استمع أولًا إلى بودكاست دقائق: ” ادبحلها القطة | لماذا يتعمد البعض تعذيب الحيوانات ؟ وما شكل التعامل الأفضل؟ ” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:
في مصر، “ادبح لها القطة” أحد أشهر الأمثال التي تعبر عن طبيعة التعامل مع حيوانات الشوارع.
على الرغم من أنه لا يقصد معناه الحرفي، لكن يُثار الجدل حول تلك النقطة مع كل حادثة تعذيب الحيوانات متعمدة.
هل البشر مؤذيين للحيوانات بطبعهم؟
بالتأكيد لأ، لكن بعض الأشخاص يتعمدون تعذيب الحيوانات لمجرد الأذى. وبحسب دراسة لرابطة الأمريكية للطب النفسي، فإن هؤلاء الأشخاص غالبًا يتم وضعهم تحت بند الشخصية السايكوباثية.
أكد علماء النفس على إن السايكوباثي ليس مجنون كما يعتقد البعض، لكنه شخص مدرك ما يفعله ويمكنه التمييز بين الخطأ والصواب، ويكون مدرك مشاعر الآخرين لكن ببساطة لا يهتم بدرجة الأذى الذي قد يسببه.
وبالتالي، في حالة التعامل مع الحيوان يكون مدرك الأذى الذي سيسببه لكنه غير مهتم بذلك. لكنه يفعل هذا لسببين: إما اللذة، أو الاستمتاع بالأذى، وهي نزعة سادية. أو إنه يحاول فرض السيطرة على البشر من حوله، فيلجأ لإظهار عدم الرحمة أو الشفقة، ويكون الحيوان هو الضحية.
ما معنى ادبحلها القطة أو ذبح القطة ؟
عادة الشخص الذي يلجأ لمثال ” ادبحلها القطة ” يكون من بيئة عائلية غير سوية. وغالبًا حدثت له اضطرابات نفسية في مرحلة الطفولة، سواء إهمال أو قسوة من المحيط الذي تربى فيه.
فاستخدام القوة والعنف يتحول وسيلة إثبات للذات، والحيوانات الصغيرة الضعيفة تكون نقطة البداية، ثم يتجه لأذية البشر أنفسهم، وقد يعتقد أنهم يخشونه لأنه شخصية قاسية.
قالت دراسات في أمريكا إن العنف ضد الحيوانات قد يكون وسيلة للسيطرة على أفراد العائلة، مثل: النساء المعرضات للعنف المنزلي، قد لا يتركن المنزل أو تطلب المساعدة؛ خوفًا من الزوج الذي يهددها عن طريق أذية الحيوانات.
ومن الملاحظ أيضًا أن تعذيب الحيوانات كان مرحلة عند قتلة متسلسلين أو مرتكبي جرائم جنسية في بداية حياتهم، مثل: تيد بندي أو جيفري دامر.
هل يتعمد البعض تعذيب الحيوانات المستأنسة بسبب الخوف أو القلق؟
بعض الأشخاص لا يؤذون الحيوانات لمجرد الأذى.. لكن البعض يقلق من مستوى نظافتهم خاصة في أماكن، مثل: المطاعم وغيرها..
لكن يوجد وسائل أخرى للتعامل مع الحيوانات في تلك الحالة بدون أذى أو بأقل درجة ممكنة من الضرر. مثلًا تنظيف المكان وعدم إلقاء أي مخلفات فيه.
كما يمكن استخدام مواد غير مؤذية، مثل: رش الفلفل الحار أو الحمضيات، والتي تكون روائحها مكروهة لأغلب الحيوانات، وبالتالي تحافظ على مكانك وفي نفس الوقت عدم تعذيب الحيوانات
ما هي أفضل طرق التعامل مع كلاب الشوارع؟
يتوفر العديد من البرامج في كل الدول تقريبًا مصممة للتعامل مع الحيوانات الضالة عمومًا. يمكن العثور على أحد تلك البرامج على الإنترنت والسوشال ميديا بسهولة.
كم عدد حيوانات الشوارع في مصر؟
الإحصائيات المتاحة تتحدث عن الكلاب الضالة تحديدًا، وتقول إن عددهم وصل 15 مليون على الأقل.
عادة ما يتجاهل المدافعون عن حقوق الحيوان، حقوق الإنسان.. ففي غضون ثلاثة أشهر وصلت حالات العض لـ 129 ألف حالة وبعضهم توفى.. أليس من الطبيعي أن يخاف الناس؟
هناك نقطتين مهمين:
1- إن الخطر لن يزول في حالة تعذيب الحيوانات الضالة أو قتلها أو تسميهما. هناك رصد للارتباط بين التخلص من الحيوانات الضارة وظهور حيوانات غير مرغوب فيها، مثل: الأفاعي، والفئران، والقوارض بمختلف أنواعها، وأنواع أخرى من الحيوانات المفترسة، مثل: الذئاب، والتعالب.
2- البرامج المتخصصة يمكنها أن تتعامل مع الحيوانات الضالة بشكل أفضل، مثل تبني بعضهم لمن يحب تربية الحيوانات، أو نقلها لملجأ، أو حتى تطعيمها وإخصائها أو تعقيمها وإعادتها للشارع، وبالتالي تكون الاستفادة من ناحيتين، وهما: تحجيم الزيادة المفرطة في أعداد حيوانات الشوارع، والمتواجدين لن يكونوا مؤذيين للبشر.
هل برامج التعامل مع الحيوانات الضالة يمكنها استيعاب هذا العدد بأكمله؟
غالبًا لا. ارتفاع المصاريف وتزايد عدد الحيوانات الضالة يضع عبء كبير على تلك البرامج؛ لأنهم غالبًا يعتمدوا على التمويل الذاتي أو التبرعات أو التمويل الخارجي. لكنهم يبذلون قصارى جهدهم.
عالميًا، ينتشر موضوع مثير للجدل بخصوص تلك النقطة، وهو لجوء بعض البرامج للقتل الرحيم للحيوانات الزائدة عن الحد. لكن في كل الأحوال، الفكرة الرئيسية تكون تقليل الأذى المتعمد.
هل توجد عقوبات جنائية لـ تعذيب الحيوانات عمومًا؟
بالفعل موجودة في أكثر من دولة. مصر كمثال، ينص الدستور في المادة 45 على التزام الدولة بضمان الرفق بالحيوان. كما تدين قوانين العقوبات والبيئة والزراعة تعذيب الحيوانات
وأيضًا قانون العقوبات في المادة 357 يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن 6 شهور أو بغرامة 200 جنيه على قتل الحيوانات المستأنسة، أو وضع سم للحيوانات الأليفة، أو ضرها بشكل واضح، بجانب قانون آخر تقدم للبرلمان المصري مؤخرًا يقترح رفع الغرامة لما بين 3 آلاف إلى 200 ألف جنيه، والحبس بين شهر و3 سنوات.
لماذا يختلف الواقع عن التشريع فيما يخص تعذيب الحيوانات المستأنسة أو قتلها؟
يختلف الواقع فعلًا لـ 3 أسباب رئيسية:
1- التكلفة
صرحت أجهزة وزارة الزراعة المصرية، بأن ميزانيتها لا تتحمل تعقيم أو إخصاء حيوانات الشوارع. كما أشادت بأن بعض إجراءات الرأفة بالحيوان التي يقدمها بعض الأشخاص؛ تُزيد من عدد الحيوانات في مكان معين، وبالتالي يشتكي السكان، وتضطر الوزارة بالتدخل بالأدوات المتوفرة معها، والتي غالبًا تكون القتل.
وزارة الزراعة حصلت على فتوى رسمية من دار الإفتاء في نوفمبر 2007 بقتل الكلاب الضالة في حالة إيذاء الناس، ونصت إن هذا الإيذاء يشمل التخويف أو النباح عليهم وليس فقط العض. وإن كانت لجنة الفتوى في الأزهر حاولت تهدئة الأمر؛ فأفتت في 2019 بمحاولة إرسالها لملاجئ الحيوانات، وإن القتل يكون خيار أخير إن لم يكن هناك حل آخر.
3- الاستسهال
أي أن بعض الأشخاص لا يفكرون في الحلول أصلًا، ويلجأون مباشرة لـ تعذيب الحيوانات المتعمد.