اغتيال محسن فخري زادة | لماذا تفشل إيران في حماية رجالها؟ وكيف سترد؟ | س/ج في دقائق

اغتيال محسن فخري زادة | لماذا تفشل إيران في حماية رجالها؟ وكيف سترد؟ | س/ج في دقائق

28 Nov 2020
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

أعلنت إيران اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، والذي يُوصف بأنه الأب الروحي للبرنامج النووي الإيراني في أحد الشوارع بالقرب من طهران، وتعهدت طهران بالرد واتهمت إسرائيل بالتورط.

فمن هو محسن فخري زادة؟

وكيف تم اغتياله؟

وماذا يعني اغتياله داخل إيران؟

وما انعكاسات ذلك دوليًا؟

س/ج في دقائق


من هو محسن فخري زادة؟

محسن فخري زادة، هو أستاذ فيزياء قام بالتدريس في جامعة الإمام الحسين في طهران، وهي مؤسسة مرتبطة بالقوات المسلحة، وهو عميد في الحرس الثوري الإيراني، قاد سلسلة من المعاهد والمشاريع الإيرانية، مثل مركز أبحاث الفيزياء منذ عام 1989، ومشروع آماد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومركز الجاهزية الدفاعية الحديثة والتكنولوجيا في طهران.

في عام 2018، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فخري زادة بأنه يقود مهمة سرية لامتلاك أسلحة نووية.

المسؤولون الذين شاركوا في المفاوضات النووية مع إيران يقولون إن فخري زاده كان شخصية مهمة في العمل النووي الإيراني على مدى العقدين الماضيين وامتلك خبرة واسعة في المجال، وحظى بثقة المرشد علي خامنئي الكاملة.

قالوا إنه كان مديرًا فعالًا لبرنامج التسليح النووي الإيراني، وكان يقرر مكان وضع الأشخاص، وكيفية تجنيدهم، وكيفية الحفاظ على سرية البرنامج، خصوصًا بعد أن أوقفت إيران جهودها عقب الاتفاق النووي، للاحتفاظ بالمعرفة والقدرات.

قال مسؤول استخباراتي أمريكي كبير سابق: إن خبرته لا تشمل فقط القضايا التقنية والبرامجية، ولكن من المحتمل أن تكون آليات بناء قاعدة الأفراد والبنية التحتية لبرنامج الأسلحة النووية في جو من السرية الشديدة.

كان فخري زاده والوكالات المرتبطة به ضمن عقوبات الولايات المتحدة والأمم المتحدة في 2007، ثم في 2014 أضافت إدارة أوباما منظمة الابتكار والبحث الدفاعي الإيرانية SPND، التي أسسها فخري زادة في 2011، إلى قائمة العقوبات.

كان من المقرر إزالة فخري زادة وSPND من قوائم عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة في عام 2023 كجزء من الاتفاق النووي.

تغييرات البنتاجون | ماذا يريد دونالد ترامب: ضرب إيران أم البقاء رئيسًا بقوة الجيش؟ | س/ج في دقائق


كيف تمت عملية اغتياله؟ ولمن وجه الاتهام؟

في 27 نوفمبر، قُتل محسن فخري زادة بالرصاص أثناء قيادته سيارته في أبسارد، وهي مدينة تقع على بعد 80 كيلومترًا شرق طهران، على يد من وصفتهم وزارة الدفاع الإيرانية بـ “الإرهابيين المسلحين”.

محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، غرد بأن هناك “مؤشرات جدية على تورط إسرائيلي”.

تعتبر الإيكونوميست أن هذا الاتهام معقول، وتستشهد بعدة أسباب- ذكرت بعضها وذكر بعضها الآخر وول ستريت جورنال-:

– يوم وفاة فخري زاده، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “قائمة الأشياء التي قمت بها هذا الأسبوع”، وقال: “إنها قائمة جزئية لأنني لا أستطيع إخبارك بكل شيء”.

– قبل عامين، خلال عرض علني لمجموعة من الوثائق التي سرقها جواسيس إسرائيليون من طهران، عرض نتنياهو صورة لرجل غير معروف، وقال: “تذكروا هذا الاسم، محسن فخري زادة”.

– يعترف المسؤولون الغربيون على نطاق واسع بأن اغتيال العلماء الإيرانين خلال 2010-2012 تم على يد إسرائيل.

– جاء القتل بعد زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو لإسرائيل، حيث التقى نتنياهو ويوسي كوهين، مدير وكالة المخابرات الإسرائيلية، الموساد.

خلال رحلته، لم يستبعد بومبيو احتمال توجيه ضربة ضد إيران، قائلاً إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.

– تأتي عملية القتل بعد أشهر من عمل تخريبي كبير آخر ضد برنامج التخصيب النووي الإيراني باستهداف أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز النووي الرئيسي بإيران.

في ذلك الوقت، قال القادة الإسرائيليون إنهم يخططون لتنفيذ سلسلة من العمليات السرية لتقويض برنامج إيران النووي والصاروخي.



لماذا لم تستطع إيران حماية فخري زادة داخل أراضيها؟

اغتيال فخري زادة ليس سوى حدث في سلسلة من الهجمات التي تؤكد مدى قدرة أجهزة المخابرات الأجنبية على اختراق البلاد، ففي الوقت الذي توسع المخابرات الإيرانية نفوذها الخارجي عبر وكلاء إقليميين، ضعفت قدراتها في مجال مكافحة التجسس الداخلي بشكل كبير.

جاءت العملية بعد أسبوعين من تسريبات استخباراتية أظهرت مقتل قيادي كبير في القاعدة، على يد عملاء إسرائيليين استعانت بهم المخابرات الأمريكية.

هذه العمليات تسلط الضوء على ضعف كبير في البنية التحتية الأمنية الداخلية الإيرانية، فقيام أعداء إيران بتنفيذ الكثير من العمليات بهذه السرعة يعني أن هناك تعاونًا من مجندين محليين، حيث أدى الغضب الشعبي المتزايد ضد النظام في الفترة الماضية إلى توفير بيئة تسمح بالتجنيد لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية.

مثل هذا العمليات تجعل النظام الديني الإيراني يواجه مشكلة مصداقية مع وكلائه في المنطقة ومواطنيه.


ما تأثير مقتل فخري زادة على استكمال البرنامج النووي الإيراني؟

إذا قررت إيران استئناف عملها في مجال الأسلحة النووية في أي وقت، فإن رجل مثل فخري زادة سيسمح لها بإنجاز هذا العمل بشكل أسرع بكثير مما لو بدأته من الصفر.

لكن لن يؤثر موت فخري زادة على قدرة إيران على الاستمرار في تجميع اليورانيوم المخصب واستخدامه في صنع الأسلحة، أو عملها على الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رأس نووي، فتأثير اغتياله سيكون معنويًا.

يقول إريك بروير من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مؤسسة فكرية في واشنطن: “إنه بلا شك يقوض الروح المعنوية وقد يعطل مؤقتًا أي مشاريع كان فخري زادة يعمل عليها”.

ويرى أنه من المحتمل أن يكون تأثير الاغتيال أكثر رمزية،  ويتوقع أن هدف العملية ربما كان ردع أو تعطيل أي جهود مستقبلية بدلاً من وقف النشاط الحالي.

ويقول محمد مراندي، وهو أكاديمي له علاقات وثيقة بالحرس الثوري، إن الاغتيال كان سيكون له تأثير علمي أكبر بكثير قبل عقد من الزمان، أما الآن فلا، لأن إيران بها العديد من العلماء الأكفاء.


كيف تحركت إيران بعد مقتل فخري زادة؟

قال محمد باقري، رئيس الأركان الإيراني، على التلفزيون الحكومي إن مخططي ومرتكبي القتل سيواجهون “انتقاماً قاسياً”.

وأشار حسين دهقان، المستشار العسكري البارز للمرشد الأعلى الإيراني ووزير الدفاع السابق، بإصبع الاتهام إلى إسرائيل، وقال على تويتر، إن إسرائيل تستخدم الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب لتصعيد الضغط على إيران لشن حرب شاملة.

وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد رافانشي، رسالة إلى المنظمة الدولية، اعتبر فيها أن الهجوم على فخري زاده “اغتيالاً إجرامياً” وحذر من المغامرة التي تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل ضد بلاده، ولا سيما خلال الفترة المتبقية للإدارة الحالية للولايات المتحدة.

تجمع العشرات مساء يوم الاغتيال- فيما بدا أنه احتجاج نظمته الدولة- خارج المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، خلال وقت حظر التجول بسبب فيروس كورونا، ورددوا هتافات ضد المفاوضات مع الولايات المتحدة وطالبوا بطرد المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة انتقاما من القتل.


هل تؤثر هذه العملية على عودة الرئيس بايدن للاتفاق النووي؟

يرى محللون أنه رغم وعود الانتقام من إيران، فإن ردها سيكون محاولة لانتزاع اتفاقية جديدة من الولايات المتحدة تخفف من نظام العقوبات القاسي، ولذلك ستنتظر تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

يقول جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا لحظر انتشار الأسلحة النووية التابع لمعهد ميدلبري، إن القتل سيؤدي إلى “تقوية المواقف في إيران”، مما يجعل من الصعب على إدارة بايدن القادمة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس ترامب بالولايات المتحدة في عام 2018 بشكله القديم.

وترى وول ستريت جورنال أن مثل هذه الهجمات ستقوض النظام ويمكن أن تشجع الاضطرابات الداخلية، لذلك فإن بايدن قد يأخذ في الحسبان هذا الضعف وهو يستعد للتفاوض مع طهران من جديد.



هل هناك مزيد من المصادر لزيادة المعرفة؟

إيران تعلن مقتل أكبر علماءها النوويين في هجوم (وول ستريت جورنال)

الوطن ليس ملاذًا للنظام الإيراني (وول ستريت جورنال)

اغتيال الأب الروحي للبرنامج النووي الإيراني (الإيكونوميست)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك