بودكاست | هل تسبب العلمانية العنف؟ | س/ج في دقائق

بودكاست | هل تسبب العلمانية العنف؟ | س/ج في دقائق

8 Feb 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق “هل تسبب العلمانية العنف كما ادعت وزيرة مصرية؟” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج تقول في تصريحات أمام مجلس الشيوخ في بلادها إن “انتشار العلمانية” وغياب القيم الدينية كان أحد أسباب زيادة العنف بين الشباب.. فهل تؤدي العلمانية إلى العنف فعلًا؟


ما هي مبادئ العلمانية؟

مبادئ العلمانية قائمة على ثلاث نقط رئيسية:

1- فصل المؤسسات الدينية عن الدولة

فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة والمجال العام. وليس معنى ذلك نفي للدين. لكن المؤسسات والجماعات الدينية لا تتدخل في شؤون الدولة، ولا الدولة تتدخل في الدين.

هنا، يكون دور الدين هو المشاركة وليس محاولة فرض الهينمة، كما حدث سابقًا بداية من التيارات الإسلامية من داعش وصولًا لجماعات الإسلام السياسي.

2- حرية العقيدة

حرية ممارسة الفرد لعقيدته أو عدم الاعتقاد أصلًا بدون الإضرار بالآخرين.

3- المساواة

المساواة بين الأفراد في معتقداتهم، بمعنى أن معتقد كل شخص لنفسه فقط، ولا يمنحه أي امتيازات أو يُسبب له أي أضرار في التعامل مع الدولة.


لماذا ربطت وزيرة التضامن بين العلمانية والعنف؟

صدر تصريح وزيرة التضامن بشكل مباشرة عن دراسة أشارت إن شباب الطبقة المتوسطة يمارسون العنف ضد أسرهم، وليس بسبب الفقر فقط، لكن بسبب الخلل النفسي مع زيادة العلمانية وغياب القيم الدينية.

تلك الدراسة للأسف ليست منشورة، بالتالي لن نتمكن من تحليلها بشكل مباشر، لكن دعونا نسلط الضوء على النقطة الأهم. العلمانية ليست نقيض الدين.

العلمانية لا تضع نفسها في تحدٍ مع مبادئ أي دين أو معتقد. من حق كل شخص يمارس معتقداته. لكن دور العلمانية يكون ضمان المساواة للمؤمن بأي دين وأيضًا لغير المؤمن.

مثال على ذلك: إذا نظرنا للوضع في الهند، لا يكاد يمر يومًا إلا وتحدث اعتداءات على المسلمين أو اشتباكات أو حوادث عنف. لكنك ستجد العلمانيين يساندون المسلمين هناك.

يؤكد بعض الباحثين على إن تزايد وتيرة الحوادث في الهند ارتبطت بتغييرات دستورية قلصت العلمانية التي كانت تكفل للمسلمين حد أدنى من تدخل الدولة لحماية معتقداتهم رغم إن مسؤولي الدولة جميعهم هندوس.

لذا ساءت أوضاع المسلمين هناك عندما تراجعت العلمانية لحساب الهندوسية.


هل العلمانية تؤدي إلى الإلحاد؟

عادةً ما يحدث خلط في تلك النقطة. الإلحاد معناه عدم الإيمان. بالتأكيد سيتعرض غير المؤمنين لمشاكل ضخمة داخل مجتمع محكوم بالدين؛ لذا فإنهم يلجأون للعلمانية لدعم موقفهم. لكن العلمانية نفسها لا تُشير للإلحاد، ولا لغير الإلحاد.


هل تطبيق العلمانية يؤدي لزيادة العنف؟

تحدث بعض المسؤولين في الغرب عن تسبب التطبيق العملي للعلمانية في جرائم وأعمال عنف. كما ذكر أحد الحكام في ولاية أمريكية إن حوادث العنف الوحشي سببها إن أمريكا “أزالت الله بشكل منهجي من مدارسها”.

لكن كل هذه التصريحات مصدرها نظرية قديمة متجددة، تقول ببساطة: إذا أصبح الناس أقل تدينا؛ المجتمعات تتحلل، والعنف يرتفع، والحياة المتحضرة تتحول للفجور والفساد، لكن هل تلك النظرية صحيحة؟ إحصائيًا قد يكون العكس.

الدول التي تشهد تطبيق درجة عالية من العلمانية غالبًا تحقق أقل معدلات جريمة وأعلى درجات في الازدهار والتعليم وحتى متوسط العمر المتوقع، والعكس، عندما نلاحظ المؤشرات الدولية للدول الأعلى في معدلات الجرائم العنيفة والفقر ومعدلات الفساد.

وقد أظهر مؤشر السلام السنوي الصادر عن مؤسسة Vision of Humanity، أن الدول الأكتر أمانًا بين أكثر الدول علمانية، والعكس.

ويتضح تأثير العلمانية حتى داخل الدولة الواحدة، مثلًا: نُشرت دراسة أمريكية في مركز بيو للأبحاث؛ أظهرت بوضوح إن الولايات التي تميل للعلمانية، معدلات الجريمة فيها أقل.

البروفيسور “ستيفن لو” من جامعة لندن، اختصر الأمر في جملة شهيرة، “إذا كان تراجع التدين هو السبب الرئيسي للأمراض الاجتماعية، من المفترض أن تكون المجتمعات الأكثر تدينًا بدون مشاكل. لكن هذا لا يحدث.

فكرة إن المجتمع يكون أفضل مرتبطة بعوامل متعددة ومعقدة. لكن تزايد العلمانية لا يُمثل أبدًا تهديد مدمر للمجتمع كما يتخيل البعض.

أيضًا التدين عامل مهم في دعم الأخلاق في المجتمع. لكنه ليس العامل الحاسم ولا الوحيد.

حتى بعض فلاسفة الدين، وبينهم المعتزلة في السياق الإسلامي، قالوا إن الشخص نفسه هو الذي يحدد الخير والشر قبل الدين نفسه استنادًا على طبيعة الإنسان الأصلية أو “فطرة الله”. ونرى ذلك في الأفكار الأخلاقية الأساسية عن السرقة


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك