فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي تعتبر موضوعًا هامًا في التراث الإسلامي، حيث حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل متكرر من مخاطرها وتأثيراتها السلبية على المجتمع والأفراد. يُشير مصطلح “آخر الزمان” إلى الفترة الزمنية الأخيرة قبل يوم القيامة، وفي هذا السياق يتحدث النبي عن ظهور فتن واضطرابات تكون جزءًا من هذه الفترة الزمنية الختامية.
حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشكل تحذيري وتوضيحي من الفتن التي ستنشأ في آخر الزمان، وقد نقل الصحابي أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله أثناء وقوفه على أطم مرتفع في المدينة المنورة، حيث أشار إلى أنه يرى الفتن تنزل كالمطر، ولكنها لن تكون متساقطة من السماء، بل ستدخل بيوت الناس مثلما يتخلل المطر الأماكن الفارغة.
فتن آخر الزمان التي حذرنا منها النبي ليست جسمية بل هي فتن فكرية واجتماعية، تتسلل إلى قلوب الناس وتؤثر في سلوكياتهم وقراراتهم. النبي صلى الله عليه وسلم استخدم تشبيه المطر للتأكيد على وسع انتشارها وتأثيرها في كل مكان، حيث تدخل بيوت الناس وتتغلغل في أرواحهم.
هذا التحذير يبرز أهمية الحذر والوعي في التعامل مع التحديات والابتعاد عن الفتن الفكرية والمغريات الضارة. كما يشير إلى أهمية ترسيخ القيم والأخلاق الدينية في نفوس الناس كوسيلة للحماية من تلك الفتن والمحافظة على الاستقامة والسلام في المجتمع.
النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من مجموعة من الفتن التي ستظهر في آخر الزمان، وكان من بينها:
حيث يتسارع الزمن ويصبح قصيرًا، ويفقد الناس القدرة على استثمار الوقت بشكل فعّال، بحيث يمر اليوم دون تحقيق فوائد تذكر. يُقابل هذا الواقع الحالي تفوق السلف الصالح في تحصيل العلم وإنتاج مؤلفات تتجاوز قدرة الإنسان الحديث على استيعابها.
حيث يحدث نقص في العلم نتيجة قلة العلماء، وتناقص في العمل بإخلاص، وضعف في التوجه نحو الله عز وجل.
انواع تمور تناسب كبار السن ومرضى السكري | هل جميع التمور تناسب مرضى السكر
وليس الشح مقتصرًا على الأمور المالية فقط، بل يشمل بخل العالم بعلمه، والصانع بصنعته، وذوي الفن والعلم الذين يموتون دون أن يشاركوا غيرهم، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار الأمة.
وهي فتن لم تكن موجودة في زمن النبوة أو عهد الخلفاء الراشدين.
حيث يكثر القتل والحروب الأهلية، ويتسارع الهرج بسبب القتل المتزايد للمسلمين على يد بعضهم البعض أو على يد الكفار.
في هذا السياق، جاءت تلك الفتن وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: “يتقارب الزمان، وينقص العلم والعمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج”، وعندما سألوه عن المعنى الدقيق للهرج، أوضح أنه يعني القتل.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصاياه لنا في آخر الزمان:
“يوشك أن يكون خير مال المرء – أو المسلم – غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن.”
أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن خير ما يملكه المرء في آخر الزمان هو قطيع من الغنم، يتبع بها أماكن الرعي في أعالي الجبال والأماكن البعيدة، حيث يفر هذا المرء بدينه من الفتن والمغريات التي تهدد استقامته الدينية. وجسد هذا بصورة المسلم الذي يحمي دينه بالابتعاد عن مصادر الفتن والاضطرابات في مجتمعه.
وفي تكملة لوصيته، حذر النبي عليه الصلاة والسلام من شدة الفتن في زماننا، ولكنه أشار إلى أنه فيما يتعلق بالتعامل مع الفتن، هناك درجات. فقال:
“ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرّف إليها استشرفته، فمن وجد منها ملجأ أو معاذًا فليعتصم به.”
أي أن الشخص الذي يبتعد عن الفتن ويظل ثابتًا في مكانه أفضل من الذي يتحرك فيها، والذي يتحرك فيها أفضل من الذي يسعى فيها بشدة. ولكن لا يزال النبي يوصي بالابتعاد عنها بأي شكل ممكن، وإذا كان لديه فرصة للمأوى أو الحماية، يجب عليه الاستفادة منها.
وفي وصاياه الأخرى، نجد النبي يحثنا على التمسك بالإسلام في عصر الفتن، ويبين أن الإسلام سيكون غريبًا في البداية وسيعود غريبًا كما بدأ، ويبشر بالسعادة للغرباء الذين يصلحون أمورهم عند فساد الناس.
في هذه الفترة الصعبة، يظل التمسك بالقرآن والسنة والابتعاد عن مصادر الفتن والاضطرابات والتحلي بالإيمان والصحبة الصالحة أساسيًا للمسلم للحفاظ على دينه واستقامته.
مهام إدارة الجودة في المستشفيات | مستوى الجودة في المستشفيات السعودية
النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من أحوال الفتن في آخر الزمان، ووصفها بمجموعة من التشبيهات المعبِّرة، ليبين خطورتها وتأثيرها على الناس. إليك صياغة لهذه الحالات والتشبيهات:
بهذه التشبيهات البليغة، أوضح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته خصائص وأحوال الفتن في آخر الزمان، داعيًا إياهم إلى الحذر والتوجه لله في مواجهتها.
يمكن للمسلم أن ينجو من فتن آخر الزمان عبر الاتباع لمجموعة من السُبل والتوجيهات:
باعتبار هذه السُبل، يمكن للمسلم تعزيز فرص نجاته في ظل فتن آخر الزمان والحفاظ على إيمانه واستقامته.