الاستثمار في أستراليا .. هل سيقود حركة تطور الذكاء الاصطناعي في العالم؟.. اتجهت العديد من الشركات العظمى في العالم إلى الاستثمار في أستراليا، والتي من بينهم شركة جوجل الأمريكية التي أعلنت عن استثمار ما يقرب من 700 مليون دولار في أستراليا؛ بهدف إنشاء مختبر لتطوير الذكاء الاصطناعي.

معلومات عن أستراليا

تعد أستراليا أصغر قارة موجودة على كوكب الأرض، ولكنها أكبر سادس دولة في العالم، حيث تبلغ مساحتها 7617930 كيلو متر مربع، ويبلغ عدد السكان بها حوالي 26 مليون نسمة، وتعتبر سيدني هي أكبر مدينة في أستراليا وهي أيضًا عاصمة الدولة ، و تتمتع أستراليا بطبيعة خلابة وساحرة وتضم عدد من الشواطئ الجذابة ، مثل: شاطئ الجنة البيضاء و هو أحد الشواطئ النظيفة والآمنة في أستراليا و يمتد على طول 7 كيلو متر ، ويتميز بوجود مرسى كبير للسفن و رمالها ناعمة للغاية وبيضاء ، و يضم أيضًا تلة إنلت وهي واحدة من أكثر التلال جاذبية وتألق.

و هناك أيضًا شاطئ خليج الفيروز وهو جزء من منتزه كيب رينج الوطني ، الذي يقع في غرب أستراليا ، وترجع تسميته بهذا الاسم إلى لون مياهه الفيروزية النقية ورماله التي تشتهر ببياضها ونعومتها ، كما تتميز مياه الشاطئ بأنها صافية وعند الغوص يمكنك رؤية الشعاب المرجانية بمنتهى الوضوح ، فمن المتعارف عليه أن هناك أكثر من 250 نوع من الشعاب المرجانية المختلفة في أستراليا.

وتشتهر أستراليا بوجود عدد من الحيوانات ، مثل: الكانغارو ويصل عدده في أستراليا نحو 34 مليون كنغر ، وهناك أيضًا ما يُسمى بالشيطان الشائك وهو نوع من أنواع السحالي لا تعيش إلا في صحاري أستراليا ، وترجع تسميتها بهذا الاسم بسبب وجود أشواك مخروطية الشكل على ظهرها ، وهناك أيضًا طائر الشبنم وهو يسكن في الغابات الاستوائية الموجودة في شمال شرق أستراليا ، ويعتبر هذا الطائر ثالث أطول طائر في العالم أجمع ، وهناك يعيش حيوان الكوكا أيضًا و هو حيوان صغير يصل طوله إلى أربعين سم ، و وزنه نحو 35كيلو متر.

الحالة الاقتصادية في القارة الأسترالية

أستراليا من الدول الأعلى اقتصادًا والأقل معدل للفقر في العالم، ففي عام 2018م سجلت أستراليا ثاني أعلى دولة في العالم من حيث متوسط ثروة الفرد بعد سويسرا ، وبعد ذلك أصبحت في المرتبة الأولى من حيث متوسط ثروة الفرد وأقل معدل فقر في العالم فقد وصل معدل الفقر إلى 13.6٪ ، وبالنسبة للعملة فإن الدولار الأسترالي هو العملة الرسمية هناك، وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم في الفترة ما بين 2008 و 2009م لم تتأثر أستراليا بهذه الأزمة كتأثر غيرها من الدول.

تقوم أستراليا بإنتاج الصوف بكثرة ، فحوالي 25% من الصوف الذي يتم بيعه في العالم يكون في الأساس مصنوع في القارة الأسترالية ، حتى أول ظهور للأحدية الصوفية كان في المدن الأسترالية قبل أن ينتشر في العالم أجمع ، و في عام 2017م بلغت قيمة الصادرات من الصوف نحو 3 و نصف مليار دولار.

الاقتصاد الرقمي في أستراليا

تتجه أستراليا الآن إلى الاعتماد على الاقتصاد الرقمي لزيادة معدل نمو الاقتصاد لديها، وخاصة في ظل تفشي فيرس كورونا وتشديد الإجراءات الوقائية على أماكن العمل كشركات والمصانع و غيرها؛ لذا فهي تقوم بتطوير الذكاء الاصطناعي لديها إلى أقصى مدى ، حيث يتمتع الذكاء الاصطناعي بأن له القدرة على الإرتقاء بالمستوى الاقتصادي وتحسينه عندما يدخل في مختلف المجالات الصناعية؛ لخلق فرص عمل جديدة و تحسين الأنشطة الحياتية.

استثمار شركة جوجل في أستراليا

أعلنت شركة جوجل الأمريكية عن استثمارها مبلغ يزيد عن 700 مليون دولار في أستراليا وهو ما تم وصفه بأنه أضخم مبلغ استثمرته شركة جوجل في أي دولة ، وكشفت شركة جوجل أن هذا الاستثمار سيتم بهدف بناء مركز أبحاث خاصة بتطوير الذكاء الاصطناعي ، وأيضًا تمويل الشركات الصغيرة التي تعمل على تطوير هذا المجال، أُطلق على هذا الاستثمار لقب “مبادرة المستقبل الرقمي” ، والذي سيساهم في خلق حوالي ستة آلاف فرصة عمل جديدة للشباب و دعم حوالي 28 ألف وظيفة في الوقت الحالي.

وقد أكدت الشركة ، خلال فعاليات إطلاق المبادرة في مدينة سيدني، على أن أستراليا ستكون قادرة على قيادة الموجة العالمية القادمة من الابتكار ، وتسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحسين المعيشة ، وتوفير فرص عمل متنوعة وفتح مجالات جديدة للشباب، كما صرح رئيس الوزراء في أستراليا أن هذا التعاون سيساهم في تخطي مرحلة التعافي الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وسيكون هناك شراكة بين عملاق التكنولوجيا “جوجل” والمنظمات المحلية ، و من بينهم وكالة العلوم الأسترالية و هيئة البحوث الأسترالية CSIRO .

استثمار الذكاء الاصطناعي في القارة الأسترالية

تُشجع الحكومة الأسترالية الذكاء الاصطناعي بشدة فقد تم استثمار مبلغ 53.8 مليون دولار خلال أربع سنوات فقط من أجل إنشاء المركز الوطني للذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تجميع خبرات وقدرات الذكاء الاصطناعي في مكان واحد و تبني الأعمال المختلفة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى استثمار مبلغ 33.7 مليون دولار خلال أربع سنوات ؛ من أجل تحفيز الشركات الأسترالية للشراكة مع الحكومة لإنشاء مشاريع وطنية تعتمد في أساسها على الذكاء الاصطناعي، كما استثمرت الحكومة مبلغ 24.7 مليون دولار على مدى ست سنوات من أجل تدريب جيل متخصص وجاهز للعمل بإتقان في مجال الذكاء الاصطناعي ، و تم توفير مبلغ 12 مليون دولار خلال خمس سنوات؛ لتوفير ما يصل إلى 36 منحة تنافسية لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي لمعالجة المشكلات الإقليمية والمحلية.

خطة دعم استثمار الذكاء الاصطناعي في أستراليا

تدعم الحكومة في أستراليا مجموعة من مبادرات تمويل الذكاء الاصطناعي في جميع قطاعات الاقتصاد، بدأت الحكومة بالتعاون مع الشركات المستثمرة الأخرى بإنشاء المركز الوطني للذكاء الاصطناعي بجانب إنشاء أربعة مراكز لزيادة القدرة الرقمية في الدولة ، بهدف تأسيس استراتيجيات واضحة لنظام الذكاء الاصطناعي والنظام البيئي الرقمي في القارة الأسترالية.

ستكون مهمة المركز الوطني للذكاء الاصطناعي معالجة العقبات التي تواجهها الشركات في تطوير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ، وأيضًا دعم المشاريع التي تُزيد من كفاءة استخدام أحدث التقنيات في القطاعات المتعددة وجذب الاستثمار، ومساعدة مراكز القدرات الرقمية من خلال التركيز على تطبيقات محددة للذكاء الاصطناعي ، مثل: الروبوت ، و التصنيع بمساعدة الذكاء الاصطناعي ، وبالإضافة إلى ما سبق فسيقوم المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في أستراليا بإمداد الشركات بالمعدات وأدوات البحث الخاصة بالذكاء الاصطناعي، و أيضًا تقديم الدعم والتدريبات اللازمة لتلك الشركات ، والبقاء على اتصال مع رواد مجال الذكاء الاصطناعي.

حلول الذكاء الاصطناعي لتقدم أستراليا

سيتم تمويل الشركات المستثمرة لأداء التجارب و تطوير حلول للتحديات التي تواجه الدولة باستخدام مشاريع الذكاء الاصطناعي ؛ بهدف خلق فرص عمل متعددة والمساهمة في التعافي الاقتصادي وتطوير الحياة الاجتماعية ، أما بالنسبة إلى قطاع الصناعة فستعطي الحكومة لها الأولوية من حيث إتمام الأبحاث و توفير البعثات للمتدربين ، مع حفظ حقوق الملكية للحلول المقترحة من قبل المتدربين وأيضًا سيتم منحهم فرصة لتسويق اختراعاتهم.