العرب في أمريكا اللاتينية.. كيف بدأت قصة “التركو”.. الاضطهاد.. التمكين والفساد؟ | س/ج في دقائق

العرب في أمريكا اللاتينية.. كيف بدأت قصة “التركو”.. الاضطهاد.. التمكين والفساد؟ | س/ج في دقائق

9 Jul 2020
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* العرب منتشرون بكثرة في أمريكا اللاتينية.. يقدر عددهم بنحو 30 مليونًا.. فاعلون في كل المجالات والقطاعات في أمريكا اللاتينية من التجارة والبناء إلى الطب والمحاماة.

* حتى السياسة، رؤساء كثر من أمريكا اللاتينية ذوو أصول عربية، كالرئيس الأرجنتيني السابق ذو الأصول السورية كارلوس منعم، والرئيس السلفادوري ذو الأصول اللبنانية إلياس أنطونيو ساكا.

* لكن عددا من العائلات العربية المتنفذة تلاحقها أيضا اتهامات بالضلوع في الفساد.. لماذا العرب تحديدًا؟

* ما جذور الموضوع. كيف وصل العرب إلى هناك؟ وكيف ترقوا على سلم الهرم الاجتماعي والاقتصادي في أمريكا اللاتينية؟ وكيف ارتبطوا بالفساد؟

س/ج في دقائق


متى ولماذا بدأت قصة العرب مع أمريكا اللاتينية؟

تمتد روابط المهاجرين العرب في أمريكا اللاتينية إلى أكثر من 150 عامًا، عبر موجتين كبيرتين؛ أولاهما بدأت في ستينيات القرن الـ 19 حتى 1914، حيث انتقل حوالي 600 ألف من العرب إلى الأمريكتين، والثانية بعد قيام إسرائيل في 1948، ثم الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1975 و1990، يتبعها صراعات الشرق الأوسط المتتالية.

جابرييل بينتو، الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة فلومينينسي البرازيلية يقول إن العرب سابع أكبر مجموعة مهاجرين في البرازيل بعد ست مجموعات من الأوروبيين.

قراءة تاريخية تقول إن أمريكا اللاتينية لم تكن الهدف.. كان المهاجرون الأوائل ينوون الوصول في النهاية إلى أمريكا الشمالية، لكن معظمهم وصل إلى سواحل أمريكا اللاتينية، وهناك وجدوا مناخًا وتضاريس قريبة الشبه بمناخ وتضاريس بلدانهم الأصلية، فقرروا تغيير نية الوطن الجديد.

الأزمات كانت الدافع الأول لموجات الهجرة من الشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية. صحيفة لوموند الفرنسية تقول إنها كانت مدفوعة بعوامل اجتماعية واقتصادية وديموغرافية، تقاربت مع انهيار الإمبراطورية العثمانية والاحتلال الفرنسي والبريطاني.

تقول إن الشرق الأوسط لم يكن مكانًا جيدًا للعيش، مع تصاعد المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لتصبح أمريكا اللاتينية الوجهة المفضلة للمهاجرين من كل الأديان، مسلمين ومسيحيين ويهود.

لكن الاندماج في المجتمع الجديد لم يكن سهلًا. رغم اعتبارهم من قبل بعض دول أمريكا اللاتينية مواطنين بيض، إلا أن خلفياتهم والمناطق المشهورة بالنزاع التي جاءوا منها، صعبت الأمر عليهم ونظر إليهم على أنهم مواطنون ملونون أو مواطنين درجة ثانية، مما جعلهم أسفل قاعدة الهرم الاجتماعي والاقتصادي.

ونظرا للاختلافات الثقافية الكبيرة واجهتهم صعوبات، على سبيل المثال وجبة الكبة النيئة، كان بعض الأمريكيين يعتقدون أن العرب آكلي لحوم بشر، بسبب أكلها، وفي عام 1959 اندلعت في كوريتيبا جنوب البرازيل أعمال شغب، هوجمت فيها ونهبت ودمرت ممتلكات العرب، حوالي 120 متجرًا، لأن صاحب متجر عربي رفض إعطاء شرطي إيصالًا بمشط اشتراه.


من الصعوبات الأولى إلى النفوذ. كيف كانت الرحلة؟

كان على الوافدين الجدد توفيق أوضاعهم مع المجتمع الجديد. سعوا أولًا إلى تحييد الاختلافات.

في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي على سبيل المثال، توقف العرب عن استخدام اللغة العربية ولم يمرروها إلى الأجيال الجديدة، وتحول المسيحيون منهم من المسيحية الشرقية إلى الكاثوليكية، بينما تحول بعض المسلمين إلى المسيحية. أ

حدهم كان الرئيسالأرجنتيني السابق كارلوس منعم، الذي تحول من الإسلام إلى الكاثوليكية. ومع التحول الاقتصادي الصناعي في أمريكا اللاتينية، اتجه معظم العرب للعمل في التجارة والقطاعات الاقتصادية المختلفة، حيث عرف عنهم العمل الشاق والفطنة التجارية الذكية.

وفقًا للمعهد الأمريكي العربي للدراسات، سيطر اللبنانيون والفلسطينيون والسوريون في البداية على القطاع الخاص: بدؤوا بصناعة القطن، والآن صاروا في مهن أكبر وأفضل، فهم معروفون الآن بتأثيرهم الكبير في مجالات الاتصالات والمنسوجات ووسائل الإعلام والبناء والطب والهندسة والمحاماة.

نجاح العرب في تلك القطاعات أكسبهم قدرًا هائلًا من الثقة والنجاح والدعم من المجتمعات في أمريكا اللاتينية. الأمر مكنهم من بدء منظمات اجتماعية مدنية، والبدء في المشاركة في السياسة والتأثير الثقافي على الدول التي يقيمون فيها.

التأثيرات كانت كبيرة وعميقة إلى حد بعيد، بسبب العدد الكبير للعرب في أمريكا اللاتينية. البرازيل وحدها تضم 7 ملايين لبناني، وتشيلي موطن أكبر جالية فلسطينية في الخارج بنصف مليون فرد، إضافة إلى الملايين في الأرجنتين وغيرها. 

التأثيرات الأهم كانت مجتمعية وثقافية، في البرازيل على سبيل المثال تبنت مأكولات عربية في الأصل مثل الكبة والتبولة والحمص والتي أصبحت برازيلية كالبيتزا والمعكرونة. في تشيلي أيضا، المسلسلات العربية لها جمهور متابعين ومعجبين أكثر من كرة القدم نفسها.

المشاركات السياسية والمنظمات والنوادي الاجتماعية والمؤسسات الدينية والمدارس التي أسسها العرب، أفسحت المجال للأجيال الجديدة للتغلغل أكثر عبر مشاركات تنموية كبناء المستشفيات وبناء ملاعب كرة القدم والتبرع لقضايا مجتمعية. فالعرب في أمريكا اللاتينية ليسوا معروفين آلان بالثراء فقط، بل بكثرة العطاء.

التأثيرات السياسية أيضًا كانت كبيرة وممتدة إلى حد كبير، فالعرب المقيمون هناك كانوا مفتاحًا لبناء علاقات سياسية مع الشرق الأوسط. ومنهم من أصبح له وضع سياسي ووصل لأعلى المناصب السياسية، كالرئيس الأرجنتيني السابق ذي الأصول السورية كارلوس منعم والرئيس السلفادروي السابق ذي الأصول اللبنانية إلياس أنطونيو ساكا. ومنها سادس أغنى شخصية في العالم وفقا لـ”فوربس” كارلوس سليم، والمغنية شاكيرا وسلمى حايك وغيرهم.


لماذا ينجح العرب في السياسة؟ ولماذا يرتبطون بالفساد؟

بحسب تقرير “بارومتر الفساد العالمي (GCB)”، خمس الأشخاص في أمريكا اللاتينية أجبروا على تقديم رشوة أو خدمات جنسية مقابل خدمة عامة.

واحد من كل أربعة حصل على رشوة مقابل التصويت في الانتخابات الوطنية أو الإقليمية أو المحلية في السنوات الخمس الماضية. و

ينظر إلى مكاتب الرئيس ورئيس الوزراء، وكذلك أعضاء البرلمان، على أنها أكثر المجموعات أو المؤسسات فسادًا من قبل أكثر من 50% من الناس.

بعد ظهور فضائح الفساد المتهم فيها الرئيس الأرجنتيني السابق من أصول عربية، كارلوس منعم، إلى النور، استعاد الأمريكيون اللاتينيون الصورة النمطية التي اتخذوها عن المواطن العربي في بداية هجرته، حيث ربطوا بينه وبين الفساد المستشري في الإمبراطورية العثمانية آنذاك.

كان يُطلق على المهاجرين في البداية قبل تمكنهم من الاندماج في المجتمع بـ “التركو” لنسبهم إلى الإمبراطورية العثمانية. والمعنى لم يكن حميدًا. تركو يعني فاسد.

هناك أسباب أخرى سببها الروابط بين الحكومات اليسارية وبعض الدول في المنطقة. في فنزويلا على سبيل المثال كانت للحكومة منذ فترة طويلة علاقة حميمة مع الأنظمة في إيران وسوريا. طارق العيسمي مثلًا، وزير فنزويلي ينتمي إلى الدروز، له صلات بجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية، بحسب الواشنطن بوست. إضافة إلى ذلك تصدير البيروقراطيات الاقتصادية لدول أمريكا الجنوبية.


 هل هناك مصادر أخرى للمزيد من المعرفة؟

أن تكون عربيًا في أمريكا اللاتينية (لوموند ديبلوماتيك)

المهاجرون العرب واليهود في أمريكا اللاتينية (SLAS)

المهاجرون “التركو” في أمريكا اللاتينية (جامعة كامبريدج)

النجاح الدائم لسياسيي أمريكا اللاتينية من أصل عربي (واشنطن بوست)

علاقات القرون القديمة العميقة والمدهشة بين الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية (Americas Quarterly)


 

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك