تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز .. ماذا عن الدين في الشرق الأوسط ؟ | س/ج في دقائق

تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز .. ماذا عن الدين في الشرق الأوسط ؟ | س/ج في دقائق

27 Dec 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق: “تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز .. ماذا عن الدين في الشرق الأوسط؟” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

بالحديث عن أكبر ديانة في انجلترا وويلز، سيحضر في ذهنك المسيحية بالتأكيد. لكن في الواقع تحولت المسيحية من ديانة الأغلبية إلى ديانة الأكثرية في البلدين.


في البداية لماذا نتحدث عن إنجلترا وويلز تحديدًا؟

لأن تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز يعتبر تغيير ديموغرافي كبير في دولة غربية، لكنها مختلفة قليلًا عن باقي دول الغرب، فهي بلد لا تفصل بين الدولة والدين.

هناك رابطة قوية في بريطانيا بين هوية الدولة والديانة المسيحية. الملك هو رأس الدولة ورأس الكنيسة. وكنيسة انجلترا تدير حوالي 4600 مدرسة في انجلترا.

بالإضافة إلى أن الأساقفة لديهم حق التصويت في مجلس اللوردات. وبحسب الجارديان فهي الدولة الوحيدة في العالم االتي تسير بهذا النظام، بمعنى أن هناك مقاعد مخصصة لرجال الدين في المجلس التشريعي.

تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز


كيف تحولت المسيحية من ديانة الأغلبية لديانة الأكثرية؟

طبقًا لمكتب الإحصاء الوطني، تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز أصبح ملحوظًا؛ حيث تراجع لحدود 27.5 مليون نسمة، أي حوالي 46.2% من السكان عام 2021.

هنا، سنلاحظ انخفاظ كبير في العدد خلال 10 سنوات فقط، بعد أن كانت النسبة 59.3%، حوالي 33.3 مليون نسمة في 2011. في الوقت الحالي مازالت المسيحية دين أغلبية لكنها أصبحت أقل من 50% وبالتالي فقدت الأغلبية.

صحيح ارتفعت نسبة المسلمين في إنجلترا وويلز خلال العشر سنوات الماضية من 4.9% في 2011 يعنى حوالي 2.7 مليون نسمة، إلى أن أصبحت حاليًا 6.5% حوالي 3.9 مليون نسمة..بمعنى أبسط، إن الزيادة كانت طفيفة ولم تعوض النقص في عدد المسيحيين. كما أن أغلب الديانات الأخرى لم تتغير نسبها.

وكانت المفاجئة أن التغيير الأكبر كان في خانة غير المنتمين لأي ديانة. كانت نسبتهم 14% عام 2011، والآن أصبحت النسبة 37.2% أي حوالي 22.2 مليون نسمة.


ما هي مؤشرات تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز ؟

يوجد مؤشر مهم حدث في بريطانيا، هو إن نسب التدين أصبحت تنحصر تدريجيًا بين الأجيال الأكبر سنًا. وهم في الأساس الجيل الذي كانت مظاهر التدين بدأت تنحصر بينهم بشكل كبير من الستينيات أثناء حركة التمرد الشبابي على القيم القديمة.

بمرور الزمن الدين، الذي كان بدأ يتراجع، أصبح يتورث بنسب أقل بين الأجيال الجديدة.

بالمناسبة، يوجد ظروف وإحصائيات مشابهة ظهرت في أكثر من منطقة في العالم، اترصد في الغرب، وحتى في الشرق الأوسط.


هل يمكن أن يحدث تراجع المسيحية في إنجلترا وويلز في الشرق الأوسط؟

انتشرت العديد من التقارير حول هذا الأمر. لكن الواقع لا يوجد أرقام دقيقة بخصوصه؛ لأن الباحثين يؤكدون على إن منطقة الشرق الأوسط من الصعب إجراء أي دراسة عملية بها؛ لأن حتى إذا حدث تغيير غالبًا العينة الخاضعة للبحث ستخاف أن تعلنه.

مع ذلك، الأرقام المحدودة المتوفرة تقول إن الشرق الأوسط ليس ببعيد عن تلك الظاهرة، مثلًا دراسة استقصائية أجرتها شبكة الباروميتر العربي ونشرت الإيكونوميست نتائجها في 2020، وغطت 11 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كشفت ارتفاع نسبة الذين يوصفون أنفسهم بـ “المنفصلين عن الدين” من 8 إلى 13% في عام واحد، وإن الزيادة كانت أكبر بين من هم تحت سن الثلاثين، لأنها ارتفعت من 11 إلى 18%.

بالتأكيد هناك اختلاف في النسب من دولة لأخرى، فالأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بالمنفصلين عن الدين وصلوا النصف تقريبًا في تونس، والثلث في ليبيا والربع في الجزائر، ونسب أقل في العراق ومصر.

بجانب نسب الذين مازالوا متبعين دين معين لكنهم غير ملتزمين به، كانت أكبر في كل الدول تقريبًا.


هل انتشر الأمر في العالم أجمع؟

في الواقع، أكد الباحثون على أن ما يحدث هو نتاج ارتباط السياسة بالدين، وبالتالي حدوث أي خيبة أمل في السياسة تنعكس على صورة الدين نفسه، وطبعًصا المؤسسات الدينية ترفض العلمنة أو دعوات الإصلاح الديني؛ لذا يأتي الشك في الدين نفسه.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك