مشاريع المشاعر المقدسة في السعودية | فضل المشاعر المقدسة في القرآن

مشاريع المشاعر المقدسة في السعودية | فضل المشاعر المقدسة في القرآن

27 Dec 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تُعد مشاريع المشاعر المقدسة من أهم المشاريع الخدمية التي قامت المملكة العربية السعودية بتدشينها لتطوير ذلك المكان الذي يحظى بأهمية من قِبل جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

حيث تم إطلاق عدة مشاريع بقيمة تسعون مليون ريال سعودي؛ لصيانة وتطوير مساجد المشاعر المقدسة، وغيرها من خدمات حجاج بيت الله الحرام كمشاريع أنظمة التكييف، وتطوير طرق الحجاج بأفضل معايير وتقنيات عالمية حديثة.

كما تم إطلاق قطار المشاعر الذي يعد من أهم المشاريع الضخمة التي قدمتها المملكة، فهو يسهل الوصول إلى جميع مناسك الحج ويربط بينها وبين مكة المكرمة.

ما هي مشاريع المشاعر المقدسة

قامت المملكة السعودية بتطويرات ضخمة تحت مسمى مشاريع المشاعر المقدسة لتعزيز من قيمتها، ولخدمة ضيوف الرحمن، ومن أهم تلك المشاريع ما يلي:

مشروع تطوير أنظمة التكييف

قام الأمير خالد فيصل بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية بمكة المكرمة بإطلاق أضخم مشروع لتطوير أنظمة التكييف في كلًا من مسجد الخيف ومسجد نمرة والعمل على تحديث أنظمة تنقية الهواء، وتقديم كافة الخدمات وسُبل الراحة للحجاج.

على إثر ذلك سوف يتم تركيب في  مسجد نمرة ما يقرب من ستون وحدة تكييف مركزية، وحوالي أربعمائة أربعة وتسعون وحدة تكيف منفصلة موزعين على جميع الأركان، بالإضافة إلى تركيب حوالي مائة اثنان وعشرون مروحة تعمل بشكل مستمر لطرد الهواء غير النقي؛ كل هذا سوف يساعد في تنقية الهواء بنسبة ١٠٠%.

أما في مسجد الخيف سوف يتم تركيب ثلاثة عشر وحدة تكييف مركزية إلى جانب مائتان وأربعة عشر وحدة تكييف منفصلة، بالإضافة إلى ثلاثون مروحة تعمل على تغير الهواء الغير النقي مرتين خلال ساعة واحدة لضمان نقاء الهواء.

تطوير طريق المشاة

تم تطوير أطول طريق للمشاة الذي يسلكه الحجاج أثناء أداء مناسك الحج والعمرة والذي يبلغ طوله ٢٥كم، حيث تم تطويره وفقًا لمعايير عالمية للتسهيل على الحجاج، ولكي يصبح أكثر راحة وأمانًا.

تم تنفيذ أربع مسارات تختلف من حيث طولها؛ الأول يبلغ طوله ٥١٠٠م، والثاني ٧٥٨٠م، والمسار الثالث طوله ٧٥٥٦م، والرابع٤٦٢٠م.

تضمنت أيضًا مشاريع المشاعر المقدسة تركيب مظلات وقاية من الشمس بطول طريق المشاة، وتركيب حواجز خرسانية، وتوزيع أكثر من ألف كرسي لاستراحة الحجاج، بالإضافة إلى ١٢٠٠كشاف، وحوالي ٤٠٠٠برج إنارة، وطلاء الطريق بمادة عازلة للحرارة.

مشروع قطار المشاعر

فهو المشروع الذي يجسد الجهود المبذولة من قِبل المملكة لتطوير المشاعر المقدسة، وجاء الهدف منه لسرعة التنقل بين المشاعر وتخفيف الازدحام المروري، والربط بين مكة المكرمة وعرفات، ومِنى، مزدلفة.

فاقت تكلفته الإجمالية ستة مليار وستمائة وخمسون ريال سعودي، ويضم تسع محطات بطول ٣٠٠م لكل محطة، وحقق المشروع أهدافه منذ العام الأول؛ ففي موسم الحج لعام ١٤٣٩هجريًا نقل حوالي ألف رحلة على مدار أسبوع أي حوالي مليوني حاج.

مشاريع المشاعر المقدسة في السعودية

مفهوم المشاعر المقدسة

بعد توضيح أهم مشاريع المشاعر المقدسة في السطور سالفة الذكر، ينبغي توضيح مفهومهما وأهميتها عند المسلمين.

فهي المنطقة الجغرافية التي يذهب إليها المسلمين لتلبية الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، فهي تضم الأماكن الجغرافية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز في قوله “ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبلة من الضالين”.

والمشاعر المقدسة ثلاث أماكن وهما كالآتي:

مشعر عرفات

وهو الجبل الذي يجتمع فيه المسلمون في شهر ذي الحجة بوقفة عرفات؛ لتأدية مناسك الحج وتلبية ركن الأعظم في الإسلام، ويشتهر بجبل الرحمة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع شرق مكة المكرمة ويوجد خارج الحرم المكي.

يضم عرفات جبل إلال، جبل سعد، جبل ملحة، جبل أم الرضوى، وجبل نمرة، بالإضافة إلى المساجد مثل: مسجد عرفة الذي يوجد جهة الشمال، ومسجد الصخرات الذي يوجد في الجهة الجنوبية الشرقية، ومسجد جبل الرحمة.

مشعر منى

وهو الوادي الذي ينزل فيه الحجاج يوم التروية ويقضون فيه ثلاثة أيام بعد النحر والتي تسمى “أيام التشريق”؛ لرمي الحجرات.

واختلف أراء أهل العلم حول سبب التسمية، فقيل أن جبريل حدث سيدنا آدم فيه وقيل له تمنى، وقيل أيضًا سبب تسميته لإن الله عز وجل منّ على سيدنا إبراهيم بالأضحية لفداء ابنه.

يضم الوادي عدة مساجد مثل : مسجد البيعة الذي بني عام ١٢٢٧هجريًا، ومسجد المنحر الذي تأسس عام ١٢٤٧هجريًا، مسجد الكوثر، مسجد المراسلات، مسجد عائشة.

مشعر مزدلفة

يقع ذلك المشعر بين كلا المشعرين منى وعرفات، وسُمي لذلك لزلف الناس إليه في الليل، ويضم عدة جبال مثل: جبل قزح الذي يوجد جهة الجنوب الشرقي للمشعر، جبال المريخيات وهي ممتدة من جنوب المشعر حتى وادي غرنة، جبل ثبير الأحدب.

بالإضافة إلى مسجد مزدلفة الشهير “مسجد المشعر الحرام”، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.

المشاعر المقدسة عبر العصور

إن مشاريع المشاعر المقدسة التي تقوم بها المملكة حاليًا جاءت للمحافظة على المكان المبارك العظيم، والذي هو رحمة من الله لعباده.

فكانت محط اهتمام منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، ففي ذلك الوقت أصبحت المشاعر مكانٍ  يأتي إليه الناس من مختلف أنحاء العالم لتلبية قول الله تعالى “فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإن الله غني غن العالمين”.

كذلك كان لها شأن كبير في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث شهد مشعر المنى البيعة الأولى لأثنى عشر أنصاري لقوا رسول الله عند العقبة واقنعهم بالدخول في الإسلام.

ثم جاء فتح مكة الذي جعل أوضاع الإسلام مستقرة أكثر في المشاعر المقدسة، وحينها أمر النبي أبو بكر بالوقوف على مناسك الحج والعمرة، وعلى جبل عرفات في يوم التاسع من ذي الحجة.

توالت الأحداث عبر العصور مرورًا بالخلافة الراشدة، ومن بعدها الخلافة الأموية، ثم الدولة العباسية، ثم عهد الدولة الأموية والتي عانت فيها المشاعر من انتشار المجالات والأمراض والأوبئة.

إلى أن جاء عهد الدولة العثمانية التي حرص سلاطينها على إرسال الأموال لمكة المكرمة، والاهتمام بالمشاعر المقدسة وأمور الحج، وفي العهد السعودي والذي حرص فيه الملك عبد العزيز العمل على استقرار أمن الحج وسلامة الحجاج.

حيث أكدت المراجع التاريخية إلى قيام العهد السعودي بالمشروعات الأمنية، والصحية، والإدارية لمنطقة المشاعر المقدسة.

كما استمرت الخدمات المقدمة لتطوير وتنظيم منطقة المشاعر في عهد الملك فيصل والملك خالد، حتى عهد الملك فهد وعبد الله في عام ١٩٨٥م، إلى أن عزز الملك سلمان بن عبد العزيز الخدمات والمشاريع باستخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا لتطوير جميع الأماكن المقدسة العريقة.

مساحة المشاعر المقدسة

تقع المشاعر المقدسة سالفة الذكر في محيط مكة المكرمة بالقرب من الحرم المكي، وتفصل بينهما بضعة أمتار.

وفقًا لما حددته مشاريع المشاعر المقدسة بشأن المساحة الإجمالية لها فهي تبلغ ٣٣ كيلومتر مربع، كما حددت المسافات بين كل مشعر والآخر؛ فتبلغ المسافة بين مشعر منى والحرم حوالي ٧كم، وبين مشعر عرفات ١٧كم، بينما مساحة ساحة المنى تقدر بحوالي ٨.١٦كم مربع.

أما المسافة بين الحرم ومشعر مزدلفة تقدر بحوالي ١٠كم، وبينه وبين مشعر عرفات حوالي ٦كم، وبين مشعر المنى ٥كم.

فضل المشاعر المقدسة في القرآن

للمشاعر المقدسة مكانة في أفئدة المسلمين، بل مكة كاملةً تحظى بتلك المكانة؛ لقد ذكرها الله وكُرمها عن سائر البلاد لتصبح مباركة بمولد رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، وذكرها الله في قوله “وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها”، أم القرى المقصود بها هي مكة المكرمة.

كما فضلها الله بأول بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى وهو الكعبة المشرفة، وكان موضع البركة فتتضاعف فيه الحسنات والخيرات، وينزل فيه الرحمات والمنى، وتتحقق فيه صلاة وهداية المسلمين.

حيث أمر الله سيدنا إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة، ونفذ أمر ربه بمساعدة ابنه اسماعيل، فنزل جبريل حجرٍ أسود من الجنة ليتمم به البناء، لتصبح مكان الحج للمسلمين.

بعد ذلك طهر الله البيت الحرام لتجتمع فيه الركع والسجود من مختلف البقاع، وأذن بالحج لتكن المشاعر رحمة ومغفرة، فقال رسول الله ” ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفه، وأنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ أشهدوا ملائكتي إني قد غفرت لهم”.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك