إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجري تغييرات شاملة في هيكل القيادة المدنية بوزارة الدفاع. الوزير مارك إسبر أولًا ثم كبار موظفيه، في ما تصفه سي إن إن بـ “ملاحقة مخططة لأذرع إسبر في البنتاحون”.
النتيجة أن الموالين للرئيس يسيطرون تدريجيًا على مفاصل البنتاجون بالكامل في فترة حاسمة ومثيرة للقلق، حيث الرئيس لا يعترف بهزيمته في انتخابات 2020، لكنه يملك 70 يومًا على الأقل قبل أن يسلم البيت الأبيض لساكنه الجديد.
فكيف أجرى ترامب تغييرات البنتاجون ملتفًا حول عقبات القانون؟
لماذا الآن تحديدًا؟
لماذا يخشاها الديمقراط؟
وهل تمتد لمؤسسات أخرى؟
ثم ما الهدف: ضرب إيران وأذرعها؟ سحب القوات الأمريكية من الخارج؟ أم البقاء رئيسًا بالقوة؟
س/ج في دقائق
كيف استغل ترامب ثغرات القانون لتمرير تغييراته المفاجئة؟
تعيين وزير الدفاع يستوجب 3 شروط لا تتحقق في كريستوفر ميللر:
تمرير التعيين في مجلس الشيوخ.
ترك الخدمة في الجيش قبل 7 سنوات على الأقل من التعيين (ميللر ترك الجيش في 2014 فقط).
نائب وزير الدفاع يتولى المنصب مؤقتًا حال عجز الوزير عن أداء مهام منصبه.
لكن ترامب استخدم توصيف “القائم بالأعمال” مستغلًا ثغرات قانونية لتمرير التعيين:
أولها، سماح القانون الأساسي للرئيس بتعيين مسؤولين بالإنابة في مناصب وزارية طالما أنهم خدموا في وظيفة سابقة من تلك التي تتطلب موافقة مجلس الشيوخ، وهو ما حدث مع ميللر حين ترأس مركز مكافحة الإرهاب،
وثانيها، أن القانون الأساسي تحدث عن شرط السبع سنوات لشاغلي المناصب الدائمة دون تحديد وضع القائم بالأعمال،
تغييرات البنتاجون أتت بشخصيات شديدة الولاء للرئيس ترامب، شديدة العداء لحزب الديمقراط، خصوصًا الرئيس السابق باراك أوباما وفريقه.
القائم بأعمال وزير الدفاع أصبح كريستوفر ميللر، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب،
بينما وكيل وزارة الدفاع صار أنتوني تاتا الذي وصف أوباما علنًا بـ “زعيم إرهابي أذى الولايات المتحدة وساعد الإسلاميين أكثر من أي رئيس في التاريخ”، واتهمه بتعمد مساعدة إيران لسحق إسرائيل عبر اتفاق 2015 النووي.
كبير الموظفين chief of staff صار كاش باتيل. وهو أحد الأسماء التي استدعاها مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراط ضمن تحقيقات مساءلة ترامب.
وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات عزرا كوهين واتنيك، وهذا سبق للديمقراط اتهامه بخيانة مهام وظيفته عبر توفير تقارير استخباراتية سرية لرئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفين نونيز (وهو جمهوري) في مارس 2017.
دونالد ترامب أجرى تغييرات البنتاجون مباشرة بعد إعلان عدة وكالات أنباء فوز منافسه الديمقراط، جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية، وهي النتيجة التي لا يزال ترامب وفريقه يرفضونها.
1- يقول محللون إن تغييرات البنتاجون مردها أن دونالد ترامب محبط من مقاومة المسؤولين المقالين لهدفه المتمثل في إنهاء التورط الأمريكي في حروب خارجية طويلة الأمد، وقد يرى الأسابيع العشرة المقبلة فرصة أخيرة لتحقيقه.
2- يرى آخرون أن ترامب يهدف لحرمان فريق بايدن الانتقالي من الاستفادة من خبرات القادة الذين خدموا خلال الفترة الماضية، وعلى رأسهم إسبر.
3- لكن “سي إن إن” تقول إن تغييرات البنتاجون تزيد المخاوف من أن الولايات المتحدة “مقبلة على فترة انتقالية فوضوية تقوض الأمن القومي.
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قالت إن تغييرات البنتاجون مقلقة لأنها “تكشف عزم دونالد ترامب استخدام أيامه الأخيرة في المنصب لنشر الفوضى في الديمقراطية الأمريكية وحول العالم”.
مسؤول بالبنتاجون قال إن كريستوفر ميللر جاء كـ “أداة لترامب لإنجاز مهمة”، لكن لا أحد في البنتاجون لديه فهم لماهية الخطة الكبرى.
وكقائد أعلى للقوات المسلحة، يحتفظ دونالد ترامب بالسيطرة كاملة على صنع القرار العسكري حتى يؤدي جو بايدن اليمين ظهر يوم 20 يناير 2021.
تغييرات البنتاجون أثارت مخاوف من احتمال تعرض كبار مسؤولي الأمن القومي الآخرين الذين أثاروا غضب ترامب للفصل من وظائفهم.
في الأسابيع الأخيرة، تزايد إحباط دونالد ترامب وبعض حلفائه المحافظين من مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، متهمين إياها بتأخير إصدار الوثائق التي “تكشف مؤامرات الدولة العميقة ضد حملة ترامب”.
كما أثار مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي غضب ترامب، مما أثار بعض عدم اليقين بشأن مستقبله.
هل يكون ضرب إيران الهدف الحقيقي من تغييرات البنتاجون المفاجئة؟
العلاقة بين دونالد ترامب وإسبر كانت متوترة منذ الاحتجاجات التي اندلعت هذا الصيف في أعقاب مقتل جورج فلويد.
لكن إليسا سلوتكين، المسؤولة السابقة في البنتاجون ونائبة ديمقراط حاليًا، قالت إن إقالة وزير الدفاع في الأمتار الأخيرة من عهد أي رئيس لا تخرج عن 3 أسباب: عدم الكفاءة أو ارتكاب خطأ – الانتقام – اتخاذ إجراءات يعارضها الوزير المقال.
سي إن إن تقول إن أحدى الخطط قد تكون الانسحاب من أفغانستان الذي عارضه إسبر، لكن إليسا اعتبرت السبب الأخير مقلقًا بشكل خاص، خصوصًا بعدما أطلق دونالد ترامب تحذيرًا غامضًا إلى قادة إيران قبيل الانتخابات: “Don’t f**k around the US”.
إسبر كان يعارض ترامب فعلًا بشأن إيران، خصوصًا عملية اغتيال سليماني. ونقلت نيويورك تايمز مخاوف جادة من مسؤولي وزارة الدفاع حول احتمالات شروع دونالد ترامب في عمليات “علنية أو سرية” ضد إيران أو خصوم آخرين خلال أيامه الأخيرة.
ذا صن لم تستبعد كذلك أن يكون حزب الله تحت رادار القادمين الجدد في تغييرات البتاجون.
ويعتبر ميللر “قوة دفع” لسياسات ترامب ضد إيران وحزب الله، ومكافحة الإرهاب في سوريا والعراق، مما قد ينذر بتحركات عسكرية تجاه إيران أو وكلائها.
قانون التمرد.. هل يستخدم ترامب تغييرات البنتاجون للبقاء رئيسًا؟
قبيل الانتخابات، اقترح الخبير الاستراتيجي الجمهوري روجر ستون، فرض الأحكام العرفية إذا خسر الرئيس دونالد ترامب انتخابات 2020 بصورة مشكوك فيها.
فرض الأحكام العرفية يعتمد على قانون التمرد الصادر في 1807، والذي يمنح الرئيس سلطة استئنائية لاستخدام الجيش الفيدرالي في قمع أي تمرد محلي، كما يسمح بتحويل قيادة الحرس الوطني من حكام الولايات إلى وزير الدفاع مباشرة، دون الحاجة لموافقة حكام الولايات.
وفكر ترامب فعلًا في تطبيق القانون للتعامل مع احتجاجات ما بعد مقتل جورج فلويد. لكن إسبر عارض الفكرة علنًا.
موضوعات متعلقة
