يشهد الشارع في إيران موجات اضطراب مستمرة عبر احتجاجات مناهضة للنظام نتيجة الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأمريكية. يضاف إليها تفشي الفساد، وخسائر كورونا، ليزيد الوضع سوءًا مستقبلًا.
معهد الشرق الأوسط يتوقع عودة الإيرانيين للشوارع قريبًا، ما يعني أن أي محادثات مستقبلية مع إيران ستجري على خلفية الاضطرابات، والتي سيكون من الصعب على الإدارة الأمريكية المقبلة تجاهلها، خصوصًا إذا صاحبها عنف أمني متوقع.
حتى الآن، عامل صانعو السياسة الغربيون الحرس الثوري كجزء من الدولة العميقة في إيران. لكن القوة تحولت لتحل محل الدولة نفسها.
يسيطر الحرس الثوري على البرلمان الإيراني تمامًا، ويضع عينه على الرئاسة في انتخابات 2021.
توسع قوة الحرس الثوري لن تؤدي إلى تسريع استبداد المرشد الأعلى علي خامنئي محليًا فحسب، بل من استثمار طهران في التوسع الإقليمي والدولي.
في حين أن جو بايدن قد يسعى إلى استخدام تخفيف العقوبات كحافز لإقناع إيران بوقف دعمها للإرهاب، فلن يخفف الحرس الثوري الإنفاق على التوسع الإقليمي، كما أظهر اتفاق إيران النووي 2015.
العائق الأكبر أمام الدبلوماسية المستقبلية مع إيران يتعلق بخلافة علي خامنئي. بعد 30 عامًا من الحكم المطلق، بدأ المرشد الأعلى إعداد الأسس لجمهورية ما بعد خامنئي، وكشف النقاب عن خططه للمرحلة الثانية من الثورة الإسلامية كوسيلة لضمان استمرار رؤيته الإسلامية المتشددة.
العداء تجاه الولايات المتحدة أساسي في منظومة قيم خامنئي. بالتالي، فاستمراره عنصر رئيسي في ضمان استمرار أيديولوجيته. ربما تكون حملة الضغط الأقصى لدونالد ترامب قد عززت فرص الاتجاه المتشدد في خلافة خامنئي، لكنها كانت ستحدث على أي حال.
الجيل الجديد من الراديكاليين الصاعدين يعتبر أنه لا يوجد فرق بين ترامب وبايدن، ويعارضون أي محادثات مستقبلية مع الولايات المتحدة.
بالنسبة لطهران، قد لا يكون التوقيت مناسبًا للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، وبينما يتدهور الاقتصاد الإيراني، من المرجح أن يتجه رجال الدين الحاكمون شرقًا نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصين بقيادة شي جين بينغ.
من ناحية أخرى، من خلال التعاون في الملف النووي، تمكنت إيران من الحفاظ على صورتها في أعين الأوروبيين وجعل إدارة ترامب تبدو وكأنها الفاعل المارق للتخلي عن الاتفاقية.
إيران تسعى للاستفادة من هذا الوضع الراهن – أي ازدراء الأحادية الأمريكية – لتعميق الانقسام بين المصالح الأمريكية والأوروبية بشأن إيران لإحداث ضرر طويل الأمد لا يمكن إصلاحه لسياسة الغرب تجاه إيران، بغض النظر عمن سيفوز بالولايات المتحدة انتخابات نوفمبر 2020، وبالتالي فهي حريصة على عدم تزويد واشنطن بأي ذريعة للسعي لتحالف دولي جديد ضدها.
يقول معهد الشرق الأوسط أنه في حين أن الرئيس حسن روحاني وما يسمى بالفصيل المعتدل قد يزعمون أنهم يسعون إلى حوار حقيقي مع واشنطن، يجب على الغرب أن يحرص على عدم إساءة تفسير نوايا طهران.
كما أقر روحاني نفسه في مجلس الوزراء في خطاب متلفز في 24 يونيو، فإن الثنائي خامنئي والحرس الثوري مهتمان بشكل أساسي بشراء الوقت والتحوط، فبالنسبة لهما، لا يبدو أن مد غصن زيتون حقيقي إلى واشنطن، بغض النظر عمن سيشغل البيت الأبيض، أمر وارد على الإطلاق.
س/ج في دقائق: الاتفاق النووي مع إيران .. لماذا يختلف موقف أوروبا عن أمريكا