استمع أولًا إلى بودكاست دقائق من هنا، أو واصل القراءة إن أرت:

تخيل أنك تمتلك عربية حديثة يمكنك فتحها بأمر من الموبايل، دون الحاجة لتشغيلها بمفتاح، وتعمل بالتاتش سكرين .. قمة الرفاهية صحيح؟!

ظهرت تلك الرفاهية مع ظهور أداة في حجم عقلة الإصبع، وهي الشرائح الإلكترونية.. والتي قد تكون سبب الحرب العالمية القادمة، قد تُحدد من الفائز أيضًا.

هل من الطبيعي أن تكون الشرائح الإلكترونية هي سبب في حرب عالمية؟

بالتأكيد نعم. الشرائح الإلكترونية هي المحرك الأساسي لكل جهاز متطور في حياتنا من الموبايل للكمبيوتر للصواريخ والمعدات العسكرية، خصوصًا في أزمة الصين مع تايوان.

كان واحد من أهم أسباب تلك الأزمة رغبة الصين في التحكم في صناعة الشرائح الإلكترونية؛ لأن تايوان تنتج حوالي 65% من الشرائح الإلكترونية لدرجة إن الصين نفسها تستورد 70% من الشرائح في الأجهزة الصينية من تايوان.

في الواقع تايوان متأكدة أن أمريكا سوف تحميها من أي غزو صيني لسببين: أولهما الشرائح، ثانيًا إن تايوان تشكل مع اليابان وإندونيسيا والفلبين سلسلة الجزر الأولى التي تعتبرها أمريكا أول خط لحصار الصين في المحيط الهادي.

من ناحية أخرى تتخذ أمريكا إجراءات قانونية؛ لتقييد تصدير تلك الشرائح للصين. بالإضافة إلى قرار جو بايدن، الصادر في أغسطس الماضي، حيث خصص تمويل 53 مليار دولار لدعم صناعة الشرائح الإلكترونية في أمريكا.

ظهر هذا الأمر بعد ما حدث تباطؤ في أداء شركة انتل الأمريكية، مع وجود تقارير احتمالية توجه عملية تصنيع الشرائح المتطورة لشركة tsmc التايوانية في 2021.

أما عملاق الشرائح الإلكترونية الثالث بعد tsmc وانتل هي شركة سامسونج الكورية. وهي أيضًا من الدول المتحالفة مع أمريكا، وإن كانت مختصة بشرائح الذاكرة وليس شرائح البروسيسور.

لم تتجاهل الصين التحركات الأمريكية؛ لأن وكالة بلومبرج صرحت أن الصين تتعامل مع صناعة الشرائح بنفس أهمية القنابل النووية.

بالتأكيد إن إنتاج الشرائح الصيني ليس الأكثر تطورًا، لكن بكين تسير في خطط تطوير صناعة الشرائح.

وفي 2021 أعلن الرئيس الصيني عن تمويل بقيمة 1.4 تريليون دولار؛ لدعم صناعة التكنولوجيا بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الشرائح وعدم الاعتماد على أي مكون أجنبي فيها.

حرب الشرائح الإلكترونية | هل يشعل النانومتر الحرب الباردة العالمية الثانية؟ | س/ج في دقائق

هل الشرائح مهمة لهذه الدرجة؟

الحديث عن أهمية الشرائح الإلكترونية ليس جديدًا؛ لأن أول انتباه لأهميتها العسكرية كان وقت حرب الخليج بسبب دور الشرائح في استخدام الصواريخ الموجهة .

وأحدث مثال أمامنا في حرب أوكرانيا، في الوقت الذي تستخدم أوكرانيا أسلحة ودرونز بشرائح غربية متطورة، ظهر تأخر صناعة الشرائح في روسيا، لدرجة إن موسكو، وهي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، هي في الحقيقة معتمدة بشكل شبه كامل على استيراد الشرائح من دول معادية لها.