تعتبر المياه العذبة أحد الموارد الحيوية الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في دعم الحياة على وجه الأرض، وفي سياق الاقتصاد، تتأثر العديد من القطاعات بشكل كبير بالاستهلاك الضخم للمياه العذبة، ويعد توجيه هذه المياه نحو الاستخدامات المختلفة تحدٍ كبير يواجه المجتمعات الحديثة، إليك أكثر القطاعات الاقتصادية استهلاكاً للمياه العذبة في هذا المقال.
رجيم التخلص من الماء الزائد في الجسم | كيف أعرف إذا عندي احتباس سوائل في البطن
أكبر القطاعات الاقتصادية التي تستهلك كميات هائلة من المياه العذبة هي قطاع الزراعة. إذ يشكل استخدام حوالي 70٪ من المياه العذبة على مستوى العالم في الزراعة تحديًا كبيرًا. يظهر أن الدول ذات الدخل المنخفض تستهلك نسبة تصل إلى 90٪ من مياهها العذبة في الزراعة، بينما تقتصر نسبة استهلاك البلدان ذات الدخل المرتفع على 44٪ فقط في هذا القطاع. تشير هذه الإحصائيات إلى الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات فعّالة لإدارة المياه وتحسين كفاءة استخدامها في مجال الزراعة.
تعتبر التحديات المتنامية المتعلقة بالندرة المتزايدة للمياه والتزايد السكاني العالمي من المحفزات لزيادة الطلب على المياه العذبة في جميع القطاعات الاقتصادية. يتزايد الضغط على موارد المياه، ويتعاظم هذا الضغط مع النمو الاقتصادي والزيادة السكانية، مما يجعل من الضروري اتخاذ تدابير فورية لضمان استدامة هذه الموارد الحيوية. رغم أن دورة المياه الطبيعية تسهم في تجديد المياه، إلا أن التحديات المستمرة تستدعي التركيز على تقليل الهدر وتحسين إدارة المياه للحفاظ على استدامة هذا المورد الحيوي على وجه الكوكب.
أجهزة تنظيف الأسنان بالماء | أفضل أجهزة تنظيف الأسنان بالماء وأسعاره
أكبر مصدر للمياه العذبة يعتبر المياه الجوفية، وهي إحدى أشكال الموارد المائية الطبيعية الموجودة في الأرض. تتواجد المياه الجوفية تحت سطح الأرض، بين طبقات التربة والصخور، وفي فتحات وشقوق الأرض والصخور. في العصور القديمة، كانت عمليات تكسير الصخور تُستخدم لاستخراج المياه العذبة.
تُعد المياه الجوفية المصدر الرئيسي والأكبر للمياه العذبة على وجه الأرض، حيث تتدفق هذه المياه إلى السطح على شكل ينابيع أو يتم استخراجها من خلال حفر الآبار في الأرض.
تقدر كمية المياه الجوفية الإجمالية في العالم بعمق يعادل بحيرة بعمق 180 متراً على مساحة الأرض بأكملها، مما يجعلها المصدر الرئيسي للمياه العذبة على مستوى العالم.
تبرز أستراليا كأكبر دولة في العالم من حيث احتياطي المياه الجوفية، حيث تستخدم هذه المياه في مختلف القطاعات مثل التعدين وإنتاج الغذاء والصناعة. إنتاج المياه الجوفية في أستراليا يسهم بنحو 34 مليار دولار أسترالي سنويًا، مما يظهر أهمية هذا المصدر في دعم النشاط الاقتصادي والاستدامة البيئية.
ينبغي الاقتصاد في استخدام المياه العذبة للحفاظ عليها من التناقص والنضوب. المياه الجوفية تشكل مصدرًا أساسيًا لاستهلاك الإنسان من حيث الشرب والحصول على غذاء نظيف. بالإضافة إلى ذلك، تلعب المياه العذبة دورًا حيويًا في عدة صناعات، خاصة الصناعات الغذائية، حيث تسهم في توفير أغذية غير ملوثة.
تتداخل المياه العذبة أيضًا في عمليات زراعة الأغذية التي يستهلكها الإنسان، سواء كانت تأتي من الطبيعة أو تكون مصنعة. نظرًا لأهميتها الحيوية في عدة جوانب مهمة في حياة البشر، يتعين إدارة الموارد المائية المتاحة بشكل فعّال من خلال تحديد سياسات لتحقيق التوازن في استهلاك الماء.
يُسهم ترشيد استهلاك المياه العذبة في تحسين إدارة الموارد المائية والاستفادة القصوى منها لتحقيق إنتاجية أعلى. يلعب ذلك دورًا في الحفاظ على استمرارية الحياة على الأرض، خاصة في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بتزايد عدد السكان والتطور الاقتصادي. يتعين توجيه جهود التوسع وتحسين استدامة استخدام المياه لضمان تلبية احتياجات الفرد ودعم القطاعات الاقتصادية الأساسية، مثل الزراعة والصناعة.
هل عصير الليمون ينقص الوزن | رجيم الماء والليمون لخسارة 4 كيلو في اسبوع بدون رجيم
ترتبت الدول حسب حجم احتياطياتها من المياه العذبة كما يلي:
البرازيل: تمتلك البرازيل 8233 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، وتشكل هذه الكمية حوالي 12٪ من إجمالي موارد المياه العذبة على مستوى العالم.
روسيا: تمتلك روسيا 4508 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، وتحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر الدول من حيث امتلاكها لاحتياطيات المياه العذبة، وتمثل حوالي خمس الاحتياطي العالمي تقريبًا.
الولايات المتحدة الأمريكية: تمتلك الولايات المتحدة 3069 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، ما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم، وتتميز بوجود نحو 100 بحيرة عذبة، من بينها بحيرات كبيرة مثل إيري وأونتاريو وميشيغان.
كندا: تمتلك كندا 2902 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، وتأتي في المرتبة الرابعة عالميًا، وتضم أكبر بحيرات عذبة على مستوى العالم، مثل بحيرات سوبيريور وأونتاريو وغريت بير.
الصين: تمتلك الصين 2840 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، محتلة المرتبة الخامسة بين الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات من المياه الجوفية.
كولومبيا: تمتلك كولومبيا 2132 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، وتحتل المرتبة السادسة على مستوى العالم فيما يتعلق بكمية المياه العذبة المتاحة.
الاتحاد الأوروبي يمتلك احتياطيات تبلغ 2057 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، ما يجعله يحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم من حيث كمية المياه العذبة المتاحة.
إندونيسيا تمتلك احتياطيات تصل إلى 2019 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، مما يجعلها تحتل المرتبة الثامنة عالمياً. تشهد إندونيسيا حاليًا تحديات في إمداد المياه العذبة، خاصة في جزيرتي جاوة وسومطرة، حيث يستهلك القطاع الزراعي هناك نسبة تصل إلى 98٪ من موارد المياه.
البيرو يمتلك احتياطيات تبلغ 1913 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، مما يجعله يحتل المرتبة التاسعة على مستوى العالم من حيث الاحتياطيات العذبة.
الهند تمتلك احتياطيات تبلغ 1911 كيلو متر مكعب من المياه العذبة، محتلة المرتبة العاشرة عالمياً. نسبة مياهها العذبة تمثل 4٪ فقط من المياه العذبة على مستوى العالم.
خطوات حجز موعد سقيا الماء | أنواع المشروعات التي يوفرها برنامج سقيا الماء
الدول التي تعاني من فقر الماء وليست مثل الدول التي بها أكثر القطاعات الاقتصادية استهلاكاً للمياه العذبة وهي تشمل إنجلترا، الهند، إيران، المكسيك، جنوب أفريقيا، البحرين، قبرص، الكويت، لبنان، عمان، قطر، وشمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
تعاني إنجلترا، الهند، إيران، المكسيك، وجنوب أفريقيا من إجهاد مائي نتيجة للصرف الكبير في الري وتربية الماشية والاستخدام الصناعي والاحتياجات المتزايدة للمياه.
أما في حالة البحرين وقبرص والكويت ولبنان وعمان وقطر، يُسبب انخفاض منسوب المياه وعدم التوازن بين العرض والطلب إجهادًا مائيًا، حيث لا تكفي مواردها المائية لتلبية احتياجاتها المتزايدة في المنازل والزراعة والصناعة.
فيما يتعلق بشمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، تعاني هذه المناطق من إجهاد مائي بنسبة 83٪، وتعتبر جنوب آسيا معدل الإجهاد المائي فيها 74٪، مما يشير إلى وجود تحديات كبيرة في مجال إدارة الموارد المائية في هذه المناطق.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
