بدأ كورونا بمدينة ووهان في الصين وظهرت أخباره في ديسمبر 2019، قبل أن يتحول إلى ذعر عالمي في فبراير 2020
في القرن الرابع عشر، وتحديدًا في 1346، كانت قوافل التجارة القادمة من الصين تحمل الحرير والخزف، لكن التجار المسافرين عبر طريق الحرير ثم بحرًا إلى أوروبا لم يدركوا أنهم يحملون معهم المرض الذي سيدمر عالمهم.
كانت بداية المرض من الصين وغارات المغول الذين كانوا ينشرون المرض عبر إلقاء جثث المرضى على المدن بمنجنيق كنوع من الحروب البيولوجية في أشكالها القديمة.
وفي ظرف عام واحد كان المرض قد وصل إلى أوروبا وأفريقيا.
حاليًا، تحمل السفن سمعة سيئة في نقل فيروس كورونا لدرجة أن سكان جزيرة لا ريونيون الفرنسية تظاهروا لمنع سفينة قادمة من تايلاند من الرسو في ميناء جزيرتهم رغم عدم وجود حالات مؤكدة بكورونا.
في القرن الرابع عشر رست سفينة في ميناء جنوة بإيطاليا وعلى متنها البضائع القادمة من الصين والفئران والقمل والبراغيث والتي بدورها تحمل بكتريا يرسينيا بيستيس السبب الرئيسي في المرض.
لم تمت الفئران أو القمل أو البراغيث، لكن عمال الميناء فوجئوا بمنظر البحارة وقد أصيب أغلبهم بالعدوى. وحتى عندما أمر حكام جنوة بإبعاد السفينة وأي سفينة أخرى مصابة ومنعها من الرسو، كان الوقت تأخر ودخل الوباء للبلاد.
ومثل كورونا، انتقل الفيروس أيضًا عبر العطس والسعال والاتصال الوثيق بين البشر.
انتشار فيروس كورونا أشعل الذعر عالميًا، وخاصة في إيطاليا التي أعلنت الحجر الصحي في منطقة لومبارديا "شمال البلاد" وبها 16 مليون نسمة وذلك بعد الإعلان عن 50 حالة وفاة في يوم واحد، وبعدها تم إعلان الحجر الصحي في كامل البلاد.
الذعر العالمي من كورونا قاد لمشاهد جديرة بالقرون الوسطى حيث انتشرت أخبار عن هجمات عنصرية تستهدف المرضى -مثلما حدث في إيران - و الأقليات الأسيوية في أوروبا، بل ظهر أيضا من المرضى بكورونا من يحاول نشر المرض بين الأصحاء.
نفس المشهد حدث أيضًا مع انتشار الموت الأسود، حيث انتشرت الخرافات أن المرض هو عقاب من الله وأن نهاية العالم جاءت، والبعض اعتبر أن نقل المرض لشخص سليم يعني شفاء المريض، وانتشرت الهجمات العنصرية على الأقليات من اليهود وعلى مرضى الجذام باعتبارهم سبب المرض.
معدلات الوفاة بمرض كوفيد – 19 الذي يسببه فيروس كورونا تظل أقل بكثير من طاعون الموت الأسود. حتى أنها لا تقارن به.
هناك فقط خطورة أن مرض كوفيد – 19 يمكنه إصابة الأشخاص الذين تعافوا منه مرة أخرى مثلما حدث لامرأة في اليابان.
لكن الموت الأسود الناجم عن بيكتريا لم يكن يصيب من تعافوا منه بل كونت أجسامهم مناعة ضده.
رواية GERM WARFARE.. تاريخ الحروب البيولوجية في قصة كومكس | الحكاية في دقائق
[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]ملف[/su_highlight] فيروس كورونا في دقائق