معركة ليلية بين العراق ومسلحي حزب الله.. هل ينجح الكاظمي في قص جناح إيران؟ | س/ج في دقائق

معركة ليلية بين العراق ومسلحي حزب الله.. هل ينجح الكاظمي في قص جناح إيران؟ | س/ج في دقائق

30 Jun 2020
إيران الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* قوات مكافحة الإرهاب العراقية تنجح لأول مرة في إحباط هجوم صاروخي على أهداف أمريكية، وتعتقل عناصر من كتائب حزب الله العراق من داخل إحدى قواعدهم.. تكتمل الدراما بمحاصرة مقر رئاسة الحكومة بـ 30 عربة مثبت عليها رشاشات.. أفرجت السلطات عن المسلحين المحتجزين، لكنها كانت خطوة مهمة في إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والميليشيات المدعومة من إيران.

* استمرار ذلك يعني إعادة تعريف الأعمال العدائية تجاه الولايات المتحدة، وتحويلها من أعمال للمقاومة لأعمال إرهابية.

* من أجل استمرار العراق في طريقه، سيتعين على واشنطن تقديم الدعم من خلال حزمة من الإجراءات.

س/ج في دقائق


ماذا كشفت ليلة المواجهة المسلحة بين مكافحة الإرهاب وكتائب حزب الله العراق؟

في 25 يونيو، استهدف جهاز مكافحة الإرهاب قاعدةً تتبع كتائب حزب الله العراق جنوب المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد. التحرك تلى تحرك المخابرات العراقية لجمع الأدلة، ثم إصدار مذكرة تفتيش واعتقال، فشن عملية المداهمة.. تلك الليلة كانت المرة الأولى التي تجري فيها حكومة العراق كل تلك التحركات لإحباط هجوم صاروخي.

أسفرت المداهمة عن اعتقال 14 مسلحًا من كتائب حزب الله العراق في سابقة كسرت من خلالها حكومة مصطفى الكاظمي خطًا أحمر يتمثل في الحصانة التي تمتعت بها أقرب ميليشيات العراق إلى إيران في السنوات الأخيرة.

بعد عملية المداهمة، حاصر قائد عمليات كتائب العراق عبد الكريم الزيرجاوي الملقّب بـ “أبو فدك” مقر إقامة رئيس الحكومة بقوة مكونة من 150 مسلحًا في 30 شاحنة صغيرة، بينها واحدة على الأقل تحمل مدفعًا مزدوجًا مضادًا للطائرات من عيار 23 ملم والعديد من الشاحنات الصغيرة الأخرى المدرعة المحملة بمدافع رشاشة، لمطالبته بإطلاق سراح المحتجزين ووضعهم في عهدة الكتائب. كل ذلك ليس خارجًا عن المألوف. لكن الجديد أن قرارًا “توفيقيًا” اتخذ بوضع السجناء تحت رعاية مديرية أمن “الحشد الشعبي”، باعتبارهم أعضاء فيها، وبالتالي يخضعون للانضباط العسكري في “قوّات الحشد”.

القرار التوفيقي لم يغير الواقع ببساطة لأن مسؤول مديرية أمن الحشد الشعبي هو حسين فلاح اللامي “أبو زينب”، القيادي في حزب الله العراق. لكن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أضاف خطوة أخرى بدعوة جميع أجهزة الأمن العراقية المعنية بالانخراط في تحقيق مشترك مع القوات المسلّحة في القضية.

معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى يقول إن الأمر قد يشهد تحولًا؛ إذا أجبر الضغط السياسي كتائب حزب الله على احترام آلية اللجنة القضائية، فسيتولى القضاء العسكري العراقي الرسمي البت في القضية بدلًا من الانضباط الداخلي لـ “قوات الحشد الشعبي” التي يسيطر عليها وكلاء إيران.


لماذا تعتبر الخطوة مهمة للعراق والولايات المتحدة معًا؟

إذا تمكّنت حكومة العراق من مواصلة مسارها في هذا الاتجاه فستكون القضيّة بمثابة تعريف رسمي غير مسبوق لأعمال عنف مرتكبة ضد الولايات المتحدة على أراضيها..

سيتحول التعريف من “مقاومة الاستكبار الأمريكي” كما اعتادت إيران ووكلائها في العراق وغيرها تسمية مثل تلك الأعمال، إلى كونها جريمة إرهابية تستهدف الدولة العراقية.

قبل 2011، كانت اعتقالات مقاتلي كتائب حزب الله المتعلقة بمكافحة الإرهاب نادرة للغاية، واستندت عادة على معلومات المخابرات الأمريكية التي لم يكن بالإمكان تقديمها كدليل في المحاكم العراقية؛ إذ كانت توصف باعتبارها “أنشطة المقاومة” لا أعمالا إرهابية.

الأمر استمر بعد تجديد مهمة الولايات المتحدة في العراق في 2014. فرغم الهجمات الصاروخية العديدة التي هددت أمريكيين وعراقيين وجرحت وقتلت العديد منهم، لم يواجه مسلح واحد من كتائب حزب الله العراق اتهامًا بارتكاب عملية إرهابية.

كتائب حزب الله العراق تعرضت بالفعل لانتكاسات متتالية في شهور معدودة: الأضرار التي لحقت بسمعتها بسبب اتهامات قتل المتظاهرين، ثم اغتيال قائدها أبو مهدي المهندس رفقة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فالضربات الجوية الأمريكية على مواقعها في العراق وسوريا، ثم الاحتجاجات الدينية ضد ترقية “أبو فدك” ليحلّ محل المهندس، وأخيرًا تثبيت مصطفى الكاظمي نفسه في منصب رئاسة الحكومة رغم رفض الكتائب صراحة.

لكن الليلة الأخيرة ستترك تداعيات أعمق، خصوصًا إذا اعتبرها حزب الله العراق “إذلالًا آخر” يجعلها مضطرة لمزيد من التصعيد؛ كونها أقل انتظامًا وانظباطًا مما كانت عليه في الماضي، لكنها في الوقت نفسه تملك ميليشيات كبيرة داخل المنطقة الخضراء، وفي محيط مقر رئاسة الحكومة وحتى داخل القصر الجمهوري؛ ما يعني أن تبعات الخطوة الحكومية ستكون اختبارًا صعبًا لحكومة مصطفى الكاظمي.. إما أن تنجح في فرض النظام، أو نجاح حزب الله في حماية مقاتليه من العدالة، وبالتالي إحراج الكاظمي.


هل تجبر التطورات واشنطن على التدخل في العراق؟

يقول معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن أكثر تدابير الإصلاح الأمني فعالية في العراق كانت تلك التي ينفذها العراقيون بأنفسهم، ولذلك على الولايات المتحدة مساعدة بغداد على مواصلة اتخاذ قرارات شجاعة وسيادية، لكن دون ترك شبهة تدخل مباشر.

1- تشجيع الحكومات الأجنبية على إدراج كتائب حزب الله العراق على لائحة الإرهاب:

تميل بريطانيا كما يميل حلفاء آخرون للولايات المتحدة وبقوة نحو إدراج كتائب حزب الله العراق على لائحة الإرهاب. المعهد ينصح المسؤولين الأمريكيين بمواصلة حث هؤلاء الحلفاء على المضي في هذا الاتجاه؛ لأن مثل هذه الخطوة ستملأ فجوة صارخة في قوائم الإدراجات.

2- مساعدة العراق على ضمان استمرارية الحكومة:

تكافح حكومة مصطفى الكاظمي للعثور على مواقع آمنة يمكنها العمل فيها دون خوف من الميليشيات. يحتاج العراق إلى تشجيع ودعم قويين لتطوير قوة أمنية حقيقية بشكل سريع لتأمين المنطقة الخضراء والمركز الحكومي، قوة مستعدة وقادرة على منع الميليشيات بالقوة من جلب الأسلحة الثقيلة إلى المرافق الحكومية.

3- دعم السلطة القضائية التي تعمل على مكافحة الإرهاب:

أعرب رئيس الوزراء مصطفة الكاظمي عن ضرورة حماية القضاة العراقيين. وبناءً على ذلك، يجب على الجهات الفاعلة الدولية أن تتفحص ميزانياتها وبرامجها المتعلقة بسيادة القانون بحثًا عن خيارات مساعدة ملموسة وسريعة، يمكنها دعم القضاة العراقيين المعنيين بمكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد.

4- مساءلة “كتائب حزب الله” من خلال إطار عمل “الحشد الشعبي”:

استلزم الأسلوب الذي ضمنت فيه كتائب حزب الله العراق نقل مسلحيها، تحديدهم صراحةً كأعضاء في الخدمة العسكرية في “قوات الحشد الشعبي”. ويبطل هذا الادعاء الذي يصدر عن “الكتائب” بصورة متكرّرة بأن الهجمات الصاروخية وغيرها من هجمات “المقاومة” تقوم بها عناصر من “الكتائب” لا تتقاضى رواتب من “قوات الحشد الشعبي”. وعلى هذا النحو، يفتح ذلك المجال أمام الحكومة العراقية لخفض رواتب عناصر “كتائب حزب الله” داخل “قوات الحشد الشعبي”، ومعاقبة، وتدقيق، وربما تفكيك “وحدات الحشد الشعبي” التابعة لـ “الكتائب”، أي الألوية 45 و 46 و 47.

5- دعم الطب الشرعي في العراق:

الاعتقالات ستكشف مجموعة كبيرة من الأدلة. وعلى افتراض أن هذه البراهين الكتابية لن تُعاد إلى “كتائب حزب الله” كما حصل مع المشتبه بهم، يجب على الولايات المتحدة مشاركة معرفتها ذات الصلة بـ “الكتائب” للمساعدة في فهم قطع اللغز الجديدة. فعلى سبيل المثال، سيحمل المشتبه بهم والمواد المصادَرة توقيعات بيومتريّة من الممكن أن تتطابق مع الهجمات الصاروخية الأخرى، من بينها الضربات الفتاكة ضد أفراد أمريكيين في 27 ديسمبر و 11 مارس الماضيين.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك