انتقلت إدارة شركة سامسونج الكورية لثلاثة أجيال داخل نفس العائلة. البداية كانت مع المؤسس لي بيونج تشول، عام 1938 ثم الابن لي كون هي عام 1987، الذي غير مسار الشركة وحولها لواحدة من أكبر شركات الاتصالات والتكنولوجيا في العالم، لكن متاعبه الصحية تسببت في انتقال القيادة مبكرًا لنجله لي جاي يونج في 2014، قبل وفاة لي كون هي، في 25 أكتوبر 2020.
هذه المتاعب الصحية بدأت في التسعينيات من القرن الماضي بمرض سرطان الرئة، ثم في 2014 جاءت الأزمة القلبية التي نقل على إثرها لي كون هي للمركز الطبي الخاص بسامسونج، ليظل به حتى إعلان وفاته رسميًا في 25 أكتوبر 2020
منذ نقل لي كون هي للمركز الطبي، انطلقت الشائعات حول طبيعة مرضه وأنه لا يدير الشركة حقًا من المستشفى أو حتى يعي ما يحدث حوله، خطورة الحالة الصحية لـ لي كون هي تأكدت عندما تسلم نجله لي جاي يونج الإدارة.
لكن الأمر لم يتوقف هنا. حيث تتابعت شائعات على مدى 6 سنوات بأن لي كون هي مات بالفعل، وأن ابنه ووريثه يخفي الخبر ويترك الجثة محفوظة في المركز الطبي حتى لا يضطر إلى فتح ملفات ضريبة الميراث، وهي الضريبة التي تصل قيمتها إلى 65% في كوريا الجنوبية.
تعاني عائلة لي من مشكلات ضخمة مع الحكومة الكورية، بداية من لي كون هي الذي أدين بتهم الرشوة والتهرب الضريبي، وتحويلات مشكوك فيها لثروة الأسرة بحيث تتجنب المسار التقليدي الذي يتم الحصول منه على ضرائب.
واستمرت المتاعب مع الابن لي جاي يونج الذي أدين في 2017 بتهمة تقديم رشوة لرئيسة البلاد مما تسبب في صدور حكم ضده بالسجن 5 سنوات وكاد بالفعل يقضي عاما في السجن لولا أن القضية تم استئنافها ومازالت في المحاكم حاليا.
وبحسب وول ستريت جورنال، فإن لي جاي يونج، واجه أيضًا اتهامًا رسميًا الشهر الماضي بالاحتيال المالي في قضية جديدة، وهي التهمة التي أنكرها.
بوفاة لي كون هي وجد ابنه لي جاي يونج نفسه الآن مضطرًا لدفع ضريبة ميراث ضخمة، قد يخسر فيها ثلثي ثروة العائلة، كما أن التفاوض مع الحكومة سيكون صعبًا بسبب القضايا التي تلاحقه.
لكن أسوأ ما في الأمر أن التركة التي تقدر بـ 21 مليار دولار، ليست كلها بالطبع أموالًا سائلة يمكن أن يدفع منها الضريبة. فهذه الثروة تدخل فيها قيمة الأسهم في حصص سامسونج بجانب العقارات والسيارات وحتى التحف الفنية والمقتنيات القيمة.
لكن عند دفع الضرائب يجب أن تكون أموالًا سائلة، ولا أحد يعرف إن كان يمكنه توفير هذا المبلغ.
بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن القيمة السوقية لـ لي كون هي، أو مجمل قيمة ممتلكاته تعادل 20.9 مليار دولار، هذا يعني أن الوريث قد يجد نفسه مضطرًا لدفع 13.6 مليار دولار.