إن التواصل الاجتماعي هو شئ مهم لجميع البشر، فكل شخص منا يرغب في الحصول على الدعم، لهذا فإننا مجبرون على الاعتماد على بعضنا البعض، ولكن في بعض الأحيان قد تجد نفسك تميل للعزلة عن الجميع ولا تتواصل مع أحد، مما يجعلك تتساءل هل العزلة مرض نفسي يتطلب علاج؟ وما أسبابها المحتملة؟ لهذا سنناقش في هذا المقال أسئلتك بخصوص العزلة بالتفصيل.
العلاقات السامة في حياتنا l تأثير العلاقة التوكسيك على الإنسان … كيفية التخلص من العلاقات السامة
لا يمكن اعتبار العزلة مرضًا نفسيًا، ولكنها قد تحدث نتيجة للإصابة ببعض المشاكل النفسية، والعكس صحيح، حيث يوجد بعض الأشخاص الذين تجبرهم حياتهم على الحياة في عزلة مثل كبار السن، مما يؤدي بدوره إلى التأثير بالسلب على النفسية، وقد تم ربط مشاعر العزلة بالآتي:
– قد يعاني الشخص الذي يعيش في عزلة من الافكار الانتحارية ومحاولات الانتحار.
– يمكن أن يجد صعوبة في النوم وعدم راحة خلاله.
– يصبح الشخص المنعزل غير قادر على الأكل بانتظام.
– قد يجد الشخص نفسه غير قادر على التركيز والقيام بالمهام المعقدة.
– يكثر احساس التوتر لدى الشخص الذي يعيش في عزلة وبالأخص خلال فترة الصباح.
هل العزلة مرض نفسي إذًا وهل المرض النفسي هو السبب وراء العزلة المفاجئة؟ كما ذكرنا فإن العزلة في حد ذاتها ليست مرضًا نفسيًا، لكنها قد تحمل وراءها العديد من الأسباب المؤدية لحدوثها والتي قد تتضمن ما يلي:
إن التعرض للإساءات من قِبل الشريك يمكن أن يجعلك غير قادر على التواصل مع أحبائك وأصدقاءك وزملائك، وقد يرجع السبب وراء ذلك إلى عدم رغبتك في كشف معاناتك وتوضيح ما تتعرض له، مما يجعل ذلك واحد من أسباب العزلة المفاجئة.
قد يتسبب فقدان الأشخاص العزيزين على قلبك كالأصدقاء أو أفراد الأسرة في جعلك شخص يرغب في الانعزال عن الآخرين؛ لتقضي وقتك في الحزن على أحباءك، وعادةً ما يكثر ذلك بين كبار السن الذين فقدوا عدد كبير من أحبتهم خلال الفترة الأخيرة من حياتهم.
هل العزلة مرض نفسي بالفعل؟ هناك بعض المشاكل النفسية التي يمكن أن تكون سببًا في لجوء الفرد إلى العزلة بما في ذلك القلق والاكتئاب النفسي وتدني الثقة بالذات واحترام النفس، إلا أنه في نفس الوقت قد تتسبب العزلة نفسها في حدوث تلك المشاكل.
هل العزلة مرض نفسي أم أنها قد تكون ناتجة عن إعاقة جسدية؟ بالفعل يمكن أن تمثّل الإعاقات تحديًا للشخص وتمنعه من أن يتنقل من مكان لآخر، وقد تخلق بعض الاعاقات نوعًا من العزلة مثل ضعف السمع والبصر. في بعض الأحيان قد تسبب الإعاقة في جعل الشخص يشعر بالخجل من إعاقته أو مظهره، وبالتالي يلجأ إلى الانعزال.
الجبن الأخلاقي.. لغة جسد هشام عشماوي تذكرنا بمحاكمة ضباط هتلر | مينا منير
على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعلك على اتصال بالآخرين بشكل سهل وسريع، إلا أنه فرط استعمالها قد يتسبب في جعل الشخص منعزل بشكل كبير ويعتمد عليها كبديل للمحادثات الهاتفية والمقابلات الواقعية مع الآخرين.
هل العزلة مرض نفسي أم لا؟ في الحقيقة يمكن أن تنتج العزلة الاجتماعية بعد أن يفقد الشخص وظيفته ويصبح عاطلاً، أو إذا لم يكن قادرًا على العثور على وظيفة مناسبة، وبالتالي يشعر بالإحباط واليأس، ويلجأ إلى عزل نفسه عن الآخرين.
هناك بعض الأشخاص الذين يعيشون بمناطق منعزلة ونائية، وبالتالي هذا يجعلهم بعيدين عن العائلة والأصدقاء، وقد يكون هذا بسبب أغراض وظيفية أو في حالة أدائهم للخدمة العسكرية وغير ذلك، وهذا بالتالي يجعلهم ينعزلون بشكل مفاجئ عن الآخرين.
هل العزلة مرض نفسي أم لا؟ من الطبيعي أن يحب الأشخاص في بعض الأحيان البقاء بمفردهم قليلاً، وهو أمر صحي تمامًا، فالبقاء بمفردنا يساهم في جعلنا أكثر قدرة على التفكير بوضوح والقيام بمهام بدون الحاجة للقلق بخصوص احتياجات الآخرين.
إلا أن الأمر مختلف بالنسبة للانعزال والانطواء، فالانعزال قد يكون له أسباب خارجة تتعلق بنفسية الشخص وظروفه، بينما الانطواء يكون صفة شخصية في الشخص نفسه، ويمكن التفرقة بينهما كالتالي:
إن الشخص الانطوائي هو الذي يفضل أن يبقى بمفرده لكي يعيد شحن نفسه ويُفكر، وهذا ليس معناه أنه ليس لديه أصدقاء، إلا أنه فقط يحب أن يقضي المزيد من الوقت مع نفسه أكثر من الآخرين.
قد تجد الانطوائي شخص لا يتحدث كثيرًا بس يقضي وقت أكبر في الاستماع والملاحظة، ومع ذلك فإنه يكون أكثر نشاطًا مع أصدقاءه المقربين ومن يشعر بالراحة حوله، ويتصرف معهم بشكل أكثر انفتاحًا.
عندما ينعزل شخصًا ما بدون أسباب واضحة أجبرته على ذلك فإن ذلك يكون في المقام الأول هروبًا من شيئًا ما وتجنبًا لضغوطات الحياة، هل العزلة مرض نفسي إذًا؟ بالفعل قد يكون الشخص يعاني من مشكلة نفسية كما ذكرنا سببت له ذلك.
وهناك بعض الأوقات التي تكون فيها العزلة أمرًا مطلوبًا يعالج فيه الشخص موقفًا ما أو يتعافى من شئ ما بدون تدخل الآخرين، وقد تجد بعض الأشخاص يفضلون الانعزال خلال الأوقات الصعبة، وذلك على عكس البعض الآخر الذين لا يحبون البقاء بمفردهم خلال تلك الفترة.
قد تكون تجربة العزلة مختلفة من شخص للآخر، لذلك من الصعب توجيه نصائح تتناسب مع الكل، ومع ذلك سنوضح بعض الأساليب البسيطة التي تساهم في علاج العزلة الاجتماعية والتي يمكنك أن تجد فيها ما يتلائم مع وضعك:
من المهم أن يكون الشخص متصالحًا مع مشاعره، وأن يعترف بأن الامور قد تكون صعبة عليه في الوقت الحالي، وإذا كان يصعب عليه تجاوز الأمر وحده، يجب عليه أن يلجأ لمتخصص.
يساعد تواجدك في الهواء الطلق على تحسين صحتك العقلية والجسدية، وخاصةً إذا عرضت نفسك لأشعة الشمس، فهي تساهم في جعل مزاجك أفضل وتخفف من أعراض الاكتئاب.
حاول أن تفكر في الهوايات الفردية التي أعتدت على ممارستها والاستمتاع بها، وأبدأ في إعادة التواصل معها مرة أخرى، فإن ذلك قد يكون سببًا في جعلك تشعر بشعورًا إيجابيًا.
قد تشعر خلال العزلة بمشاعر إجهاد وإرهاق في العضلات وغير ذلك، لهذا فإنك تكون في حاجة إلى أخذ الوقت الكافي للاسترخاء بأي طريقة تناسبك مثل: أخذ حمام دافئ، او الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو ممارسة التأمل.
“هات ودنك” | حقائق علمية عن النميمة .. أداة البقاء للجنس البشري | الحكاية في دقائق
هل العزلة مرض نفسي خطير؟ في الواقع هناك بعض الاعراض التي إذا ظهرت على الشخص خلال فترة انعزاله، فإنها تتطلب أن يستشير طبيب متخصص بالصحة العقلية؛ لأنها قد تكون خطر عليه، وهي تتضمن ما يلي:
– الإصابة بالضلالات (أفكار غير صحيحة وغير منطقية يصدقها الشخص ويرفض تغييرها)، أو هلوسة (رؤية أو سماع أو شم أو لمس أو تذوق أشياء غير موجودة في الحقيقة).
– الإحساس بمشاعر عنيفة من الغضب أو الخوف الشديد.
– وجود الكثير من التقلبات المزاجية العنيفة في العواطف التي يشعر بها الشخص.
– خلل في قدرة الفرد على التعامل مع المشاكل التي تحدث معه بشكل يومي.
– معاناة الشخص من الكثير من الأمراض الجسدية التي ليس لها أي أسباب واضحة.
– احساس الشخص بالاكتئاب لفترة طويلة.
– انسحاب الفرد من الإجتماعيات بشكل ملحوظ.
– تعاطي المخدرات.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
