نسخة جديدة من وسائل منع الحمل الذكورية تجتاز اختبارًا أوليًا بنجاح، ما يشير إلى احتمال توفير شكل جديد من وسائل منع الحمل بنهاية المطاف.
حبوب منع الحمل الجديدة، التي تعمل على غرار وسائل منع الحمل التقليدية للنساء، اجتازت اختبارات السلامة الأولية، وأنتجت استجابات هرمونية تتسق مع تحديد النسل الفعال لدى 30 رجلًا، وفقًا لبحث قدمه معهد لوس أنجلوس للأبحاث الطبية الحيوية وجامعة واشنطن في الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء.
تقول الباحثة الرئيسية المشاركة في الدراسة الجديدة كريستينا وانغ، من معهد لوس أنجلوس للأبحاث الطبية الحيوية:
لدى الإناث العديد من الطرق. لدينا حبوب منع الحمل، واللواصق، والحلقة المهبلية، وإمكانية زرع أجهزة داخل الرحم، والحقن، أما عند الرجال، فلا يوجد وسائل هرمونية قادرة على منع الحمل. المعيار لا يتساوى بين الجنسين
في الدراسة، تناول 30 رجلًا أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا حبوبًا استنبطت من مزيج من هرمون التستوستيرون والبروجستين (نسخة تركيبية من هرمون البروجسترون الأنثوي) لمدة 28 يومًا متتالية، بينما حصل 10 رجال آخرون على علاج وهمي.
راقب الباحثون الصحة العامة للرجال في العينة، وأخذوا عينات من الدم في بداية ونهاية التجربة لقياس مستويات الهرمون. شارك الرجال أيضًا في استبيانات لتقييم مزاجهم ووظائفهم الجنسية.
قيمت التجارب فقط استجابات السلامة والهرمونات لدى الرجال، بدلًا من مطالبة الأزواج باختبار جدوى حبوب منع الحمل الجديدة فيما يخص تحديد النسل.
وأشارت الاختبارات الأولية لهرمونات الدم إلى أن حبوب منع الحمل يمكن أن تكبح إنتاج الحيوانات المنوية والتستوستيرون بما يكفي لمنع الحمل، كما تقول كريستينا وانغ.
النتائج واعدة بحسب الفريق البحثي، لكن وانغ تؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث، عبر إجراء دراسات مماثلة أطول زمنًا عند الرجال، ثم تجنيد الآلاف من الأزواج المستعدين لفحص الدواء في نهاية المطاف لبضع سنوات لضمان سلامته وفعاليته، على حد قولها.
تضيف وانغ أن الفريق البحثي ما زال بحاجة للتأكد من أن وسائل منع الحمل الجديدة ستكون آمنة بنسبة 100% للأزواج الأصغر سنًا.
على عكس تجربة تحديد النسل للذكور في 2016، والتي توقفت مبكرًا عن تسجيل المتطوعين؛ لأن كثيرا من الرجال المشاركين في التجربة اشتكوا من الآثار الجانبية، لم يتعرض أي من الرجال المشاركين في التجربة الحالية لمشكلات خطيرة، ولم يتوقف أحد عن تناول الدواء بسبب الآثار الجانبية.
بعض المشاركين أبلغوا عن أعراض جانبية بسيطة، مثل التعب والصداع وحب الشباب ونقص الرغبة الجنسية، وهي أعراض تظهر عند النساء اللائي يتناولن حبوب منع الحمل. واجه رجلان فقط مشكلة تتعلق بضعف بسيط في الانتصاب.
والأهم من ذلك، بدا أن هرمون التستوستيرون الذي توفره حبوب منع الحمل تزود الرجال بما يكفي لتحجيم الآثار الجانبية، مع تقليص معدلات الخصوبة.
تقول كريستينا وانغ: “إنها حبة واحدة بها نشاطان هرمونيان. ينتج الجسم هرمون التستوستيرون بدرجة أقل، لكن المركب يدعم الوظيفة الجنسية، ويحتفظ بكتلة العضلات، وكل الأشياء الجيدة التي يوفرها الهرمون الذكوري للجسم”.
الوسيلة الجديدة ما زالت في مرحلة مبكرة؛ لم تنشر الدراسة حتى الآن في دوريات مراجعة النظراء، ولم تقدم حبوب منع الحمل الجديدة للموافقة عليها من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لكن كريستينا وانغ تصفها بالخطوة المهمة نحو توفير وسائل منع حمل فعالة وقابلة للإيقاف عند الذكور.
حتى أكثر خيارات منح الحمل للذكور تقدمًا يبعد حوالي عشر سنوات عن توفره تجاريًا، بحسب وانغ.
في الوقت الحالي، الشكلان الوحيدان لتحديد النسل للذكور هما الواقيات الذكورية، والتي تفشل في كثير من الأحيان، وتستخدم في أخرى بشكل خطأ، أو قطع القناة المنوية، والتي تعد وسيلة دائمة لا رجعة فيها.