مقتل البغدادي في إدلب – بحسب الإيكونوميست – يؤشر إلى أن عملية إعادة البناء كانت قد بدأت بالفعل؛ فالأرض التي قتل فيها – نظريًا – لم تكن صديقة. المنطقة تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام التابعة للقاعدة، والتي دخلت في خلافات عنيفة مع داعش.
إدلب كذلك معقل لتنظيم “حراس الدين”، المنشق الأكثر راديكالية من هيئة تحرير الشام. البغدادي كانت يختبئ في منزل أحد قادة تلك المجموعة، ما فتح الباب أمام توقع يشير إلى جس البغدادي النبض سعيًا لتقارب من نوع ما مع تنظيم القاعدة، والذي انشق عنه في 2013.
هنا، يبدو التقارب بين عملاقي الإرهاب العالمي سببًا لصداع مفترض خطير لمسؤولي مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
س/ج في دقائق: كيف تأجج الوضع في إدلب السورية؟ ولماذا الآن؟
النقطة التي قتل فيها البغدادي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية، في منطقة تغص بالمخبرين الأتراك، وتطل عليها مواقع الجيش التركي.
يضاف ذلك إلى مقتل المتحدث باسم داعش أبو الحسن المهاجر في جرابلس داخل المنطقة الآمنة التي أنشأتها تركيا في 2016، ما يشير على الأقل إلى انهيار محرج في المخابرات التركية لو استبعدنا نظرية التواطؤ.
ورغم شكر ترامب لتركيا على مساعدتها في قتل البغدادي، بقيت تصريحات أنقرة حول العملية غامضة، بينما تنقل الإيكونوميست عن مصدر قريب من الجيش التركي بأن واشنطن لم تطلب أي تعاون استخباري أو عسكري من أنقرة، وأنها أعطت الأتراك إشعارًا فقط لتجنب اندلاع اشتباك بين قوات الكوماندوز التي نفذت العملية والجيش التركي.
بجانب ذلك، تحركت قوات الكوماندوز الأمريكية من شمال العراق، على بعد 700 كيلومتر من هدفها، بدلًا من القاعدة الجوية الأقرب في جنوب تركيا.
تفاهمات ما قبل القصف.. كيف تعيد روسيا و تركيا تقسيم إدلب السورية؟ | س/ج في دقائق