اختلفت أراء أهل العلم في الإجابة عن كيف يتم تقسيم الاضحية حيث يجب على المضحي أن يتبع شروط وضوابط لكي تصح أضحيته، وينال الجزاء من الله فهي سنة مؤكدة لمن استطاع، يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها.
وعلى المسلم أن يتأسى برسول الله قولاً وفعلاً بأن يكون للفقراء والمحتاجين نصيب من أضحيته، كذلك جيرانه وأصدقائه والأقارب فلهم هدية من ذلك.
وفيما يلي نوضح أراء الفقهاء والمذاهب المأخوذة عن الإفتاء المصرية بالتفصيل؛ لمعرفة كيفية توزيع الأضحية.
سعر الأضحية والهدي في منصة احسان الخيرية | أماكن دفع الهدي في مكة | أسعار الهدي في الحج
يرتبط عيد الأضحى المبارك بعدة سنن كان يتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقوم بها المسلمون تأسيًا برسولنا الكريم، ومن أبرزها ذبح أضحية العيد، وهي من السنن المؤكدة.
والأضحية في الأصل سنة عن سيدنا إبراهيم ووردت في القرآن الكريم بقوله “وفديناه بذبح عظيم”، كما ورد أيضًا ما يوضح فضل الأضحية بقوله “فصلِ لربك وانْحر”.
وعن ما جاء في السنة هناك ما يؤكد ذبح الرسول للأضحية “عن أنس بن مالك رضي الله عنه ضَحى النبي صَلّى الله عليه وسلمَ بكبْشينِ أمْلَحيْنِ، فَرَأَيْتُه واضِعًا قَدَمَه علَى صِفَاحهِمَا، يُسَمِي ويُكَبِر، فَذبحهما بيَده”.
ويلتزم المضحي بشروط عند الذبح للحفاظ على جواز وصحة أضحيته وتجنب الأخطاء، وأولها كيف يتم تقسيم الاضحية حيث أن لتقسيم الأضحية ضوابط يجب أن يعرفها كل مسلم وينفذها؛ لكي تصح قسمته بحسب ما قال الشرع، ويتم تقسيم الأضحية على النحو التالي:
أوضحت المذاهب كيفية تقسيم الأضحية وذلك عن المالكية، الشافعية والحنفية وقد رأى المالكية أن للمضحي الحرية الكاملة في أضحيته مستندين بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، حيث قال عن ثوبان مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم “ذبح رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عليه وسلَمَ ضَحِيتَهُ، ثُم قالَ: يا ثَوْبَان، أَصْلِح لَحمَ هذِه، فَلَم أَزلْ أُطْعِمُهُ منها حتى قَدِمَ المَدِينَةَ”.
أما الحنابلة والحنفية قد رأوا إن من الأفضل أن يتم تقسيم ما خرج من الأضحية من لحم لثلاثة أجزاء متساوية وتوزيها بجزء للهدى، جزء للفقراء والمحتاجين وجزء لصاحب الأضحية.
وذكر مركز الفتوى الإسلامية للأزهر أن وقت الذبح الصحيح يكون عقب صلاة عيد الأضحى إلى أن تغيب شمس ثاني يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث من العيد، وذلك لما جاء برأي جمهور الفقهاء.
ولكن الشافعية قالوا إنه يجوز الذبح حتى تغيب شمس ثالث أيام التشريق، أي اليوم الرابع من أيام عيد الأضحى.
بعد أن أوضحت المذاهب الفقهية ودار الإفتاء المصرية كيف يتم تقسيم الاضحية واستقر الرأي على تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، تساءل الكثيرين عن وجود أصل لهذا الرأي في الشرع.
وقد أجابت دار الإفتاء المصرية عن ذلك، مؤكدة أن ما جاء بهذا الرأي في التقسيم لثلاثة أجزاء هو من منطلق الاستحباب وليس الوجوب والإلزام.
كما زادت على ذلك إنه من الأفضل في التقسيم التأسي بسنة رسول الله، وفي ذلك ما جاء في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه في صحة أضحية رسول الله قال “ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤَّال بالثلث” رواه أبو موسى الأصفهاني في “الوظائف وحسنه”.
خطوات حجز موعد ذبح الأضحية | هل يجوز ذبح الأضحية في الليل | متى يبدأ وقت الذبح ومتى ينتهي
إذا عرف كل مسلم كيف يتم تقسيم الاضحية من خلال تفاصيل دينية والتزم بها، يكون في ذلك الخير وحسن الثواب فمن الأفضل اتباع السنة والواجب والمستحب.
وقد أوضح ما جاء من أراء في تقسيم الأضحية إن من المستحب تجزأت الأضحية لثلاثة أثلاث، ويكون للمضحي حقه في أخذ جزء واحد له أي ثلث الأضحية هو نصيب صاحبها، والباقي جزء للفقراء وجزء للأحباب، الأقارب والجيران.
فيما يتبع التساؤل عن كيف يتم تقسيم الاضحية هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب، رد أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية على ذلك نعم، وأوضح إن للأقارب، الأصدقاء والجيران الثلث من الأضحية وحتى إن لم يكونوا محتاجين أو فقراء.
وهذا ما يسمى بالهدى وتكون بذلك بمثابة هدية لهم، ويكرم المضحي الفقراء والمحتاجين من أضحيته، ثم يبعث في أهل بيته الفرحة والسرور من منطلق العيد، وقد كان رسول الله يدخل على أهل بيته السرور دائمًا وبالأكثر في يوم العيد.
سعر صك الأضحية في السعودية | أسعار أضاحي الراجحي | أضاحي البريد السعودي
الغرض من الأضحية هو الفوز بخير الجزاء من الله عز وجل ورضاؤه، ولهذا فإن من الأفضل أن يكون الأولى في ذلك لكل من تجوز عليه المساعدة والإعانة من للفقراء والمحتاجين سواء كانوا أيتام، مساكين، سائلين وحتى الجيران والأقارب لهم هدية من الأضحية.
من بين ما ورد عن دار الإفتاء المصرية في توضيح كيف يتم تقسيم الاضحية فقد أجاب العلماء فيما يخص عدم توزيع الأضحية إنه جائز، ولكن هناك خلاف لكونه ليس المستحب ولا المسنون عن رسول االله.
وأضافت إن للمضحي الحق في الانتفاع من كل ما خرج من أضحيته لحمًا، أمعاء، جلد كلها أو جزء منها، أو إهداؤها كلها أو جزء منها، وتؤكد مرارًا وتكرارًا أن المستحب هو التقسيم لثلاثة أجزاء، كما ذكرنا فيما سبق.
فإن كان الغرض من النحر والأضحية التقرب إلى الله وإرضائه فمن الأفضل إخراج جزء منه للفقراء والمحتاجين، ليطعموا وننال الثواب جزاء على إحساننا.
بالتزامن مع اقتراب موسم الأضاحي شرع البعض في الاشتراك فيما بينهم في أضحية واحدة، ولهذا تساءلوا عن كيف يتم تقسيم الاضحية بين المشتركين، وأجابت عن ذلك لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية كما يلي:
تقسم الأضحية للمشتركين بقسمتها لأجزاء بعدد المشتركين فإذا كانوا أربعة لكل منهم الربع، وإن كانوا ثلاثة تقسم إلى ثلاثة أجزاء ليأخذ كل منهم جزأه، ونوهت أن لكل فرد حقه بمقدار ما دفع من مال.
وليس مشروط تساوي الأجزاء حيث يجوز لواحد من أصل خمسة مشتركين في أضحية بقرة أن يأخذ النصف، ولكن لن يتم تقسيم ما تبقى على أربعة أجزاء ولكن ثلاثة فقط؛ لإن البقرة لا يصح تقسيمها لأكثر من سبعة أفراد فأقل.
بعد ذلك فمن المستحب أيضًا أن يأخذ كل مضحي جزأه، ويقسمه إلى ثلاثة أجزاء ويوزعه كما أوضحنا سابقًا، إلا إذا كان مشتركًا بنية أخذ اللحم وليس الأضحية، وذلك جائز ولا يضر بصحة أضحية باقي المشاركين.
هل طواف الوداع فيه سعي ام لا | هل طواف الوداع واجب في العمرة | ماذا يقال في طواف الوداع
اجابت دار الفتوى المصرية بكونها الجهة المسؤولة عن اصدار الفتاوى الشرعية والإجابة على كافة تساؤلات المسلمين، وقد قامت بتوضيح كل ما يتعلق بسؤال الناس عن كيف يتم تقسيم الاضحية وذلك مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
وعن توزيع لحم الأضحية بعد العيد، فقد رد أمين الفتوى أن حفظ جزء من اللحم وتوزيعه بعد العيد جائز وليس به شائبة، ويمكن للمضحي الاحتفاظ به وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين.
كما يمكن للمضحي إعطاء الجزار جزء من اللحم كهدية، ولكن لا يصح أن يكون هذا اللحم أو حتى الجلد جزء من أجرته عن الذبح، بل يحب إعطاءه أجرته نقدًا وكاملة.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
