أولى علامات التوتر الصريح بين أستراليا والصين ظهرت في أغسطس 2018 عندما أعلنت الحكومة الأسترالية حظر وا-واي (هواوي) من القيام بأي أعمال تخص إنشاء شبكات الجيل الخامس في البلاد.
بهذا أصبحت أستراليا أول دولة تفرض هذا الحظر حتى قبل الولايات المتحدة نفسها، بالتزامن مع تقديم مشروعات قوانين داخل البرلمان الأسترالي تطالب بتقليص التمدد الصيني في الاقتصاد الأسترالي، واتهم عدد من المشرعين الصين بأنها توغلت أكثر مما ينبغي في السوق الأسترالي وأن بكين تستغل هذا للتدخل في السياسة الأسترالية.
سياسيًا، عارضت أستراليا الصين - شريكها التجاري الأكبر الذي يستحوذ على 33% من الصادرات الأسترالية - علنًا في ملف المسلمين الأويغور، بتصريحات لم تخرج عن حدود الدبلوماسية. ونفس الشئ فيما يتعلق بمظاهرات هونج كونج.
ورغم الانتقادات المتتالية، يلاحظ مركز العلاقات الأسترالية الصينية، أن أستراليا لم يكن لديها نية فرض عقوبات أو تعريفات تجارية أو أي شئ ضد الصين سوى ملف وا-واي.
لكن بكين اعتبرت تحجيم وا-واي نوعًا من التفرقة غير العادلة ضد شركاتها.
عندما ظهر كورونا تغير الموقف، فمع بدايات 2020 كان الرأي العام في أستراليا يدفع باتجاه أن الصين أخفت معلومات عن المرض كان يمكن أن تساهم في منع انتشاره.
وفي أبريل 2020، دعم رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، إجراء تحقيق دولي حول أصل الفيروس، وما إذا كان كورونا بدأ كحالة فردية أم أن الأسواق الرطبة في الصين عمومًا تحمل مخاطر شبيهة.
صيف 2020 حمل بداية التدهور الحقيقي، عندما اتخذت كانبيرا قرارها بتصعيد موقفها ضد بكين، وبدلا من الدعم الشفهي للمتظاهرين في هونج كونج أعلنت أستراليا تمديد الفيزا لمواطني هونج كونج على أراضيها مع تسهيلات لمنحهم المواطنة، ما يعني أن بكين لن تستطيع الاقتراب من هؤلاء الهاربين إلى القارة الأسترالية.
في نوفمبر 2020، بدأت جولة جديدة من التصعيد بين البلدين، بفرض تعريفات تجارية جديدة على النبيذ الأسترالي بلغت 212%.
ثم مع تقارير عن جرائم حرب مارسها جنود أستراليون في أفغانستان، وقبل ظهور أي تأكيدات أو تحقيقات، فبرك المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية صورة لجندي أسترالي يذبح طفلا أفغانيا مع عبارة تقول "سنجلب لك السلام".
موريسون وصف الصورة بالبغيضة وبأنها أكاذيب يجب على الصين الاعتذار عنها.
فيما قالت الصين إنها تتعرض لحرب ثقافية من أستراليا التي تسيطر عليها "عقلية الحرب الباردة" وأن مشاعر معاداة الأجانب تلك بجانب السياسة المناهضة لمصالح الصين هي السبب في تدهور العلاقات.
وسط الحرب الكلامية نشرت صحيفة جلوبال تايمز - التابعة للحكومة الصينية تقريرا يتهم أستراليا بأنها هي في الواقع نقطة البداية في انتشار فيروس كورونا وليس ووهان، ونشرت أيضا كاريكاتير لحيوان الكنغر وظله على شكل نسر، مرفقا بتقرير يصف أستراليا بأنها بيدق في يد أمريكا.
حتى الآن لا يعرف كيف ستتطور القصة، تقارير اقتصادية تعتبر أستراليا تحت القبضة الصينية بسبب الاعتماد التجاري على السوق الصيني، لكن الحكومة الأسترالية تقول إنها لن تعجز عن إيجاد أسواق بديلة.