مايكل بيج، وهي وكيلة توظيف دولية، لاحظت حدوث طفرة في المديرين التنفيذيين، وخاصة في قطاع العقارات، المتطلعين للانتقال للسعودية، والمشاركة في مشاريعها للمدن الجديدة، التي من الممكن أن تتفوق على التطورات الهائلة في دبي، مثل ناطحة سحاب برج خليفة.
وقال توم واتسون، الشريك في مايكل بيج ميدل إيست: “خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، رأينا العديد من القادة البارزين في قطاع العقارات ينتقلون من جميع أنحاء العالم ويتطلعون للمشاركة في مشاريع جيجا السعودية.
تضيف الوكالة أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يعيد تشكيل السعودية. خلال سنوات فتح أبواب المملكة أمام السائحين، وخفف القيود المفروضة على النساء بشكل كبير، وسمح للسينما بفتح أبوابها للجمهور، مع مهرجان للطهاة العالميين والحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية.
العام الحالي مهم في الرياض؛ إذ تتولى السعودية رئاسة مجموعة العشرين، مع خطط لتعزيز تحولها المذهل بسلسلة من الأحداث خلال العام.
إصلاحات السعودية .. خطوات صغيرة تقطع شوطا كبيرا| إنفوجرافيك في دقائق
حققت السعودية نجاحات بالفعل في استعادة أعمالها التي خسرتها لصالح دول الخليج الأخرى عبر السنوات السابقة. بدأت في جذب الشركات الأجنبية وليس فقط رجال الأعمال السعوديين العاملين في الخارج.
تقول بلومبرج إن العدد المتزايد من الشركات الناشئة التي تتخذ من الرياض مقرًا تشير لشكل من التنافس الاقتصادي غير المعلن بين حليفتي الخليج السعودية والإمارات سيزيد خلال العام الجاري، ضمن جهود تقليل الاعتماد على النفط. لكن طريق التنافس مع الإمارات ما زال طويلًا، وتواجه فيه بعض الصعوبات.
تحول السعودية تزامن مع تبعات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي تقول بلومبرج إنه أثر على سمعة المملكة بالخارج، بينما لم تواجه الإمارات عقبة مماثلة. كذلك بعض الصعوبات اليومية قائمة، بينها إلزام العمال الأجانب في السعودية بطلب “تأشيرات خروج” من أصحاب العمل لمغادرة البلاد، حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
ورغم تخفيف القيود المفروضة على الترفيه، لا توجد مقارنة مع دبي، ولا يزال قانون الملابس يؤخر الكثير من النساء. الأمر يتطلب حزم تغييرات سخية أخرى لجذب المواهب.
الإمارات تواجه أزمات هى الأخرى، خصوصًا مع تقلبات أسعار النفط وتراجع قطاع العقارات، لكنها أخذت خطوات إيجابية بإعادة النظر في قواعد الإقامة لتشجيع عدد كبير من المغتربين على البقاء حتى في الأوقات الصعبة.
السعودية من أوائل الدول العشرة الأكثر تحسنًا في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي لعام 2020، بعدما سهلت الحصول على التصاريح والطاقة والائتمان وإنفاذ العقود. لكن الإمارات لا تزال في صدراة دول المنطقة رغم حقيقة أن الفجوة تضيق مع تقدم السعودية.
ستيفن هيرتوج، أخصائي شؤون الخليج والأستاذ المشارك في كلية لندن للاقتصاد يقول إن الإمارات قد تكون قلقة من صعود السعودية، لكنه يبدي ثقته في أن دبي لا تتجه لفقدان مكانتها كمركز رئيسي في المنطقة في أي وقت قريب، كونها متقدمة إلى حد بعيد. مع ذلك، يتوقع انتقال الأعمال التي تستهدف السوق السعودي إلى السعودية مع تسهيل الإجراءات البيروقراطية والتفاصيل الاجتماعية.
القاعدة تنطبق على المستثمر السعودي مالك الشهاب، الذي حاول في 2014 مع شريكه روني فروهليتش تأسيس شركتهما في المملكة، والتي كانا يريان دائمًا أنها سوقهما المحلي. لكنهما وجدا صعوبة في العثور على مستثمرين سعوديين، حيث كانت المملكة تفرض حينها قيودًا مشددة على الاستثمار الأجنبي. لكنه يقول الآن إن القواعد تغيرت، فباتت العودة إلى الوطن منطقية.
في الواقع، يقول العديد من المديرين التنفيذيين إن صعود السعودية، والأسواق الجديدة التي ستفتحها، يمكن أن يعزز في النهاية الدول الصغيرة المنتشرة على طول ساحلها في الخليج. هذا هو الخط الذي اتخذه مسؤولو دبي، الذين اعتبروا التحول السعودي بمثابة فوز.
يقول فادي غندور، الرئيس التنفيذي لشركة ومضة كابيتال الشرق الأوسط، ومقرها دبي: “هذه ليست قصة إما / أو، لكنها قصة مزيج، الإمارات – السعودية متكاملان”.
اكتتاب أرامكو .. الموجز الوافي لفهم خطوة التحول الاقتصادي الكبرى في السعودية | س/ج في دقائق
س/ج في دقائق: عام من إصلاحات بن سلمان.. ماذا تغير في السعودية؟ وماذا يقول منتقدوه؟