تأخير إخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر يُعد من الأمور التي تثير اهتمام المجتمع والمفتين، فالزكاة تُعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة، وتحظى بأهمية كبيرة في حياة المسلمين. تعتبر الزكاة فرضاً دينياً يجب أداؤه بشكل دوري على المسلمين الأغنياء، حيث تُعتبر واجبة عند بلوغ النصاب وحالة الحول.
لكن عندما يُتأخر إخراج الزكاة عن وقت وجوبها دون وجود عذر شرعي، ينشأ العديد من التأملات والتساؤلات حول أسباب هذا التأخير وآثاره. فقد يكون السبب في بعض الحالات نقص الوعي الديني، حيث قد يتجاهل بعض الأشخاص أو يتأخرون في أداء الزكاة بسبب عدم فهمهم الكافي لأهميتها وفضلها في الإسلام.
شرح أركان الإسلام للأطفال | ما الفرق بين اركان الاسلام و اركان الايمان؟
بعض الحالات التي يجوز فيها تأخير إخراج الزكاة بدون عذر قد استثناها العلماء، مثل غياب المال أو غيرها من الظروف التي تجعل من الصعب على المزكي إخراج الزكاة في الوقت المحدد. في هذه الحالات، لا يكون هناك إثم في تأخير الزكاة، بل يكون ذلك جائزاً ومبرراً شرعاً، وذلك استناداً إلى مبدأ أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، كما ورد في قوله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ” (التغابن: 16).
وفي هذا السياق، ذكر الإمام النووي في شرحه للمهذب: “إذا تمكن المسلم من إخراج الزكاة فوراً بعد وجوبها ولم يفعل، فإنه لا يجوز له تأخيرها. وإذا لم يتمكن من إخراجها فله التأخير حتى يتمكن، وإذا تأخر بعد أن تمكن من ذلك فقد عصى وكان مسؤولاً”.
كما ذكر في كتاب “المغني”: “فإذا كانت هناك مضايقة في تعجيل الإخراج، كمن يخشى من الساعي أن يأخذ الزكاة مرة أخرى، أو من يخشى الضرر على نفسه أو ماله، فإنه يجوز له تأخير الزكاة، وذلك استناداً إلى مبدأ شرعي يقول: ‘لا ضرر ولا ضرار’، ولأنه إذا جاز تأخير دين الإنسان لسبب مشروع فإن تأخير الزكاة أولى”.
إذاً، يمكن تأخير إخراج الزكاة في الحالات التالية:
أركان الإسلام وأركان الإيمان .. الفرق بينهما وأهم الأحاديث النبوية الشريفة
بالنظر إلى تأخير زكاة المال، فإنه يتعين على المسلم الذي بلغت أمواله النصاب وحال عليه الحول دفع الزكاة عن السنة الفائتة إذا مر عام كامل منذ بلوغ النصاب، ولم يخرج الزكاة في ذلك العام. وإذا مر عام آخر ولا يزال المال غير مزكي، فإنه يتعين عليه دفع الزكاة عن العام الثاني، بالإضافة إلى إجراء التوبة والاستغفار، لأن هذا التأخير يعد ذنبًا إذا كان متعمدًا وليس نتيجة للنسيان أو السهو.
في حالة التأخير المتعمد، يجب على المسلم إجراء التوبة من هذا الفعل الخاطئ وإقامة الزكاة بشكل سريع، بالإضافة إلى قضاء ما تأخر من الزكاة عن السنوات السابقة، مع الاستغفار لله والتوبة الصادقة من هذا العمل الذي يعد من الذنوب في الإسلام.
إذاً، يجب على المسلم الذي تأخر في دفع زكاته أن يقدم التوبة والاستغفار، ويقيم الزكاة على السنوات السابقة التي تأخر فيها في دفع الزكاة، مع العزم على أداء الزكاة بانتظام في المستقبل لتجنب تكرار هذا الخطأ.
وفقًا لفتاوى الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ، يُحظر تأخير دفع الزكاة، سواء كانت زكاة الذهب أو زكاة غيرها، إلا في حالة عدم وجود الشروط اللازمة لوجوب الزكاة على المال، وذلك بالتحقق من أهليتها والتأكد من وجود النصاب المطلوب.
وبناءً على ذلك، يكون تأخير دفع الزكاة مقبولًا إذا لم يكن المال المملوك قادرًا على وجوب الزكاة، وتأخيرها يكون في سبيل التحقق من إمكانية دفعها إلى الشخص الذي يراه مستحقًا لها.
حسب المذهب الحنفي في حكم إخراج زكاة الذهب، يُسمح للمُزكي بدفع زكاته في أي وقت خلال السنة الهجرية، سواء في بدايتها أو وسطها أو نهايتها. ومع ذلك، يعتبر الأوجب دفع الزكاة في بداية الحول، نظراً لأنه يتجنب بذلك الإثم المترتب عن تأخيرها، إلا إذا كان هناك سبب وجيه للتأخير مثل عدم وجود محتاجين في ذلك الوقت.
مفهوم أركان الإسلام يشير إلى الأسس الخمسة التي يستند إليها الإسلام ويقوم عليها، وقد جاءت هذه الأركان في الحديث النبوي الشريف الذي يقول: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ”، ومن هذه الأركان:
وبالتالي، تتكون أركان الإسلام الخمسة من الشهادة، والصلاة، والزكاة، وصيام رمضان، والحج.
تعلم أركان الإسلام أمر ضروري وحيوي للمسلمين، وذلك لعدة أسباب مهمة:
باختصار، تعلم أركان الإسلام له أهمية كبيرة في بناء الشخصية الإسلامية وتحقيق الرضا الإلهي، وهو يمثل الطريقة الصحيحة للعبادة والارتباط القوي بالله تعالى.