المظاهرات خرجت في لبنان بلا قائد، ولا دعوة مسبقة، ولا مركزية. غير حزبية. انضم لها حزبيون لاحقًا، ودعت تيارات سياسية للمشاركة فيها، لكن رايات تلك التيارات اختفت تمامًا من ساحات التظاهر، وحل مكانها العلم اللبناني فقط.
بدأت المظاهرات بتحركات عفوية في بيروت ومن ثم امتدت للمناطق الأخرى، بعد إعلان وزراء في الحكومة عن توجهات لفرض ضرائب جديدة في موازنة العام 2020.
تعتبر مظاهرات لبنان الحالية الأولى من نوعها من حيث المشاركة الديموغرافية المتعددة، إذ تخطت الحواجز التي لطالما وضعتها الأحزاب .
ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد أن الانقسامات الطائفية لن تفرق تحركاتهم.
لم تخرج المظاهرات بشكل طائفي أو سياسي، كما اعتادت لبنان.
حتى صبا الصدر، حفيدة مؤسس حركة أمل موسى الصدر شاركت في تظاهرات ساحة الشهداء في بيروت.
حركة أمل حاولت إثارة النعرة الطائفية بالزعم بحرق صور مؤسسها، لكن حفيدته خرجت لتنفي الواقعة، مطالبة أنصار جدها بـ "الاحتجاج كأمة واحدة".
في لبنان، كان هناك رموز وحركات لا يتم إلقاء أي لوم عليها في أي مظاهرات سابقة، وعلى رأسها حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خرج في خطاب ليبدي تأييد تنظيمه للتظاهرات، لكنه ووجه بهتافات "نصر الله واحد منهم"
وتضمن المظاهرات، بشكل ملفت، الاعتداء على مكاتب نواب حركة أمل وحزب الله في مجلس النواب
الاحتجاجات لم تكن محدودة في العاصمة فقط، أو في إقليم بعينه، لكنها كانت ممتدة جغرافيًا، حتى وصلت المعاقل التقليدية لجمهور الحزبين الشيعيين في مدن الجنوب، تماما كما طرابلس - الخزان السني - في الشمال.
المتظاهرون خرجوا في كبريات المدن اللبنانية، في بيروت، وطرابلس، وجبيل وجونية في منطقة كسروان بجبل لبنان، وفي المدن الجنوبية صيدا وصور، والنبطية وعالية وبعقلين والشويفات، وزحلة وبعلبك والهرمل وعرسال.
وقطع المتظاهرون طريق بيروت- دمشق عند مدينة شتورة.