استمع أولًا إلى بودكاست ” المركزية الأفريقية : 5 حضارات بجانب مصر يدعي الأفروسنتريك أنها سوداء ” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:
اشتعلت حرب السوشيال ميديا بين مجموعات الأفروسنتريك أو المركزية الأفريقية وبين من يقف ضد سرقة التاريخ لصالح أيدولوجيات.
وانتشرت الإدعاءات عن تزوير الحضارة المصرية لحضارة سوداء من جنوب الصحراء.
لم تتوقف إدعاءات الأفروسنتريك عند مصر فقط، بل شملت العديد من الدول خارج أفريقا أيضًا.
5 حضارات بجانب مصر يدعي الأفروسنتريك أنها سوداء
1- اليونان
على الرغم من وقوع اليونان في أوروبا، ذكر موقع أتلانتا بلاكستار أن الأفروسنتريك أكدوا على إن الحضارة المايونية في اليونان، والتي ازدهرت في القرن الـ15 قبل الميلاد، تضم أدلة على أنهم كانوا شعوب سوداء واتنقلوا من مصر عن طريق الشام واستقروا في اليونان حوالي 7000 سنة قبل الميلاد.
استندت تلك المجموعات على دليل وهو أن الرسومات الفخار تصور الأشخاص بلون أسود، متجاهلين تمامًا التصور الفني.
في 2009، تفاجئ الجميع عندما ظهر بحث لشخصين، أحدهما يُسمى نيبس رع والآخر يُدعى مانو أمون ، أكد البحث على إن السلالات الصينية الأولى مثل الشانج كانوا من السود.
عاش الشانج في الفترة من 1500 إلى 1000 قبل الميلاد والدليل القاطع بحسب الأفروسنتريك هو إن مؤسس سلالة الشانج اسمه ناكي، نا يعني أسود وكي يعني رجل، وهي حجة غير علمية بالمرة.
3- الهند
يدعي أنصار الأفروسنتريك أن الشعوب الأرية طردت الشعوب الأصلية السوداء من الهند، صاحب الإدعاء هو مؤلف ينتمي إلى المركزية الافريقية، ويُدعى وين شاندلر، والذي أكد على إن مدن الهند القديمة بناها السود القادمين من أفريقيا لكن الأوروبيين وصلوا عام 2000 قبل الميلاد وغيروا طبيعة السكان.
4- العراق
وصل إدعاء مجموعات الأفروسنتريك إلى أن العراق القديم – ما بين النهرين – حضارة بناها السود.
كان دليلهم هو إن سومر القديمة كان يسكنها أشخاص ذوي بشرة سوداء يُدعون “ساج جيج جا” وأن معنى الكلمة الرؤوس السوداء.
لكن المؤرخين أكدوا على إن معنى تلك الكلمة كانت جزء من وصفة علاجية شعبية في سومر وكانت تعويذة لعلاج الصداع، والكلمة ترجمتها الحرفية هي الرؤوس المريضة.
أكدت تلك المجموعات على إن حضارة أولمك في المكسيك هي أيضًا حضارة سوداء، وبناها شعوب غرب أفريقيا.
الدليل العلمي لهم هو إن المكسيك بها أهرامات مشابهة للأهرامات الموجودة في مصر وبالتالي فهي حضارة سوداء، على الرغم أن شعوب غرب أفريقيا لم تبني أي أهرامات غرب أفريقيا نفسها.
يرفض أغلب المجتمع العلمي تلك الأفكار رفضًا قاطعًا، وأكد على إن إدعاءات الأفروسنتريك وُضعت للخيال الشعبي وليس الاستخدام الأكاديمي.
قال كلارينس إي والكر، المؤرخ والبروفيسور في جامعة كاليفورنيا ديفيز، في كتاب “We Can’t Go Home Again”: إن إدعاءات الأفروسنتريك مجرد أساطير وليست تاريخ.
كما ذكر إن من يسمون بباحثي أفروسنتريك لم يقدموا تاريخ دقيق بالمعنى الصحيح للكلمة، لكنهم صنعوا “ميثولوجيا علاجية” على حد وصفه، والهدف من الإدعاءات هي رفع معنويات الأمريكيين الأفارقة وشعورهم باحترام الذات عن طريق ابتكار تاريخ لم يحدث بالفعل.
يشير والكر إلى أن الأفروسنتريك يتجنبون الحديث عن العبودية، وتحديدًا فيما يخص إن العبيد الأفارقة تم بيعهم أصلًا للأوروبيين على يد أفارقة سود من نفس مناطقهم الجغرافية وأحيانًا يكونوا من نفس أبناء القبيلة، لكن بالتأكيد تلك المعلومات غير مناسبة للرواية التاريخية التي يقدمونها.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
