في 1984، دخلت أبل منافسة مع شركة IBM، واتهمتها بالاحتكار.
استخدمت أبل فيلم 1984 لصنع إعلان من إخراج ريدلي سكوت، تظهر فيه امرأة رياضية تحطم شاشة الأخ الأكبر وعالم الاحتكار الذي تمثله IBM، التي كانت تسيطر وقتها على عالم التكنولوجيا.
بعد أكثر من 40 عامًا، وجدت أبل نفسها متهمة بنفس الممارسات الاحتكارية والسعي للسيطرة على السوق.
في 2019 و 2020، أصبحت فورتنايت أشبه بمنجم الذهب على أبل ستور، تحصل منه أبل على 30% من قيمة أية عمليات بيع تجري عبر اللعبة، كأن يشتري لاعب عملات اللعبة لمساعدته في إتمام المهام أو تخطي مستويات بسهولة أكثر.
فورتنايت والشركة المطورة لها إيبك جيمز وافقت على هذا الشرط ضمن شروط عديدة في صفقة الدخول على أدوات التطوير في متجر أبل.
لكن فورتنايت اكتشفت في 13 أغسطس 2020 أن بإمكانها الحصول على مكاسب أكثر، وأن الحصة التي تجنيها أبل من عملياتها غير مستحقة، فأعلنت فورتنايت عن خصومات للاعبين تصل إلى 20%، مع إمكانية أن يدفع اللاعب هذه الأموال مباشرة لفورتنايت بالخصم، أو أن يدفع المبالغ كاملة عبر أبل ستور.
صحيح أن فورتنايت تركت الخيارين مفتوحين، لكن أغلب اللاعبين سيفضلون التعامل مع اللعبة مباشرة بالتأكيد، دون مرور التحويلات المالية عبر أبل، كونهم سيدفعون أقل.
في نفس اليوم، أعلنت أبل طرد فورتنايت من أبل ستور. تركت اللعبة متاحة لمن سبق له الحصول عليها، لكن لم يعد بالإمكان تحميلها لأول مرة، أو الحصول على تحديثاتها.
بالتالي، بقى اللاعبون في الموسم 13 فقط، دون إمكانية تحميل تحديث الموسم 14 المنتظر.
هنا، أعلنت فورتنايت للاعبين عن حدث داخل اللعبة. وكان الحدث نسخة ساخرة من إعلان أبل 1984. لكن هذه المرة، كانت أبل الأخ الأكبر بنظارة سوداء، والدود يخرج من رأسه.
إيبك جيمز أعلنت أيضًا أن أبل ستغلق حساب التطوير الخاص بها، وهو الحساب الذي تستخدمه الشركة ليس فقط كأداة تطوير لفورتنايت، بل تؤجره للعديد من الشركات ومطوري الألعاب الأخرين، الذين لا يملكون قدرات مالية لبناء أدوات تطوير خاصة بهم.
الأمر لا يتوقف عند الألعاب، إذ تستخدم شركات هذه الأدوات لصنع مواقع تصوير مسلسلات أو أفلام لتوفير تكاليف التصوير في مواقع حقيقية، مثال على هذا مسلسل The Mandalorian.
لجأت إيبك جيمز للقضاء في مواجهة أبل. قالت في الدعوى إنه ليس من حق شركة "هواتف" أن تحصل على 30% من عائدات فورتنايت واتهمتها بالاحتكار والممارسات التفضيلية، بالإشارة لكون أبل لا تحصل دومًا على هذه النسبة من شركات أخرى تملك تطبيقات على أبل ستور.
أبل ردت بأن فورتنايت دخلت الصفقة وهي تعلم بالشروط الخاصة بأبل، ثم جاءت الآن لتغضب بعدما حققت المليارات، وعندما مارست أبل حقها في التحكم في ممتلكاتها.
انطلق هاشتاج تحرير فورتنايت، وانقلب المستخدمون على أبل بسبب شعبية اللعبة، ولكون الكثير من مطوري البرامج يخشون تكرار هذه السابقة لتطردهم أبل لاحقًا من متجرها لسبب أو لآخر.
لكن الحكم القضائي الأولي في القضية انتصر لإيبك جيمز وفورتنايت، بمنع أبل من حظر إيبك جيمز من أدوات التطوير.
رغم الحكم الأولي، أعلنت أبل رسميًا إيقاف حساب إيبك جيمز، ومنعها من استخدام أدوات التطوير.. في انتظار حلقات أخرى لاحقة.
يمكنكم مشاهدة إعلان فورتنايت الساخر من أبل هنا: