هناك أسطورة حضرية تدّعي أنه في أثناء قيام مجموعة من العلماء بالتنقيب في سيبريا، فإنهم ذهبوا بعيدًا إلى أن وصل بهم الأمر إلى عمل ثقب بالجحيم، واندفعت نحوهم صرخات الملعونين، فما هي حقيقة هذا الأمر وما قصة بئر الجحيم في روسيا بالتفصيل؟ هذا ما سوف نناقشه في السطور القادمة.
طبقًا للأسطورة فإنه بئر الجحيم في روسيا يمثّل تلك الحفرة العميقة التي تقدّر بحوالي 14.4 كيلومتر التي حفرها مجموعة من الجيولوجيين بأحد الأماكن النائية في سيبيريا، ولكن فجأة حدث شئ غريب حيث بدأ مثقاب الحفر بالدوران سريعًا.
وقد قيل أن رئيس هذا المشروع توصّل إلى أن مركز الأرض أجوف، وقام الجيولوجيون بعد ذلك بقياس درجات الحرارة بالحفرة ليجدونها تتعدى 2000 درجة، وفي النهاية قاموا بإنزال ميكروفونات فائقة الحساسية لقاع البئر، وبدأوا في سماع أصوات صرخات.
تنتهي أسطورة بئر الجحيم في روسيا بأن هؤلاء العلماء ركضوا مرعوبين من هذا المكان، يظنون أنهم قد وصلوا إلى الجحيم، وأن ذلك كان بمثابة الدليل على وجود الله، وأنه منذ أن تم اكتشاف الجحيم بدأ الناس يعتنقون المسيحية بمعدلات كبيرة.
هل الليزر مضر للحامل | إزالة الشعر للحامل بدون ألم | هل إزالة شعر البطن بالسويت يؤثر على الجنين
على الرغم من أن ما تم ذكره في السطور السابقة بخصوص بئر الجحيم في روسيا هو مجرد أسطورة تداولها الناس، إلا أنه يوجد بالفعل حدث حقيقي شهدته روسيا في عام 1984 تم نسج تلك الأسطورة منه.
ورد في مجلة Scientific American مقال يتحدث عن أحد الآبار التجريبية الموجودة في شبه جزيرة كولا في روسيا والذي يُعرف باسم “بئر كولا”، وهو بئر يصل عمقه تقريبًا إلى 12 كيلومتر، وقد وجد به العلماء مجموعة من الصخور بالإضافة إلى تدفقات غازية ومائية، ووصلت درجة الحرارة به إلى 180 درجة.
لم يعثر العلماء على أي مركز مجوف كما في الاسطورة ولم يسمعوا أي صرخات، وبالطبع لم تكن درجة الحرارة عالية كالجحيم، حيث إن ذلك كله كان جزءًا من الخيالات التي تم إضافتها للقصة الأصلية لكي يضيفوا عليها طابع مرعب.
ليس معروفًا بالضبط متى كان تاريخ تحول تلك القصة إلى أسطورة بئر الجحيم في روسيا ولكن ما نعرفه هو أنه في عام 1989 قامت شبكة بث ترينيتي (TBN) ببث خبر “العلماء يكتشفون الجحيم” وسردت القصة كما حدثت في جزيرة كولا.
وفي تلك الأثناء سمع أحد المعلمين النرويج هذا البث حينما كان يزور كاليفورنيا بهذا الوقت، وقام بنشر تلك القصة في بلده، ثم إرسالها بالبريد لإحدى المجلات المسيحية في فنلندا، ووصل الأمر في النهاية للمبشرين الفنلديين.
وفي عام 1990 ظهرت اسطورة بئر الجحيم في روسيا كما نعرفها بالشكل الحالي في عدة مجلات منها: مجلة Praise the lord ومجلة Midnight cry، كما ظهرت فيما بعد في Christianity today وBiblical archaology review.
إلا أنه في عام 1992 قامت صحيفة ويكلي وولد نيوز بنشرها في ألاسكا مدعية مصرع ثلاثة عشر عاملاً بمنصة النفط بعد اندفاع شيطان غريب من داخل الأرض.
بعد أن تعرفنا على بئر الجحيم في روسيا فما هو أقدم بئر في العالم؟ بحسب ما ورد من تصريح بعض علماء الآثار من التشيك، فإنهم يؤكدون على أن البئر الذي تم اكتشافه في عام 2018 الواقع على مسافة 120 كيلومتر شرق العاصمة براغ هو البئر الأقدم على مستوى العالم.
وقد أكد العلماء هذا الأمر من خلال معرفتهم بعمر البئر الذي وصل عمقه إلى 4 أمتار، حيث تمكنوا من فحص الأخشاب التي توجد عند فوهته ومن خلالها توصلوا إلى عمره، حيث قيل أن تاريخ تلك الأخشاب يرجع إلى الفترة التي تمتد بين عام 5256 و عام 5255 قبل الميلاد.
وقد ساهم هذا الاكتشاف في إثبات عدم صحة النظرية التي ترجح أن بداية حفر الآبار كانت منذ أن انتهى العصر الحجري، وبالبحث يؤكد العلماء أنهم لم يعثروا على منشآت خشبية صناعية أخرى تعود لتاريخ أقدم من ذلك.
خطوات التقديم على فرص عمل لذوي الهمم من القوى العاملة | شروط التقديم على وظائف ذوي الهمم
يتحاكى الناس الكثير من الأساطير المختلفة فيما يخص بئر برهوت الذي يقع في شرق اليمن، والبعض يظن أنه مكان يسكنه الجن. وقد عُرف عن هذا البئر أنه كريه الرائحة، ويتراوح عمقه تقريبًا بين 100 إلى 250 متر، أما قطر فوهة بئر برهوت فإنها تصل إلى 30 متر.
ليس معروفًا بالضبط ماذا يقبع داخل بئر برهوت، وطبقًا لما ورد على لسان مدير هيئة المساحة الجيولوجية صلاح باحير أن الهيئة لم تقدر أن تصل لأعماق هذا البئر؛ وذلك لأن عمقه كبير، وبالتالي فإن الأكسجين يقل بشكل كبير ولا يمكنهم التنفس.
يقول صلاح باحيير أنهم حينما نزلوا بالبئر وجدوا بعض الأشياء والروائح الغريبة التي لا يمكنهم تحديد ما هي بالضبط، كل ما هو واضح لهم أن كل شئ في هذا البئر كان غريبًا، كما أن الشمس لا يمكنها الوصول لقعر البئر، وبالتالي فإنهم لا يستطيعون رؤية كل ما بداخله.
وقد عبر باحيير عن حزنه لعدم تمكنهم من فحص ما بداخل البئر واكتشافه؛ لأنه من المعتقد أن البئر يحمل أشياء تصل عمرها إلى ملايين السنين تقريبًا، ولكن للاسف من المستحيل اكتشافها نظرًا لعمق البئر.
تم نسج الكثير من الأساطير حول بئر برهوت بسبب ما يحيطه من غموض، وأطلق عليه اسم “قعر جهنم”، حيث يتناقل الناس عبر السنين العديد من القصص التي تتكهن بوجود جن داخل هذا البئر.
وبسبب تلك الأساطير المخيفة، بدأ الناس يعتقدون أن هذا البئر بمثابة خطر جسيم، وأنه قد يقوم بابتلاع أي شخص يقترب منه، وهذا بدوره تسبب في إثارة الذعر بين الناس بخصوص بئر برهوت بالدرجة التي جعلتهم لا يقدرون على مجرد الحديث عنه خوفًا من أن يلحقهم الأذى.
لمن ستبتسم الأوسكار في ترشيحات 2019؟ | حاتم منصور | دقائق.نت
بعد أن تعرفنا على العديد من الآبار المختلفة، دعونا نختتم المقال بالحديث عن واحد آخر من الآبار الشهيرة التي شرب منها النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أنه قد شرب من عدة آبار بالمدينة المنورة، إلا أشهرها الآن هو بئر السقيا.
قام النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والوضوء من هذا البئر خلال طريقه بغزوة بدر، كما أنه أدّى صلاته ودعا لأهل المدينة بمكان قريب من هذا البئر، وقد تم تأكيد هذا الأمر بالكثير من كتب الحديث والسيرة النبوية.
ومن بين ما ورد على لسان علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتأكيدًا لوجود النبي بقرب هذا البئر أنه قال:
“خرجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ حتى إذا كان بحرَّةِ السُّقيا التي كانَتْ لسعدِ بنِ أبي وقاصٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ائتوني بوَضوءٍ فتوضأَ ثم قامَ فاستقبلَ القبلةَ فقال : اللَّهمَّ إن إبراهيمَ كان عبدَكَ وخليلَكَ ودعا لأهلِ مكةَ بالبركةِ وأنا عبدُكَ ورسولُكَ أدعوكَ لأهلِ المدينةِ أن تباركَ لهم في مدِّهم وصاعِهم مثلَ ما باركْتَ لأهلِ مكةَ مع البركةِ بركتينِ.”.
وهذا البئر معروف حتى الآن ومكانه مشهور بالمدينة المنورة، ويوجد بجانبه مسجد سمي على أسمه تم بناءه خلال فترة الخلافة العثمانية، وهو مبني من الحجر الأسود، ويوجد به منارتين مصنوعتين من الحجر الأسود الأنيق.