إن قيام الليل من العبادات التي لها أجر كبير عند الله تعالى، وعادةً ما يُقبل المسلمون بشكل أكبر على أدائها خلال شهر رمضان اتّباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، وفي هذا المقال سنوضّح كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء وسنجيب على عدة تساؤلات مختلفة.
مقادير الغريبة الناعمة بالكوب بدون بيض | طريقة عمل الغريبة السورية مع المقادير | سر طراوة الغريبة
يرغب الكثيرون في قيام الليل إلا أنهم قد يجهلون كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء وسوف نوضّح المعلومات بالتفصيل في السطور التالية:
يمكن أداء صلاة قيام الليل بدءًا من الوقت التالي لصلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، ولكن يُعد أفضل وقت لأداء صلاة قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل، وذلك لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“إذا مضى شَطرَ الليلِ أو ثُلثَاه، ينزلُ اللهُ إلى السماءِ الدنيا فيقولُ: هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من مُستغفِرٍ فيُغفرُ له؟ حتى ينفجرَ الصُّبحُ”.
أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون صلاة قيام الليل مثنى مثنى، فقد قال في الحديث الشريف: “صلاةُ اللَّيل مثنى مثنى، فإذا خَشي أحدُكمُ الصُّبح، صلَّى ركعةً واحدةً تُوترُ له ما قد صلَّى”.
ويُقصد بالوتر هي الركعة الواحدة أو الثلاث أو الخمس أو السبع ركعات الموصولة، وفي الأغلب ما يكون مستحبًا أن يتم أداء صلاة الليل مثنى مثنى ثم يتم أداء الوتر بركعة واحدة في النهاية، ولم يحدد لنا النبي صلى الله عليه وسلم عدد ركعات معيّنة نلتزم بها قبل أداء الوتر، وهذا يدل على التوسعة.
ويُمكن أن يؤدي المسلم صلاة قيام الليل خلال أول الليل إذا كان يخشى ألا يقوم في آخره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم في آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل”.
من المستحب أن يقوم المسلم بالدعاء بجميع الأدعية الطيبة خلال قيام الليل، ومن أفضل الأدعية التي يمكن قولها هي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “يا رسول الله! إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
وقد ورد أيضًا عن السيدة عائشة رضي الله عنها حينما سألها أبو سلمة بن عبد الرحمن عن كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ صلاته فقالت: “كان إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال:
“اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم”.
ومن الأدعية الطيبة أيضًا التي يمكن الدعاء بها في قيام الليل هو سؤال الله رضاه ودخول جناته والتعوّذ من غضبه وعذاب النار، ويستطيع العبد أن يسأل الله كل خير، فبابه يكون دائمًا مفتوحًا، فيقول الله تعالى: “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم”.
بعد أن تعرّفنا على كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء قد تتساءل عما إذا كان من الممكن أن تكتفي بركعتين فقط في صلاة قيام الليل، فهل هذا ممكن؟ الإجابة هي أنه ممكن بالفعل ولا حرج في ذلك، حيث يمكن أن يؤدي المسلم ركعتين قيام الليل ويختمهما بركعة الوتر، وتعتبر صلاته صحيحة.
في حالة نية العبد على قيام الليل إلا أنه لم يقم، فإنه يكتب له أجر ما نوى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مرض العبد، أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم”.
كذلك إذا نام العبد ما فرط، فإنه يُكتب له أجر قيام الليل بإذن الله، لكن عليه أن يقوم بأداء الصلاة من النهار لصلاة ما فاته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تسبب النوم أو المرض في منعه من أداء ورده الليلي، فإنه يصلي من النهار مقابل ما يقوم به في الليل، فهذه هي السنة، ويحصل بإذن الله على الأجر كاملاً.
اكبر المعالم الموجودة في المحيط | ما هو أعمق محيط في العالم؟ | ماذا يوجد في المحيط؟
قد ترغب في معرفة كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل والدعاء وبما في ذلك السور التي يستحب قراءتها خلال أداء الصلاة، إلا أنه ليس هناك سورًا محددة سواء قصيرة أو طويلة يجب قراءتها في صلاة الفريضة أو التطوع.
إلا أنه قد عُرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ بالطوال خلال صلاة قيام الليل، لذلك فإذا تيسّر على المسلم القراءة منها يمكنه فعل ذلك، وإذا لم يكن حافظًا لسورًا طوال، يستطيع أن يقرأ عدة سور قصار حتى ينال الأجر، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف أية كتب من المقنطرين”. ويُقصد بالمقنطرين الذين يحصلون على أجر كبير.
ليس هناك ما يمنع أن يقوم المسلم خلال قيام الليل بقراءة الورد اليومي أو ما تيسّر له من القرآن، فقد قال الله تعالى: “فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ”، ويمكن للشخص أن يحمل المصحف الشريف خلال الصلاة في حال عدم حفظه للآيات، ولا ينقص ذلك من أجره شيئًا بإذن الله.
إن الأصل في أداء صلاة الوتر هي أن يجعلها المسلم خاتمة صلاته في الليل وذلك تحقيقًا لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ” اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً”، ولكن في حالة أنه قام المسلم بأداء صلاة الوتر ثم صلّى قيام الليل، فلا مانع من ذلك.
ولا يجب في تلك الحالة أن يُعيد الشخص ركعة الوتر مرة أخرى، بل يمكنه الاكتفاء بالركعة الأولى؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في هذا الأمر: “لا وتران في ليلة”.
قاتل الرشيدي في الكويت | مبارك الرشيدي وطارق العلي | قصة مبارك الرشيدي
تستطيع المرأة الحائض أن تقوم الليل، حيث إن قيام الليل لا يقتصر فقط على الصلاة، بل يمكن الدعاء والاستغفار وذكر الله، والمراة الحائض لا تستطيع أن تصلّي أو تمسّ المصحف فقط، إلا أنه يجوز لها القيام بباقي العبادات.
ومن الأمور التي توضّح أن الحائض تستطيع أن تدعو وتذكر الله هو قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة حينما كانت حائضة أثناء الإحرام في الحج في حجة الوداع: “افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري”، والمعروف أن الحاج يذكر الله كثيرًا في التلبية والدعاء في عرفة والذكر بأيام منى وغيرها.