إلى أي فصيل داخل الإخوان ينتمي محمد مرسي ؟ | بروفايل في دقائق

إلى أي فصيل داخل الإخوان ينتمي محمد مرسي ؟ | بروفايل في دقائق

2 Apr 2020
مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

“قرأنا الإسلام في سيد قطب”، يقول محمد مرسي في 2009. بعدها بثلاثة أعوام سيتعهد أن يكون “رئيسًا لكل المصريين”.. سيقضي عامًا في السلطة قبل أن يُطاح به، فيلاحقه القضاء حتى وفاته في قفص الاتهام في 19 يونيو 2019.

ما قبل الانضمام

ولد محمد مرسي في 8 أغسطس 1951. لا يُعرف عنه ارتباط بالإخوان قبل أواخر السبعينيات.

قبل ميلاده، تورط الإخوان في قضية السيارة الجيب نوفمبر 1948، وحل محمود فهمي النقراشي التنظيم في 8 ديسمبر 1948، ثم اغتالوه بعد عشرين يومًا، قبل مقتل حسن البنا في 12 فبراير 1949.

في سنوات طفولته الأولى، تحالف الإخوان مع حركة الضباط، وانضم سيد قطب للجماعة في 1953، وتصادم الإخوان مع ضباط يوليو، ثم تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتيال المنشية 1954، وحل الجماعة في نفس العام.

مراهقًا في حقبة الستينيات  – وما أدراك ما الستينيات بتوصيف محمد مرسي – أعدمت السلطات سيد قطب في أغسطس 1966.

قبل انضمامَه، توفي جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970، وأفرج أنور السادات عن قادة الإخوان وسمح لهم بإعادة الانتشار، خصوصًا في الجامعات.

في تلك الفترة، حصل محمد مرسي – الوافد من الشرقية الريفية حيث ينشط الإخوان – على البكالوريوس (1975)  والماجستير (1978) من جامعة القاهرة، قبل الانتقال للولايات المتحدة في منحة دراسية من جامعة جنوب كاليفورنيا.

هناك حصل اثنان من أبنائه على الجنسية الأمريكية بالولادة، وانضم هو للإخوان، وتعرف على محمد علي بشر، الذي سيفتح له أبواب القيادة لاحقًا.

بالتزامن مع انضمام محمد مرسي، رفض الإخوان معاهدة السلام، وانتهى الود مع السادات، حتى اغتالته الجماعة الإسلامية في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1981، وسمح سلفه حسني مبارك للجماعة بالعمل.

40 عامًا من معاهدة السلام.. ماذا واجه السادات؟ وماذا جنت لمصر؟ | س/ج في دقائق

الصعود الإخواني

رغم عضويته في لجنة الإخوان السياسية منذ تأسيسها في 1992، لم يظهر محمد مرسي بوضوح قبل انتخابات مجلس الشعب 2000، التي فاز فيها بعد خسارته في 1995.

في كتابه “الإخوان المسلمون.. بين الصعود والرئاسة وتآكل المشروعية”، ينسب محمد حبيب لنفسه تصعيد محمد مرسي لقيادة نواب الإخوان، بتوصية عضو مكتب الإرشاد محمد علي بشر، الذي رافق محمد مرسي في رحلته الدراسية في الولايات المتحدة.

يقول حبيب إن الاختيار أثار امتعاض نواب الإخوان ومكتب الإرشاد، لكنه مر، ليظهر محمد مرسي للرأي العام عبر ممارسة الأدوات النيابية، وبينها استجواب حريق قطار الصعيد.

في 2002، اختار مكتب الإرشاد مرسي لعضويته، ومنه اختارته الجماعة مشرفًا على قسمها السياسي، والذي يشمل وحدتي الاقتصاد وإعلام الإخوان.

خسر محمد مرسي مقعده النيابي بين آخرين في انتخابات 2005، فاعترض قضاة على ما وصفوه بـ” تزوير الانتخابات”، وأحيل اثنان منهم إلى لجنة الصلاحية في 2006، فنظم الإخوان مظاهرات داعمة لهم، واحتجز هو لسبعة أشهر.

رغم خسارته، شارك محمد مرسي في الإشراف على ملف النواب الإخوان، وفي 2007، كلفه المرشد مهدي عاكف بملف الاتصال مع إخوان الخارج بعد اعتقال خيرت الشاطر، كما شارك في وضع المحور السياسي لبرنامج الإخوان، الذي ظهر في أغسطس من نفس العام، لكنه لم ينتقل لمرحلة تأسيس الحزب.

في 2009، تولى مرسي مسؤولية إخوان القاهرة، وفي 2010 عينه المرشد محمد بديع متحدثًا رسميًا للجماعة، كما أشرف على ملف انتخابات مجلس الشعب 2010، قبل أن تندلع احتجاجات مناهضة للرئيس المصري محمد حسني مبارك، فتحتجز أجهزة الأمن قادة إخوان وبينهم مرسي في 27 يناير 2011.

الوسطية الإخوانية .. ذئب ليلى

من السجن وإليه.. وبينهما الاتحادية

نشأت في الإخوان …. وسندي الشعبي في انتخابات الرئاسة كانوا الإخوان ومن تحالفوا معهم. هذا يجب أن يكون واضحًا للجميع

 محمد مرسي – أبريل/ نيسان 2013

اقُتحمت السجون بالتزامن مع مظاهرات يناير وكان محمد مرسي بين من خرجوا إثر ذلك.

أسس الإخوان “الحرية والعدالة”، واختارو مرسي لرئاسته في 30 أبريل 2011. سيطروا على البرلمان، ومنه على لجنة صياعة الدستور التي حلها القضاء بينما يستعد محمد مرسي للترشح للرئاسة بديلًا عن خيرت الشاطر المستبعد لعدم استيفاء الشروط.

شكل البرلمان لجنة جديدة لصياغة الدستور واستمرت سيطرة الإسلاميين، بينما تسلم محمد مرسي رئاسة مصر في يونيو 2012 بعد تحالف فضفاض مع قوى يسارية وليبرالية عُرف بـ “اتفاق فيرمونت”.

الأخوات المسلمات أمام تمثال العضو الأنثوي: الإخوان واليسار في غزوة سويسرا | مينا منير

في أغسطس، استهدف “أنصار بيت المقدس” جنودًا مصريين في رفح، وعين محمد مرسي عبد الفتاح السيسي وزيرًا للدفاع.

حصن مرسي التأسيسية بإعلان دستوري منحه صلاحيات واسعة. اندلعت احتجاجات وصلت قصر الاتحادية، فرد بحشد الإسلاميين المضاد، لتبدأ اشتباكات عنيفة، وحصيلة ضحايا.

اكتملت صياغة الدستور على عجل وسط مقاطعة جميع القوى غير الإسلامية، لتتسع الاحتجاجات.

في يناير  كانون الثاني 2013، حذر وزير الدفاع من أن الأزمة السياسية قد تؤدي لإنهيار الدولة، لكن نهج مرسي استمر. اتسعت المظاهرات وووصلت ل مكتب الإرشاد. سقط ضحايا أكثر، فعلق مرسي: لا مانع من التضحية بالبعض كي يعيش البقية.

في مايو، اخُتطف جنود في سيناء، فوجه بـ “سلامة الخاطفين والمخطوفين”. الخاطفون كانوا جزءًا من تيارات إرهابية فتح مرسي أبواب الدولة أمامها. عفا عن أعداد كبيرة من سجنائهم، وسمح لهم بالعمل السياسي، وصولًا لتعيين قيادي بالجماعة الإسلامية “المدانة باستهداف سائحين أجانب” محافظًا للأقصر، أحد أهم نقاط الجذب السياحي.

أُطلق سراح الجنود، واستقال المحافظ، لكن الغضب الشعبي – المعزز بتراجع اقتصادي – حشد لاحتجاج المعارضة في الذكرى الأولى لتوليه السلطة، لتنجح في الإطاحة به عبر بيان 3 يوليو.

المحتجون رأوا أن محمد مرسي تراجع عن وعود فيرمونت بأن يكون رئيسًا للجميع، واستعدى الملايين باغتصاب السلطة المطلقة، وفرض السيطرة الإخوانية، وسوء إدارة الاقتصاد.

حشد الإخوان أنصارهم في رابعة والنهضة، وأصدروا تهديدات واسعة للدولة، ليُفض الاعتصام في 14 أغسطس بالقوة.

الوفاة بعد الإدانة

في 13 يونيو 2013، وقبل الإطاحة بمرسي، بدأت ملاحقته قضائيًا باتهامه بالتأمر مع حماس وحزب الله لاقتحام السجون في 2011.

وبعد عزله، ظهر لأول مرة في 4 نوفمبر 2013، في قضية الاتحادية. وخلال ست سنوات، واجه مرسي قضايا:

الاتحادية – (حبس 20 عامًا – نهائي):

رفضت محكمة النقض طعن مرسي على حكم بحبسه 20 عامًا في أكتوبر 2017.

التخابر مع قطر – (مؤبد – حكم نهائي):

أيدت محكمة النقض في سبتمبر 2017 حكمًا نهائيًا بالسجن المؤبد بحق مرسي في اتهامه بتسريب وثائق ومستندات تتعلق بالأمن القومي إلى قطر.

إهانة القضاء – (3 سنوات – نهائي):

أيدت محكمة النقض في أكتوبر 2018 حكمًا بحبس مرسي 3 سنوات بتهمة إهانة السلطة القضائية.

التخابر مع حماس (جلسة الوفاة – أغلقت):

ألغت محكمة النقض في نوفمبر حكمًا بالمؤبد بحقه، وأمرت بإعادة المحاكمة

وفي 17 يونيو 2019، توفي محمد مرسي أثناء جلسة إعادة محاكمته في القضية؛ لتنقضي الدعوى الجنائية بوفاته.

اقتحام الحدود الشرقية (أغلقت بالوفاة):

ألغت محكمة النقض في نوفمبر حكمًا بإعدامه، وأمرت بإعادة المحاكمة؛ لتنقضي الدعوى الجنائية بوفاته.

قوائم الإرهاب (ملغى):

في 4 يوليو 2016، أدرجته الجنايات على قوائم الإرهاب، لكن محكمة النقض ألغته بعد عامين.

30 يونيو.. محطة تغير التحالفات ولحظة سقوط الأقنعة

قطبي الهوى

يؤمن محمد مرسي بالإسلام وفق رؤية سيد قطب. يقول في حوار تليفزيون في 2009: “قرأنا في سيد قطب الإسلام والفكر الواسع والنظرة العالمية. لم نر فيه تكفيرًا ولا هجرة ولا اعتزالًا للمجتمع”.

ويرى مرسي أن سيد قطب “يؤكد المعاني الإسلامية، ويوجد صورة حقيقية للإسلام الذي نبحث عنه”، قبل أن يعتبر أن كتابات سيد قطب هي الإسلام نفسه: “بحثت عن الإسلام فوجدته في ما كتب سيد قطب واضحًا جليًا”.

وعن التكفير الذي يحمله سيد قطب، يقول مرسي إن “الإسلام هو المرجع الذي نحكم به على الجميع، والنبي قال من فعل كذا فقد كفر”.

ويشدد مرسي على أن ما كتبه سيد قطب “ليس فيه لمن يقرأ الإسلام بعقلية ضوابط الإسلام ما يحتاج إلى تغيير”. تلك الضوابط قال إنها وردت في كتاب “دعاة لا قضاة” لمرشد الإخوان حسن الهضيبي، مؤكدًا أن “الجماعة بقياداتها وأفرادها ترى أن سيد قطب لم يخرج عن صحيح الإسلام ولم يخالف صحيح السنة والجماعة”.

وعلى نفس المنهج، حاول مرسي التدخل خلال فترة رئاسته  للإفراج عن عمر عبد الرحمن، مفتي الجماعة الإسلامية الذي توفي في سجون الولايات المتحدة في 2017.

أسرة عبد الرحمن قالت إن مرسي شكل ثلاث لجان قانونية وبرلمانية وحقوقية تواصلت مع السلطات الأمريكية لبحث إمكانية الإفراج عنه أو نقله لقضاء باقي عقوبته في مصر، قبل أن يتوقف عمل اللجان بعد الإطاحة به.

الدولة الدينية في فكر مرسي

الباب السياسي الذي أعده مرسي في برنامج حزب الإخوان 2007 يرى أن:

* الإسلام رسخ نموذجًا مكتملًا للدولة قبل نشأة الدول القومية في الغرب في مواجهة الكنيسة الكاثوليكية.

* الدول القومية التي قامت على النسق الغربي خضعت للتغريب والتبعية والتجزئة والفساد والاستبداد والتخلف.

* الدولة يجب أن تقوم على الشورى التي تشكل قيمة إيمانية يتربى عليه الفرد والمجتمع والحكام.

* للدولة وظائف دينية أساسية؛ فهي مسؤولة عن حراسة الإسلام والتأكد من عدم وجود ما يعترض الممارسة الإسلامية.

* تتعارض واجبات الرئيس ورئيس الوزراء مع عقيدة غير المسلم، وينوه إلى أن “قرار الحرب يقوم على مقاصد وأسس الشريعة”.

* الوحدة الإسلامية ضرورة باعتبار أخوة الإسلام أصلا لا يتحقق الإيمان إلا بوجودها.

* الاتفاقيات الدولية معرضة للتغيير والتعديل.

* إسرائيل كيان صهيوني يشكل امتلاكه لأسلحة دمار شامل، واستمرار احتلاله للأراضي العربية، وتزايد عدوانه على الفلسطينيين تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، بجانب المشروعات والخطط الأمريكية المتتالية وتمركز القوات الأجنبية في عدة دول بالمنطقة .

* الأمم المتحدة خاضعة لقوى دولية، خاصة الولايات المتحدة، وتطبق أجنداتها.

في الأنظمة الشمولية.. لماذا يصل الأسوأ للقمة؟

نهاية مرسي.. والإخوان

في تحليل أسوشيتد برس في 4 يوليو 2013، قالت الوكالة إن رئاسة محمد مرسي شكلت القطعة الأهم في لعبة سيطرة الإسلاميين على السلطة في المنطقة، كاختبار لقدرة الإسلاميين على تنفيذ وعود تطبيق رؤيتهم مع تبني قواعد الديمقراطية.

هذا ما جعل الإطاحة بمرسي بعد مطالبة شريحة ضخمة من المصريين برحيله ضربة مدمرة للإسلام السياسي على مستويات متعددة.

تقول الأسوشيتد برس إن الإخوان وحلفاءهم حاولوا الترويج لنظرية أن معارضيهم لجأوا للجيش بعد الفشل في الصناديق، بما يغذي نظرية المتطرفين الإسلاميين بأن الديمقراطية كفر، وأن العنف وحده يحقق حلم الدولة الإسلامية، لكن ملايين المصريين أثبتوا فشل ديمقراطية الإسلاميين المعتمدة على استغلال الصندوق لخطف السلطة ثم فرض مشروعهم دون حل المشكلات القائمة.



رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك