تكمن أهمية السياحة العلاجية في الأردن في حجم الاستثمارات والعائدات التي تساهم في الارتقاء بركائز وأسس الاقتصاد الوطني الأردني العالمي والمحلي، فقد وهب الله سبحانه وتعالى للأردن جمالًا طبيعيًا ساحرًا ومقومات سياحية مميزة ونادرة جعلتها تتصدر قوائم الدول التي تحتضن أماكن سياحية استشفائية وجمالية في ذات الوقت.
حيث تستقبل المملكة الأردنية الهاشمية أكثر من ثلاثمائة ألف سائحًا طبيًا يستهدف الأماكن والمنتجعات التي توفر له الاسترخاء، والعلاج سواء في مستشفياتها المجهزة بأعلى تقنيات طبية أو الأماكن التي تنعم بموارد الطبيعية في عدة مناطق أبرزها البحر الميت، وحمامات معين وغير ذلك الكثير.
اللغز الذي حير البشرية من زمن أرسطو.. هكذا تتكاثر ثعابين البحر | الحكاية في دقائق
قبل أن نوضح مدى أهمية السياحة العلاجية في الأردن ودورها في التأثير على اقتصاد الدولة دعنا نسلط الضوء سريعًا على مفهوم السياحة العلاجية.
فهي ذلك النوع الذي يسافر فيه الأشخاص من بلد إلى بلدًا أخر يشتهر بتقدمه الطبي ومراكز رعاية صحية بتقنيات عالية وحديثة، وأطباء على قدر عالي من المهارة للاستفادة من ذلك، أو الذهاب بغرض الاسترخاء والاستفادة بمقومات طبيعته من حمامات كبريتية، وشلالات مياه ساخنة، وطمي علاجي.
ذلك النوع تشتهر به العديد من الدول وعلى رأسهم المملكة الأردنية الهاشمية، فقد تمتعت بموقع جغرافي جعلها تمتلك موارد طبيعية وأماكن نادرة ومميزة لا توجد في دولة سواها جذبت إليها الراغبين في تلقي خدمات العلاج الطبيعي.
فضلًا عن التقدم التكنولوجي والتقنيات الحديثة التي سخرتها في المجال الطبي لتتصدر المنطقة العربية في امتلاكها شبكة متكاملة من أفضل وأحسن المستشفيات والمراكز الطبية، فهي موطن الأطباء الحاصلين على شهادة البورد الأمريكية.
بالإضافة إلى استخدام أحدث وسائل وطرق العلاج الحديثة أبرزها استخدام الطاقة النووية في المجال الطبي.
نظرًا لكون الأردن من أشهر الدول بالمنطقة العربية في مجال السياحة الاستشفائية والعلاجية فإن أبوابها دائمًا مفتوحة لاستقبال جميع الراغبين في تلقي الخدمات الطبية المميزة التي تقدمها، والاستمتاع بمنتجعاتها ومواردها الطبيعية التي منّ بها الله عليها وكانت سببًا في استقطاب آلاف السياح سنويًا.
للحفاظ على ما تحمله أهمية السياحة العلاجية في الأردن في ثناياها للدولة والسائح حرصت حكومة المملكة الهاشمية في توفير “موقع سلامتك”، وهو الموقع الإلكتروني المخصص لتنظيم وتسهيل إجراءات السياحة بغرض العلاج.
بناءً على ذلك كشف موقع سلامتك عن الشروط الواجب توافرها للموافقة على طلب القدوم لتلقي العلاج في مستشفيات المملكة، وتتمثل في الآتي:
يجب الحصول على أذن مسبق قبل القيام بإجراءات حجز المستشفيات أو المنتجعات الصحية عبر موقع سلامتك من هنا.
قدم طلب يتضمن بيانات المريض الشخصية كاملةً، وكذلك تفاصيل بيانات المرافق إذا وجد علمًا بأنه لا يسمح سوى لعدد شخصين فقط مرافقين للمريض.
ضرورة قيام المريض ومرافقيه بفحص كورونا قبل قدومه بثلاث أيام إلى جانب اخضاعه لإجراءات الحجر الصحي.
أكثر الصور شعبية في 10 سنوات | قوائم في دقائق
تحتل المملكة الهاشمية المركز الخامس على مستوى العالم في مجال السياحة بغرض العلاج والاستشفاء والمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط، وهذا هو سر أهمية السياحة في الأردن مقارنةً بدولٍ أخرى.
السياحة العلاجية أمر عرفة الإنسان منذ القدم بقدر محدود ومع التطور التكنولوجي والعلمي الذي أثبت قدرة المناخ والموارد الطبيعية من رمال وشلالات وينابيع وما إلى ذلك في التخلص من بعض الأمراض المزمنة وخاصةً أمراض العظام؛ فأصبح القطاع السياحي الصحي له أهمية ودور في الاقتصاد الوطني للدول بشكل عام، وبتسليط الضوء على الأردن نجد بأنها تتمتع بموقع جغرافي منحها تلك المقومات التي استغلتها على أكمل وجه.
حيث اهتمت المملكة بإبراز دور أهمية الأماكن التي تحتضنها وسعت في امتلاك منظومة طبية متكاملة، ومستشفيات فندقية متوفر فيها كافة أنواع العلاجات السريرية وغيرها ويأتي في مقدمة تلك المنظومة مدينة الحسين الطبية كواحدة من أهم المراكز الطبية في المنطقة والعالم.
كما أن لها دور في تحقيق بيئة مستدامة حيث تسعى المملكة في الحفاظ على الأماكن البيئة والطبيعة التي وهبها الله لها، والتي بمثابة السبب الأول في شهرة السياحة العلاجية بها وعلى رأسهم البحر الميت وما يوفره من مميزات في ذلك المجال.
بناءً على ذلك شهدت المملكة تقدم ملحوظ في القطاع الصحي بها وكان عاملًا أساسيًا في إدخال العملات الأجنبية المختلفة لها؛ فهي تستقبل مرضى وسياح للاستشفاء من خمسة وثمانون دولة وأكثر، وتُعد ملاذًا للمستثمرين من القطاع الخاص الذين انفقوا حوالي خمسة مليون دينار في قطاع السياحة العلاجية.
بالإضافة إلى دورها في توفير فرص عمل متنوعة ومختلفة، فإن التخلص من البطالة وحده عامل يساهم في الارتقاء بالاقتصاد المحلي والعالمي أيضًا.
لعل ما يميز ويبرز أهمية السياحة العلاجية في الأردن تكلفتها وأسعارها المناسبة والمنطقية مقارنةً بالدول الأوروبية، فإن تكلفة السياحة العلاجية في الدول بشكل عام باهظة ومرتفعة للغاية.
لكن تشتهر الأردن بتقديم خدمات متكاملة ومميزة تنافس بها الدول الأجنبية وتنفرد بها وحدها بين الدول العربية بمقابل تكلفة أقل من دول أروبا، ومتوافقة مع الخدمات والمميزات التي يحصل عليها المريض والسائح.
لذا تتوجه الأنظار مباشرةً للأردن للاستفادة من الخدمات العلاجية والحصول على الاستجمام والراحة والتنزه في آن واحد دون تحمل عبء مشقة التكلفة.
الهواتف الذكية.. طفرات غيرت طبيعة البشر في العقد الأخير | الحكاية في دقائق
تحتضن الأردن على أرضها مناطق تتمحور حولها أهمية السياحة العلاجية في الأردن سواء للعلاج النفسي والجسدي، ولعل من أهم وأشهر تلك المناطق ما يلي:
البحر الميت هو أيقونة السياحة العلاجية والواجهة الأولى والأشهر عالميًا؛ فهو أعمق بقعة على وجهة الأرض ومن أهم وأكثر البحار الغنية بمياه ذات خصائص معدنية فريدة، فهو الواجهة التي تجمع بين أكثر من نوع وغرض للسياحة بين العلاجية، والترفيهية، والدينية، والجمالية، وأيضًا سياحة الاسترخاء والتأمل.
حيث تمتاز مياهه بدرجة ملوحتها العالية التي بمثابة عشرة أضعاف من الطبيعي لتصل 31%، كما ينتج عنها تشكيل ضباب من البخار يمنع وصول الأشعة فوق بنفسجية الضارة، ذلك بخلاف المعادن المفيدة للغاية لجسمك فالأمر لا يقتصر على الانسجام بالسباحة والطفو فوق مياه دون الحاجه لإتقان السباحة، لكنه غني أيضًا بالمعادن المفيدة لكثير من الأمراض.
إضافةٍ لطين البحر الميت الذي له مفعول كالسحر في علاج الصدفية والأكزيما، وتخفيف آلام الروماتيزم، وعلاج التهاب الجلد والبشرة بأنواعها.
حمامات ماعين أعجوبة الطبيعة ذلك المكان الذي له جمالًا ساحرًا ومميزًا يُعد من أهم المناطق السياحية شهرةً في الأردن، بخلاف طبيعته الجذابة من صنع الله سبحانه الذي أبدع في خلق جباله شاهقة الارتفاع التي تخرج منها عيون وشلالات مياه ساخنة غنية بمعادن الصوديوم، الكالسيوم، وكبريتيد الهيدروجين.
هذه المميزات جعلته المقصد الأول للسياحة العلاجية بغرض الاستشفاء من أمراض الدورة الدموية، وأمراض الظهر، والعظام، وكذلك أمراض الجلد، والأمراض الصدرية، يضم المكان منتجعًا سياحيًا يقدم من خلاله أنواع وطرق علاجية مختلفة أشهرها العلاج بالنبضات الكهربائية تحت الماء، وتمارين أسفل الشلالات، وأيضًا تطبيق طرق العلاج الأسيوي.
تُعد أيضًا من أبرز مقاصد السياحة العلاجية حيث تضم الينابيع والشلالات التي لا تقل أهمية عن فوائد المناطق السابق ذكرها.
أكثر ما تشتهر به منطقة الحمّة الأردنية هو نهر اليرموك، والمياه الساخنة المتدفقة من باطن الارض، تحتوي على عددٍ من المنتجعات والفنادق المتخصصة في تقديم الخدمات الصحية الطبيعية.
فضلًا عن إمكانية الاستمتاع بالمناظر الخلابة والنباتات والطيور المختلفة التي تغمر المكان والكثير من المميزات التي وفرتها لك الطبيعة للحصول على علاج واستجمام في آنٍ واحد.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
