“كل من يرفع السلاح وكل هؤلاء الخوارج أصفهم بالكفرة”، يقول المحاور المصري نشأت الديهي في مداخلة هاتفية استضاف فيها أحمد الرافعي، الذي قاطعه قائلًا: “مقدرش أقول عليهم كدا. الأزهر الشريف قال ذلك عن علم ومرجعية، وكل ما قاله الأزهر الشريف أنا أتبعه وأعتنقه”.
الأزهر كان قد أصدر بيانًا في ديسمبر 2014 رفض فيه تكفير تنظيم داعش، قائلًا إنه: “لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه”، معتبرًا أن “من المقرر في أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه، وهو الشهادة بالوحدانية ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الذنوب مهما بلغت لا يخرج ارتكابها العبد من الإسلام”، وأن تكفير داعش يعني أننا “صرنا مثلهم، ووقعنا في فتنة التكفير، وهو ما لا يمكن لمنهج الأزهر الوسطي المعتدل أن يقبله بحال”.
عادل هندي، المدرس المساعد بجامعة الأزهر، قال في تفسيره للبيان، إن “القتل والحرق والذبح كبائر، لكن ما ثبت باليقين لا يزول إلا باليقين، وهو ما ينطبق على من نطق الشهادتين، حتى لو ارتكب ناطقهما الكبائر”.
“أتصور أن الفارق ليس كبيرًا بين من يوجه رصاصه لصدور أبنائنا، وبين من يوجهون رصاص أقلامهم لعقول أبنائنا” يقول أحمد الرافعي، مضيفًا: هذا التيار الذي يمثله كثيرون لم يتركوا أي أثر في أمتنا ولا قدموا أي شيء”.
التيار المقصود كان “التنوريين” أو “الحداثيين”. الأزهر لم يكتف بمهاجمة التنويريين وبعض متحدثيه يصفونهم بالعلمنجية المتغربين. إنما أيضا هاجم من يريد تجديد الخطاب الديني من داخل الدين. شيخ الأزهر وصف هؤلاء بـ “تاركي بيت الوالد” في تعليقه الشهير على كلمة رئيس جامعة القاهرة محمد مختار الخشت في “مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الخطاب الديني”.
الممثل أحمد الرافعي وصف وفاة المفكر فرج فودة مغتالًا على يد الجماعات الإرهابية بـ”النفوق”، وهو نفس اللفظ الذي تستخدمه التيارات الإسلامية لتوصيف وفاة مخالفيها. برر ذلك بقوله إن فودة كان “مناهضًا للدين نفسه”، وليس لما وصفها بـ “الجماعات المتأسلمة”، مؤكدًا أن “هذا ما يقوله مشايخي مشايخ الأزهر. اعتنقه وأتصور أنه إن شاء الله الحق”.
لم يكذب أحمد الرافعي. فرج فودة قُتل بفتوى من مشايخ ما يعرف بـ “ندوة علماء الأزهر”. أحدهم كان محمد الغزالي، الذي وصفه الرافعي بـ “شيخه الجليل” في مداخلة تليفزيونية.
معركة الأزهر مع فرج فودة بدأت بمصادرة كتابه “نكون أو لا نكون” الذي تحدث عن تقارب مواقف شيخ الأزهر دائمًا مع الجماعات الإرهابية
وشهد محمد الغزالي نفسه أمام المحكمة التي عقدت لمحاكمة قاتل فرج فودة بأن القاتل ”لم يتورط في جريمة قتل بل طبق حدود الله على المرتد”.
الممثل أحمد الرافعي استشهد بشهادة الشيخ محمد الغزالي في قضية اغتيال فرج فودة دون ذكر تفاصيل الشهادة. فماذا قال الغزالي…
Posted by دقائق on Monday, May 11, 2020
وصف أحمد الرافعي الباحث إسلام بحيري بـ “إلحاد بحيري” والدكتور خالد منتصر بـ “خالد متنصر”، وكلاهما لا ينطبق عليهما قاعدة “الخروج باليقين” التي انطلق منها الأزهر وكذلك الرافعي لرفض تكفير داعش.
لكن الأزهر، وعلى لسان رئيس جامعته الأسبق، أحمد حسني طه، قال إن إسلام بحيري “مرتد عن الإسلام” و”منكر لما هو معلوم من الدين بالضرورة”.
شيخ الأزهر أحمد الطيب أقال رئيس الجامعة بعد الجدل حول تكفيره لإسلام بحيري، لكنه رفع دعوتين قضائيتين ضد إسلام بحيري، الأولى بتهمة “ازدراء الأديان” حكم عليه في إحداها بالسجن لمدة 5 سنوات ثم خفف لسنة واحدة في الاسئتناف، وفي الأخرى للمطالبة بمنعه من الظهور عبر وسائل الإعلام، ليُحكم بما طلب الطيب فعلً، قبل إبطال الحكم من محكمة أعلى.
معارك خالد منتصر مع الأزهر طويلة هي الأخرى. اخترنا منها مقطع فيديو للشيخ خالد الجندي، يتهم خالد منتصر – دون ذكر اسمه – بـ “استهداف الدين عبر رموزه الدينية؛ لأنهم يخشون منه؛ كونه يريدون شبابًا منفلتًا”.
اتهامات الجندي كانت ردًا على تدوينة لمنتصر عبر فيسبوك قال فيها إن بعض تفسيرات الشعراوي “كفيلة بتدمير السياحة”، مستشهدًا بمقطع الفيديو التالي في تفسير آية “إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامكم هذا. وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله”.
قاعدة الامتناع عن تكفير داعش نفسها لم تنطبق على سيد القمني، لا عند أحمد الرافعي ولا عند الأزهر، رغم تأكيد القمني، في مناظرة تليفزيونية مع الشيخ سالم عبد الجليل على “فخره بدينه” وعلى كونه “مسلم”، لكنه يعتبر القرآن نصًا تاريخيًا، ليرد عبد الجليل صراحة: “دا كفر”.
شكرًا أحمد الرافعي .. الآن اكتملت دراما مسلسل “الاختيار” | خالد البري
أحمد الرافعي | ما شكل الدولة التي يريدها؟ وهل يستحق كل هذا الجدل؟ | مناظرات دقائق