ليز تروس | هل تقود “الحرباء الإكس يسارية” حكومة اليمين لإحياء إرث ثاتشر؟ | بروفايل في دقائق

ليز تروس | هل تقود “الحرباء الإكس يسارية” حكومة اليمين لإحياء إرث ثاتشر؟ | بروفايل في دقائق

8 Sep 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

انتهى عصر بوريس جونسون أسرع مما توقعنا، ووصل حاكم جديد لـ 10 شارع داوننج ستريت -مكتب رئيس وزراء بريطانيا- بعدما اختارت بريطانيا ليز تروس رئيس جديد للحكومة.

من هي ليز تروس بالضبط؟

استمع أولًا إلى البودكاست، أو واصل القراءة إن أردت:


إكس يسارية

إذا حاولت البحث عن ليز تروس فمن الصعب أن تصل إلى أي إجابة عن استراتيجيتها وفكرها.

إن لم تكن تؤمن بالأبراج، ستكون ليز هي دليلك العملي لإبطال حجج كل المؤمنين بها. شخصية جمعت كل المتناقضات من أقصى اليمين لأقصى اليسار في حياتها العاطفية والمهنية.

ولدت ليز تروس في 26 يوليو عام 1975م. في أكسفورد لأسرة يسارية، من أب مدرس رياضيات وأم ممرضة كانا نشطين في مجال حقوق العمال، وهي بالتبعية كانت نشطة في المظاهرات ضد حكومة رئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة ” مارغريت ثاتشر”.

وكطالبة جامعية، قادت التجمع الطلابي الديمقراطيين الأحرار. وخلال ذلك الوقت، كانت تطالب بإلغاء النظام الملكي في بريطانيا.

بمرور الوقت، آمنت بالديموقراطية الاجتماعية. قبل أن تتحول تدريجيًا لحزب المحافظين.

قالت ليز إن سبب التحول كان النضج. أي أنها كبرت على مغامرات المراهقة .. كما أشارت إلى أن السمة الطبيعية لتلك الفترة هي الإدمان. بعض الشباب يلجأون لإدمان الجنس، والبعض الآخر يدمنون المخدرات أو موسيقى الروك آند رول، أما هي فكان إدمانها لليبرالية الديمقراطية، قبل أن تدرس الفلسفة، والسياسة، والاقتصاد في جامعة أكسفورد، فتتحول إلى نضج المحافظين.

ناظم الزهاوي | الكردي عراقي المولد “طريد صدام حسين” المرشح لحكم بريطانيا | بروفايل في دقائق

من مرشحة فاشلة لرئاسة الحكومة

تنقلت ليز تروس في بداية حياتها المهنية بين عدة شركات، من شل إلى كيبل آند واي فاي، وآخيرًا منظمة ريفورم، ومعها ظهر تطلعها السياسي.

حاولت أن تترشح لجميع الانتخابات الممكنة على مدى عشر سنوات كاملة بدون أي محاولة ناجحة، حتى وصلت أخيرًا للبرلمان لأول مرة في 2010م.

عام 2014م، أصبحت تروس أصغر وزيرة في بريطانيا، عندما عيينها ديفيد كاميرون -رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق- في منصب وزير البيئة.

أهم منصب شغلته ليز تروس كان وزيرة الشؤون الدولية من سبتمبر 2021م، خلال حكمومة جونسون، وقد وجهت حملات عنيفة ضد روسيا خلال الحرب مع أوكرانيا.

ما مصير بريطانيا والعالم في عهد ليز تروس؟

هل ستكمل ليز تروس كرئيسة حكومة على نفس النهج؟

في الحقيقة، لا يمكن التنبؤ بسياستها القادمة، وسنوضح ذلك أكثر من خلال الموقف التالي:

البريكزيت.. من الضد للضد

خلال استفتاء البريكزيت 2016م، كانت تروس مناصرة قوية لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، ووصفت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بإنه “مأساة ثلاثية” روج لها سكان جزر الواق واق.

أما عن موقفها الحالي من البريكزيت، فهي حاليًا من أشد مؤيدي البريكزيت، وتحمل راية الجناح اليميني الثاتشري المشكك في أوروبا واتحادها.

يمكن وصف ليز تروس بأنها انتهازية بعض الشيء، لكن من المواقف النادرة التي لم تغير موقعها فيها، كانت الولاء لبوريس جونسون؛ لأنها كانت واحدة من الوزراء القليلين الذين رفضوا التخلي عنه في أزمته.

وذلك حتى الآن، لكنها قادرة على التكييف بشكل كامل مع متطلبات أي منصب في أي وقت.

أعلنت سابقًا أنه إذا سقط بوريس جونسون؛ كلنا بوريس جونسون. والحقيقة أن شخصية بوريس حتى الآن تتمتع بشعبية ضخمة جدًا بين القواعد الشعبية.

ظل بوريس؟!

هنا سيكون السؤال الأهم: هل ستكتفي بظل جونسون مع علمها التام أنها أو غيرها لن يتمكن أحد من المنافسة على كاريزما وجاذبية بوريس؟ أم تتطلع لأبعد من ذلك في الترويج لنفسها باعتبارها التجسيد الأيديولوجي لأفكار ثاتشر، التي تحولت لمثلها الأعلى، بعدما كانت تتظاهر ضد سياستها سابقًا؟

على أي حال، سنعرف ذلك  قريبًا؛ لأنها ستكون مطالبة بالتعامل سريعًا مع ملفات موروثة من حكومة جونسون، مثلًا داخليًا: لديها أزمة تكلفة المعيشة، والفواتير المنزلية، ومعدل تضخم وصل لأعلى مستوياته على مدى 40 عامًا، وأيضًا أزمة أيرلندا الشمالية واستقلال اسكتلندا.

ووسط كل هذا دور جونسون نفسه، الذي سيعود ليس فقط كبرلماني رفيع المستوى، لكن أيضًا كصحفي وكاتب مقالات ناجح، وقادر على استكمال اللعبة السياسية بقواعد لم يملكها أحد غيره.

لا تحب الخسارة

بعد ذلك ستجد الملف الخارجي، يمكن وصفها بأنها لا تبدِ اعتبار لأحد، وستدخل في صراعات بالأخص مع الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وأيضًا العنف المتوقع مع قادة أوروبا، وأمريكا، خاصة وأن ليز لا ترغب في وجود علاقات مع أمريكا تحديدًا.

ليز تروس مسيحية مؤمنة، ترفض أي ربط بينها وبين العلمانية، وتشجع أفراد أسرتها على السير في نفس الطريق.

يمكننا أن نختم حديثنا عن ليز تروس بذكر معلومة قد تجيبك على أي سؤال قد يخطر ببالك. أثناء طفولتها كانت أسرتها مهتمة بألعاب الفيديو والألعاب اللوحية، إلا ليز، فقد فضلت الابتعاد عن اللعب في أي مرة لم تكن واثقة تمامًا من الفوز.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك