في ثمانينيات القرن السادس عشر، فرض السير إسحق نيوتن على نفسه نفيًا أكاديميًا إلى وولستورب مانور في لينكولنشاير، بعيدًا عن قاعدته في جامعة كامبريدج، بعد انتقادات لعمله من منافسه روبرت هوك في الجمعية الملكية.
هدف العزلة كان غريبًا.. كان يعتقد أنه سيكون قادرًا على إثبات نظرية الجاذبية، واكتشاف أسرار الكتاب المقدس، وقياس محيط الأرض وموعد نهاية الزمان، إذا تمكن من اكتشاف وحدة القياس التي استخدمها بناة الأهرام.
كان اعتقاده مبنيًا على أن قدماء المصريين تمكنوا بالفعل من قياس محيط الأرض، وأنه إن تمكن من فتح خزينة أسرار الهرم الأكبر، فسيكون كل ما دون ذلك سهلًا.
كان يأمل أن يقوده ذلك إلى مقاييس قديمة أخرى ، مما يسمح له بالكشف عن الهندسة المعمارية، وأبعاد معبد سليمان، موضع نهاية العالم في ظنه، وتفسير المعاني المخفية للكتاب المقدس.
كان يعتقد كذلك أن المصريين القدماء كانوا يحتفظون هناك بأسرار الخيمياء المفقودة منذ ذلك الحين، بالتالي فهناك يمكن أن يصل إلى ما يجهله العالم.
قبيل نهاية 2019 ظهر كنز بالصدفة يتوقع الباحثون أن يقرب تأكيد بعض جوانب نظريات إسحاق نيوتن حول الأهرام.
المصرية عبير العداني، وهي أمينة مساعدة في متحف جامعة أبردين الأسكتلندية، تراجع القطع المخزنة في مجموعة آسيا بالمتحف، لتصادف صندوق سيجار صغير مزين بشكل غير معتاد، وتلاحظ عليه علم مصر السابق، لتدرك فورًا أنه مخزن في المكان الخطأ.
راجعت السجلات وتأكدت.. القطعة تنتمي إلى مجموعة مصر.
داخل الصندوق، وجدت العداني قطعة 5 بوصة من خشب الأرز مقسمة إلى ثلاث قطع. كانت قطعة الخشب الهشة (التي كانت سليمة سابقًا) واحدة من ثلاثة عناصر فقط - تُعرف بـ "بقايا ديكسون" - المستخرجة من غرفة الملكة في الهرم الأكبر في القرن التاسع عشر.
الاثنان الآخران (كرة وخطاف) موجودان في المتحف البريطاني. لكن على مدار السبعين عامًا الماضية، كانت "البقايا" الخشبية مفقودة.
بقايا ديكسون تشير للقطع التي استخرجها المهندس واينمان ديكسون من الهرم الأكبر في 1872.
وتشير تقارير الصحف البريطانية حينها إلى أهمية الاكتشاف باعتبارها تؤشر إلى أن بناة الأهرام تركوها هناك أثناء العمل في فترة مبكرة من بنائه، وأنها يمكن أن تقدم أدلة "على صحة العديد من نظريات السير إسحاق نيوتن وآخرين فيما يتعلق بالأوزان والمقاييس التي استخدمها بناة الأهرامات".
لكن الاكتشاف وصل إلى جامعة أبردين كتبرع من عائلة أحد شركاء ديكسون. صنفتها الجامعة في قسم آسيا بالخطأ، واختفت في المخازن.
التأريخ الكربوني للمكتشفات تأخر بسبب فيروس كورونا، لكنه أثبت أن عمر القطع الخشبية يعود إلى 3341-3094 قبل الميلاد، أي أقدم من الهرم الأكبر نفسه بـ 500 عام تقريبًا.
التاريخ المبكر يستبعد إمكانية ترك الخشب هناك من قبل زوار القبر في وقت لاحق.
نيل كيرتس، مسؤول المتاحف والمجموعات الخاصة في جامعة أبردين يقول إنها أقدم مما كنا نتخيله. ما يعني أنها إما كانت مخزنة للاستخدام في بناء الأهرامات بسبب ندرة الأشجار في مصر القديمة، أو أنها قطعة من شجرة معمرة تركت في الهرم الأكبر كطريقة لتأكيد تواصل الماضي عبر دفنها معه كأثر نادر.
ويقول الباحثون إن بقايا خشب الأرز كانت تشكل يومًا جزءًا من قطعة أكبر من الخشب بقيت داخل الهرم الأكبر، ورصدتها عدسة الكاميرا الآلية في 1993 عند استكشاف الجزء الداخلي للهرم.
آثار ديكسون قد تساعد العلماء في الإجابة على السؤال الكبير: كيف تم بناء الهرم نفسه؟ قد تمنح إسحاق نيوتن انتصارًا بعد الوفاة في محاولته استنتاج وحدة القياس المستخدمة في صنع الأهرامات.
الاكتشاف يقرب الباحثين إلى حقيقة بناء الهرم. نعلم بالفعل أن الأحجار المستخدمة في بناء الهرم الأكبر مستخرجة من مقلع قريب ومنقولة عبر الصحراء على زلاجات كبيرة.
من أجل تقليل الاحتكاك وتسهيل مرور الكتل، قام العمال بترطيب الرمال قليلاً أمام الزلاجات. قادت المحاذاة الدقيقة للهرم الأكبر مع الشمال الحقيقي أحد المهندسين لاقتراح أن المصريين القدماء استخدموا الحبال وعلوم الفلك لبناء أهراماتهم.
ولأن بقايا ديكسون مقدمة منذ فترة طويلة كأدوات بناء ، فمن الممكن أن تكون القطع الخشبية ذات يوم جزءًا من عصا قياس أو نظام رفع. لكنها لا تعطي دليلًا على نظرية نيوتن بأن قياسات الأهرامات يمكن أن تساعده في التنبؤ بنهاية العالم.
توضح الآثار الجديدة كذلك أن رؤية الأجانب القدامي والسياسيين الإسرائيليين حول مشاركة الفضائيين أو اليهود المستبعدين المذكورين في سفر الخروج مخطئة. هذه علوم ومقاييس ابتكرها المصريون وتوارثوها عبر قرون.
العثور على قطعة من الهرم الأكبر في اسكتلندا قد يحل اللغز الكبير (دايلي بيست)
محاولات إسحاق نيوتن لفك الشفرة السرية للأهرام (الجارديان)
إسحاق نيوتن يعتقد أن الهرم الأكبر هو مفتاح نهاية العالم (Smithsonianmag)
ألغاز تراثية (6) – كلب أصحاب الكهف.. هل كان أنوبيس عند المصريين القدماء؟ | هاني عمارة
س/ج في دقائق: بردية كوبنهاجن تكشف كيف حدد المصريون القدماء نوع الجنين