فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي | طرق النجاة من فتن آخر الزمان

فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي | طرق النجاة من فتن آخر الزمان

27 Nov 2023
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي تعتبر موضوعًا هامًا في التراث الإسلامي، حيث حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل متكرر من مخاطرها وتأثيراتها السلبية على المجتمع والأفراد. يُشير مصطلح “آخر الزمان” إلى الفترة الزمنية الأخيرة قبل يوم القيامة، وفي هذا السياق يتحدث النبي عن ظهور فتن واضطرابات تكون جزءًا من هذه الفترة الزمنية الختامية.

فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي

حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل تحذيري وتوضيحي من الفتن التي ستنشأ في آخر الزمان، وقد نقل الصحابي أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله أثناء وقوفه على أطم مرتفع في المدينة المنورة، حيث أشار إلى أنه يرى الفتن تنزل كالمطر، ولكنها لن تكون متساقطة من السماء، بل ستدخل بيوت الناس مثلما يتخلل المطر الأماكن الفارغة.

فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي ليست جسمية بل هي فتن فكرية واجتماعية، تتسلل إلى قلوب الناس وتؤثر في سلوكياتهم وقراراتهم. النبي صلى الله عليه وسلم استخدم تشبيه المطر للتأكيد على وسع انتشارها وتأثيرها في كل مكان، حيث تدخل بيوت الناس وتتغلغل في أرواحهم.

هذا التحذير يبرز أهمية الحذر والوعي في التعامل مع التحديات والابتعاد عن الفتن الفكرية والمغريات الضارة. كما يشير إلى أهمية ترسيخ القيم والأخلاق الدينية في نفوس الناس كوسيلة للحماية من تلك الفتن والمحافظة على الاستقامة والسلام في المجتمع.

فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي

النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من مجموعة من الفتن التي ستظهر في آخر الزمان، وكان من بينها:

تقارب الزمان ونزع البركة من الوقت:

حيث يتسارع الزمن ويصبح قصيرًا، ويفقد الناس القدرة على استثمار الوقت بشكل فعّال، بحيث يمر اليوم دون تحقيق فوائد تذكر. يُقابل هذا الواقع الحالي تفوق السلف الصالح في تحصيل العلم وإنتاج مؤلفات تتجاوز قدرة الإنسان الحديث على استيعابها.

نقص العلم والعمل:

حيث يحدث نقص في العلم نتيجة قلة العلماء، وتناقص في العمل بإخلاص، وضعف في التوجه نحو الله عز وجل.

حدوث الشح:

وليس الشح مقتصرًا على الأمور المالية فقط، بل يشمل بخل العالم بعلمه، والصانع بصنعته، وذوي الفن والعلم الذين يموتون دون أن يشاركوا غيرهم، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار الأمة.

ظهور الفتن:

وهي فتن لم تكن موجودة في زمن النبوة أو عهد الخلفاء الراشدين.

زيادة الهرج والقتل:

حيث يكثر القتل والحروب الأهلية، ويتسارع الهرج بسبب القتل المتزايد للمسلمين على يد بعضهم البعض أو على يد الكفار.

في هذا السياق، جاءت تلك الفتن وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: “يتقارب الزمان، وينقص العلم والعمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج”، وعندما سألوه عن المعنى الدقيق للهرج، أوضح أنه يعني القتل.

وصايا الرسول في آخر الزمان

قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصاياه لنا في آخر الزمان:

“يوشك أن يكون خير مال المرء – أو المسلم – غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن.”

أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن خير ما يملكه المرء في آخر الزمان هو قطيع من الغنم، يتبع بها أماكن الرعي في أعالي الجبال والأماكن البعيدة، حيث يفر هذا المرء بدينه من الفتن والمغريات التي تهدد استقامته الدينية. وجسد هذا بصورة المسلم الذي يحمي دينه بالابتعاد عن مصادر الفتن والاضطرابات في مجتمعه.

وفي تكملة لوصيته، حذر النبي عليه الصلاة والسلام من شدة الفتن في زماننا، ولكنه أشار إلى أنه فيما يتعلق بالتعامل مع الفتن، هناك درجات. فقال:

“ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرّف إليها استشرفته، فمن وجد منها ملجأ أو معاذًا فليعتصم به.”

أي أن الشخص الذي يبتعد عن الفتن ويظل ثابتًا في مكانه أفضل من الذي يتحرك فيها، والذي يتحرك فيها أفضل من الذي يسعى فيها بشدة. ولكن لا يزال النبي يوصي بالابتعاد عنها بأي شكل ممكن، وإذا كان لديه فرصة للمأوى أو الحماية، يجب عليه الاستفادة منها.

وفي وصاياه الأخرى، نجد النبي يحثنا على التمسك بالإسلام في عصر الفتن، ويبين أن الإسلام سيكون غريبًا في البداية وسيعود غريبًا كما بدأ، ويبشر بالسعادة للغرباء الذين يصلحون أمورهم عند فساد الناس.

في هذه الفترة الصعبة، يظل التمسك بالقرآن والسنة والابتعاد عن مصادر الفتن والاضطرابات والتحلي بالإيمان والصحبة الصالحة أساسيًا للمسلم للحفاظ على دينه واستقامته.

أحوال فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي

النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من أحوال الفتن في آخر الزمان، ووصفها بمجموعة من التشبيهات المعبِّرة، ليبين خطورتها وتأثيرها على الناس. إليك صياغة لهذه الحالات والتشبيهات:

  • تشبه الفتن رياح الصيف: حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم تلك الفتن مثل رياح الصيف، متتابعة ومتقاربة. كما روى عن ذيفة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “منهن ثلاثٌ لا يكدن يذرن شيئا، ومنهن فتنٌ كرياح الصيف، منها صغار ومنها كبار”، ليشير إلى تقاربها وتتابعها كموج الهواء في فصل الصيف.
  • الفتن مثل قطع الليل المظلم: وصف النبي صلى الله عليه وسلم الفتن بأنها تشبه قطع الليل المظلم، ليعبر عن غموضها وظلامها الذي يغشى الناس، وذلك من خلال قوله: “بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم”، ليشير إلى عتمتها وضياع البصيرة فيها.
  • تعاظم الفتن بمرور الوقت: أكد النبي صلى الله عليه وسلم على تعاظم الفتن مع مرور الوقت، حيث قال: “تجيء فتنة فيرقّق بعضها بعضاً”، ليظهر كيف تتصاعد الفتن وتزيد في حدتها بشكل تدريجي.
  • تشبه الفتن موج البحر: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم مقارنة مع موج البحر ليوضح اضطراب الحال وشدة الفتن، حيث يتأرجح حال الناس في هذه الظروف كما يتأرجح الموج.
  • تختلف استجابة الناس إليها: أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن استجابة الناس للفتن تختلف، فهناك من يقبل عليها ويُهلك، وهناك من يرفضها ويبتعد عنها ليهتدي وينجو.

بهذه التشبيهات البليغة، أوضح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته خصائص وأحوال الفتن في آخر الزمان، داعيًا إياهم إلى الحذر والتوجه لله في مواجهتها.

النجاة من فتن آخر الزمان

يمكن للمسلم أن ينجو من فتن آخر الزمان عبر الاتباع لمجموعة من السُبل والتوجيهات:

  • الابتعاد عن مواطن الفتن وتجنب أسبابها: يكمن النجاح في تجنب مصادر الفتن والابتعاد عن المواقف والأماكن التي قد تثيرها. يأمر الله بحذر الناس من الفتن والابتعاد عنها، وذلك للحفاظ على الإيمان والسلامة الدينية.
  • الاعتصام بالكتاب والسنة: يجب على المسلم الالتزام بتوجيهات الله ورسوله، والتمسك بالكتاب الكريم والسنة النبوية كمرشدتين له في كل جوانب الحياة. هذا يوفر له الضوء والهدى في وجه الفتن والابتعاد عن الشكاكية.
  • الالتزام بجماعة المسلمين: يُشجع المسلم على الالتزام بالجماعة والتعاون مع إخوانه في الإيمان. الجماعة توفر دعمًا اجتماعيًا وروحيًا يساعد على التحمل في وجه التحديات والفتن. الالتزام بالوحدة الإسلامية يقوي الفرد ويحميه من الانزلاق في الفتن.
  • الصبر على المصائب والبلوى: يُشدد على أهمية الصبر في وجه المحن والابتلاءات. صبر المسلم يجعله قويًا وثابتًا في وجه الفتن، ويعينه على الاحتفاظ بثوابته الدينية والأخلاقية.
  • الرجوع إلى العلماء الصادقين: يُحث المسلم على الاستعانة بعلماء الدين الذين يتمتعون بالتقوى والنزاهة. الاستفادة من فهمهم وتوجيهاتهم يُعتبر وسيلة للتوجه الصحيح والابتعاد عن الضلال.

باعتبار هذه السُبل، يمكن للمسلم تعزيز فرص نجاته في ظل فتن آخر الزمان والحفاظ على إيمانه واستقامته.

شاهد من أعمال دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك