول النبي “لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث”، فكيف وهي زوجتك التي هي أقرب إليك من إخوانك في الله؟
غرائب الفتاوى (2) | لماذا يكره الشيوخ “المخاصي” في الذبيحة؟ | حسام أبو طالب
تبنى ابن عباس والشعبي وقتاده وجهه النظر القائلة بأن الهجر هو الامتناع عن الجماع فقط وليس هجر الكلام.
أما الثوري وعكرمة فقال إن الهجر هو أن تغلظ لها في القول لها وتقول لها تعالي وافعلي ثم تجامعها.
أما السدي فقال بأن الهجر هو أن تجامعها دون أن تكلمها ثم تعطيها ظهرك. وكلهم فسروا “المضاجع” بمعنى الجماع.
لكن، عندما عدد النبي لأبي حكيم بن معاوية حقوق زوجته عليه أوصاه أن يطعمها ويكسوها وأن يبتعد عن وجهها عند الضرب ولا يهجرها “إلا” في البيت، استدل العلماء على ان الهجر هو الربط بالحبل، فلو أن المقصود هو هجر الجماع، فما الداعي لأن يقصره النبي علي البيت دون غيره؟! وهل من الممكن أن يهجر الرجل جماع زوجته بالبيت ثم يلتقي بها في فندق مثلًا؟
غرائب الفتاوى (3) | عرش إبليس القاتل.. لماذا يكره المسلمون البحر؟ | حسام أبو طالب