“حدث ذات مرة في هوليوود”.. لكن هل سيحدث في شباك التذاكر؟! | حاتم منصور

“حدث ذات مرة في هوليوود”.. لكن هل سيحدث في شباك التذاكر؟! | حاتم منصور

30 Jul 2019
حاتم منصور
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

ملايين من عشاق السينما ينتظرون حاليًا بحماس بدء العرض العالمي لفيلم حدث ذات مرة في هوليوود Once Upon a Time in Hollywood، باعتباره العمل الذي يجمع نجوم في وزن ليوناردو دي كابريو – براد بيت – مارجو روبي – آل باتشينو، وقام بكتابته وإخراجه كونتن تارنتينو، وهو اسم يكفي وحده لعديدين لمشاهدة الفيلم.

في عالم تسيطر فيه فئات أخرى من الأفلام على اهتمام الجمهور وشباك التذاكر عادة، والكلمة العليا فيه حاليًا للسلاسل وشخصيات السوبرهيرو والـ Remake (إعادة إنتاج فيلم قديم)، ها هو فيلم أوريجنال لا يملك أي شيء مما سبق، ورغم ذلك ينال الاهتمام.

كيف افترست التكنولوجيا السحر والخيال في “الملك الأسد 2019″؟ | حاتم منصور

الأهم من هذا أن الفيلم لا ينتمي حتى لفئة البلوكباستر المدججة بالأكشن والإبهار البصري وغيرها من التوابل الهوليوودية، ويأتي بتصنيف رقابي R يجعله منفصل عن الأطفال والعائلات، وهم شريحة مهمة جدًا في شباك التذاكر، سواء في أمريكا أو في باقي الأسواق الرئيسية.

إذا تجاهلنا إذن أسماء النجوم ووزنهم في شباك التذاكر، فالفيلم يسير عكس التيار في كل العناصر التجارية تقريبًا. وهذا تحديدًا ما يجعل مصيره في شباك التذاكر، بمثابة تجربة عملية يترقبها كل خبراء ومنتجو هوليوود؛ للحصول على دروس مستفادة.

ليوناردو دي كابريو وبراد بيت في لقطة من الفيلم

لنبدأ إذن بالتمهيد الضروري لهذا الدرس، ونتعامل مع الفيلم باعتباره فرصة لشرح بعض النقاط سريعًا عن قواعد شباك التذاكر.

تكلف الفيلم 90 – 100 مليون دولار، وهو رقم مرتفع بالنسبة لفيلم خارج نطاق البلوكباستر. ويقال إن كلًا من دي كابريو وبراد بيت قد وافق على 15 مليون دولار كأجر، رغم أن هذا الرقم أقل من المعتاد لهما؛ نظرًا لرغبتهما في التعاون مع تارنتينو من جديد (لكل منهما فيلم سابق واحد معه).

أوقات عصيبة لعشاق تارنتينو في Bad Times at the El Royale

القاعدة العامة في الأفلام الضخمة – وهو وضع ينطبق على فيلمنا هنا – أن ميزانيات التسويق والدعاية تتساوى بتكلفة الإنتاج. بصياغة أخرى يمكننا إضافة 90 – 100 مليون دولار أخرى كتكلفة دعائية.

أصبحنا الآن نتحدث عن فيلم تكلفته الإجمالية 180 – 200 مليون دولار. فما هو الرقم الذي يحتاجه كإيرادات ليغطي تكلفته، ويبدأ بعدها في تحقيق الربح؟

تارنتينو (على اليسار) أثناء التصوير

توزع مبيعات التذاكر مناصفة عادة بين الجهة المنتجة، وبين أصحاب دور العرض. قاعدة تتفرع منها بعض الاختلافات الحسابية المعقدة، وبعض الفروق المهمة بين إيرادات الفيلم داخل الولايات المتحدة وخارجها، لكن سنعتبرها قاعدة سائدة صحيحة لتبسيط الموضوع حسابيًا.

بالنظر لهذه القاعدة، تحتاج شركة سوني (الجهة المنتجة) لمبيعات تذاكر قيمتها 400 مليون دولار للفيلم عالميًا؛ لتحصل على الـ 200 مليون دولار التي دفعتها كتكلفة له، وبعدها فقط يصبح المزيد في نطاق الأرباح.

أنجح 10 أفلام في تاريخ هوليوود | حاتم منصور

أكتب هذه السطور بعد أن حقق الفيلم في أسبوعه الافتتاحي في الولايات المتحدة حوالي 41 مليون دولار، وهو رقم جيد بالتأكيد لفيلم خارج نطاق نوعية البلوكباستر، لكنه يظل أقل بكثير مما توقعت، بالنظر للقوة الدعائية التي سبقت الفيلم، ولأسماء المشاركين فيه.

الجيد رغم هذا أن أفلام تارنتينو تحتفظ عادة بثبات جيد في شباك التذاكر، وتعتبر نوعية مختلفة عن عالم البلوكباستر والسلاسل، التي تحقق أفلامها الكثير في أول أسبوعين فقط. والأهم أننا لم نسمع بعد رأي باقي العالم.

أخر 3 أفلام لتارنتينو

الإجمالي العالمي لإيرادات آخر ثلاثة أفلام لتارنتينو كالآتي:
The Hateful Eight – 2015 – $155.8
Django Unchained – 2012 – $425.4
Inglourious Basterds – 2009 – $321.5

فيلم The Hateful Eight لم يحقق الكثير، ولم يحظ بنجوم شباك على عكس أفلام تارنتينو في 2009 – 2012 بفضل براد بيت ودي كابريو على الترتيب.

العظماء السبعة: نجوم لا يجوز استبدالهم في هوليوود

أسهم براد بيت كنجم شباك قد تكون انخفضت نسبيًا مقارنة بوضعه عام 2009. العكس قد يكون صحيحًا بخصوص دي كابريو، الذي يعود في الفيلم للشاشات بعد غياب استمر حوالي أربع سنوات منذ فيلمه The Revenant. هذه نقطة مفيدة بالتأكيد للفيلم؛ لأن الملايين متشوقون لعودته.

آخر أربعة أفلام لدي كابريو تراوحت إيراداتها العالمية بين 352 – 530 مليون، وهو نطاق مطمئن جدًا بالتأكيد.

دي كابريو في لقطة من الفيلم

من المؤسف أنه لا توجد أنظمة استطلاعات رأي عالمية يمكن الاعتماد عليها لمعرفة وزن تارنتينو الحقيقي في مبيعات التذاكر خلال الأسابيع القادمة، وتحديد نسبة المهتمين بالفيلم بسبب اسمه وتاريخه السينمائي، ونسبة من سيشاهدونه بفضل أسماء الأبطال فقط.

لكن لتارنتينو بالتأكيد جمهوره، وفي هذه النقطة يختلف جدًا، ليس فقط لأن اسم المؤلف والمخرج لا يمثل عادة وزنا في شباك التذاكر، لكن لأن باقي زملائه في قائمة المخرجين أصحاب هذا الوزن مختلفون عنه من حيث طبيعة الاختيارات والأفلام.

ستيفن سبيلبرج وجيمس كاميرون وكريستوفر نولان، وهم أبرز أسماء هذه القائمة حاليًا، تندرج أغلب أفلامهم الضخمة تحت نطاق البلوكباستر، وتأتي بتصنيف رقابي مناسب لشريحة المراهقين والأعمار الأصغر.

هذا قدر تارنتينو دومًا! أن يكون خارج نطاق أي قائمة يمكن كتابتها! اسمه حاليًا أصبح تمامًا مثل أفلامه نفسها. نوعية سينمائية مختلفة. لابد أن تكتب اسمه وتغلق القوس.

تارنتينو مع براد بيت ودي كابريو

لنأمل أن يكون الفيلم في مستوى بقية أفلامه، وأن يحظى بما يستحق من إيرادات، ليصبح الدرس الهوليوودي من التجربة:

1- نعم لا يزال من الممكن أن تجني ثروات من فيلم أوريجنال.
2- نعم لا يزال من الممكن أن تجني ثروات من فيلم بتصنيف رقابي R.
3- نعم لا يزال للنجوم وزنهم في شباك التذاكر، ويمكن الاعتماد عليهم تسويقيًا.
4- نعم لا يزال تارنتينو يغرد خارج السرب فنيًا وجماهيريًا.

10 أفلام مُنتظرة العام القادم في سباق أوسكار 2020| حاتم منصور

هل سيحدث هذا مع “حدث ذات مرة في هوليود” في شباك التذاكر؟ الإجابة سنعرفها قريبًا، لكن لنأمل أن يحدث وبشدة، ما دمنا جميعًا نشكو بانتظام من استسهال هوليوود واعتمادها على السلاسل وشخصيات السوبرهيرو والريميكس وخلافه.

على ذكر هذه الشكوى، فالمسؤولية الحقيقية تقع على عاتق الجمهور. جرب مثلًا أن تسأل كل من يرددها عن آخر خمسة أفلام شاهدها في السينما، وستفاجئك غالبًا نسبة النوعية التي يشكو منها في اختياراته!

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك