* 5 أسئلة يمكن أن تساعد في تحديد مدى خطورة الأضرار الناجمة عن الفيروس على كل من الحياة والاقتصاد.
* البداية بمدة الحضانة التي تصل لأسبوعين، وطرق التمييز بينه وبينه الأنفلونزا الموسمية، ومدى آثاره على البشر.
* المدة الدنيا لتطوير لقاح للفيروس تصل لعام كامل، ودول العالم النامي تنتظر وباء فيروسيا واسع الانتشار ومميتا.
س/ في دقائق
1- كم تصل فترة الحضانة؟
تشير التقديرات الحالية من مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى أن حضانة فيروس كورونا تتراوح ما بين يومين إلى 14 يومًا، الأمر الذي يصبح بالغ الأهمية لموظفي الصحة العامة. إمكانية العدوى تعتمد على معرفتنا بالفيروسات وسلوكها، خاصةً إذا كان هناك انتقال بدون أعراض.
في التعامل مع مسببات الأمراض، يعمل نظام الحفاظ عن الصحة العامة على ثلاث مراحل: الاحتواء والوقاية والعلاج. ويمكن أن تعمل المراحل الثلاث فقط إذا توفرت بيانات مؤكدة.
هذا سؤال رئيسي، لكن بالطبع لا يتعامل مع ما يهم معظم الناس . السؤال الأهم ما هي خيارات العلاج إذا مرضت؟ الواقع السريع والمحزن هو عدم وجود علاجات خاصة بالفيروس ومعظم التركيز الطبي في الوقت الحالي على المضاعفات الناجمة عن العدوى.
2- كيف نميز بين الإنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا؟
هذا هو موسم الأنفلونزا في نصف الكرة الشمالي. قليل من الناس يدركون تمامًا مدى خطورة الإصابة بالإنفلونزا، لكنهم يدركون أنه حتى في ظل الظروف المثالية، فإن الأدوية المضادة للفيروسات مثل تاميفلو وزانيميفير وبولوكسافير الجديدة تقلل من طول المرض، ولكن عادة ما يكون الوقت متأخراً للغاية لمنعه تمامًا. أولئك الذين يتلقون لقاحات يحصلون على بعض الحماية.
في ظل أفضل الظروف، يمكن لهذا النوع من العلاج أن يعمل إلى الحد الأدنى، ولكن إذا كان الجهاز المناعي للشخص يعاني من تحدٍ كبير وكان نظام الرعاية الصحية ضعيفا، فإن نتائج العلاج يمكن أن تتغير.
قوة فيروس الإنفلونزا الموسمية ليست واحدة.. تتراوح بين خفيفة إلى حادة أو قاتلة. تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن الإنفلونزا الموسمية الحادة تصيب في المتوسط ما بين 3-5 ملايين شخص، وتتسبب في نحو 290,000 – 650,000 حالة وفاة سنويًا.
في حالة فيروس كورونا الجديد، معدل الوفيات أقل، يقف حاليًا عند 2%، يرجح انخفاضه مع الوقت بالعثور على مزيد من الحالات الأكثر قابلية للشفاء، بحسب نيويورك تايمز. فوربس حسبت النسبة عند النصف؛ أي 1% فقط، وافترضت انتشار الفيروس وبائيًا في غياب القدرة على مقاومته حاليًا. هذا يعني أن الحصيلة ستترجم إلى 20 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم.
ومع التوزيع غير المتكافئ لهذه الحالات، فإن المستشفيات لن تتحمل أعداد المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة، الأمر الذي من شأنه بالتأكيد أن يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات.
3- ما الضرر الذي سيتسبب به الفيروس في الناس؟
لطرح هذا السؤال، من المهم أن نفهم أن الالتهابات الفيروسية الخطيرة تتسبب في تفاعل وظائف الجسم الطبيعية مع العدوى. من بين الحالات الشديدة من المصابين بفيروس 2019-nCoV الذين تم قبولهم في العناية المركزة، كانت هناك مستويات أعلى بكثير من المستويات الطبيعية من السيتوكينات الالتهابية.
السيتوكينات بمثابة رسل جزيئية بين الخلايا. تتفاعل مع خلايا الجهاز المناعي لتنظيم استجابة الجسم للأمراض والعدوى، وكذلك للتوسط في العمليات الخلوية الطبيعية في الجسم.
يمكن أن يؤدي الإفراط في إنتاج السيتوكينات إلى حدوث إنتان فيروسي، حيث يمكن أن يؤدي الالتهاب الجهازي غير المنضبط إلى التهاب رئوي، ومتلازمة الضيق التنفسية الحادة، وفشل الجهاز التنفسي، وفشل الأعضاء، والالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي، وربما الوفاة.
الأنفلونزا قابلة للانتقال بشكل كبير… لكننا لا نعرف معدل انتقال الفيروس التاجي (كورونا).
سوف يستغرق الأمر على الأقل عامًا واحدًا حتى يصبح لقاح 2019 nCoV متاحًا عمليًا، وعلى الرغم من أن سنة واحدة قد تبدو فترة طويلة، فإن هذا سيكون أفضل سيناريو في ظل القواعد الحالية.
كما هو الحال مع تركيز هيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي (BARDA) مؤخرًا على تهديد الإيبولا، يمكن اختبار اللقاحات التجريبية في المجموعات السكانية المصابة بموجب ترخيص الطوارئ الصادر عن إدارة الأغذية والعقاقير.
ضع في اعتبارك أن السمة المميزة للفيروسات هي أنها غير مستقرة. أنها تتطور وتحور وتغير خصائصها في كثير من الأحيان. فيروسات مثل 2019-nCoV حيوانية المصدر، أي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر. الفيروسات حيوانية المصدر ليست نادرة. والأكثر انتشارا هو أنفلونزا الطيور التي ظهرت في الصين بصورة فتاكة وشديدة العدوى، وتم احتواؤها منذ سنوات، ثم ظهرت هذه الأيام مرة أخرى بصورة متطورة.
لأن الفيروسات تميل إلى أن تكون فريدة من نوعها، فإن لقاح أحد الفيروسات عادة لا يوفر الحماية ضد فيروس آخر. تخليق لقاح لفيروس فريد عملية متعددة الخطوات. يجب تحديد الفيروس وعزله وتكراره بكميات ضرورية لإنشاء واختبار اللقاح. يجب اختبار اللقاح المرشح في تجارب غير سريرية ومن ثم يجب إنشاء كميات كافية لاختبار السلامة والفعالية السريرية. إذا ثبت أن اللقاح آمن وفعال، فيجب تصنيعه بعد ذلك بكمية، ثم وضعه في أجهزة الحقن وتوزيعه.
من المستحيل التنبؤ بموعد وكيفية تطور الفيروس، هل سيكون أكثر فتكًا أو أقل فتكًا أو أصعب أو أكثر صعوبة في الانتشار من شخص لآخر. ومن الأمثلة على ذلك فيروس أنفلونزا عام 1918، الذي ظهر لأول مرة باعتباره أنفلونزا موسمية عادية ويعتقد أنه تطور إلى حالته القاتلة في مزارع الخنازير خارج معسكر فونستون في كنساس. سرعان ما انتشر الفيروس في جميع أنحاء العالم وتسبب في وفاة عدد من القتلى أكبر من ضحايا الحرب العالمية الأولى.
5- ماذا عن انتشار الفيروس في العالم المتقدم والنامي؟
حتى كتابة التقرير، كانت هناك حالة واحدة مؤكدة من فيروس كورونا في الهند، وكان هناك أكثر من 14000 حالة مُبلغ عنها في الصين مع أكثر من 300 حالة وفاة. وهناك حالات في الولايات المتحدة والحالات المؤكدة في كوريا الجنوبية وتايلاند وتايوان واليابان وفيتنام وكمبوديا وسنغافورة وماليزيا وماكاو والفلبين ونيبال وفرنسا وكندا وأستراليا.
الأمر المؤكد هو أن الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة بحيث يكون أي تقرير يهدف إلى وصف “الوضع الحالي” للفيروس غير دقيق في المعلومات. لا يزال التأثير الكامل للفيروس مجهولاً، لكن أسوأ الحالات وباء فيروسي واسع الانتشار ومميت.
في إفريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى وجنوب آسيا (باكستان أو الهند) قد ينتشر الفيروس بشكل أسرع، مما يؤدي إلى إصابة المزيد من الناس وقد يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات نتيجة انخفاض الرعاية الطبية المتاحة.