تقع مدينة أسوان على طول ضفاف النيل جنوب جمهورية مصر العربية، وترجع أهميتها التاريخية لآلاف السنين، حيث كانت المعبر الرئيسي في مصر القديمة إلى إفريقيا، وبسبب موقعها المتميز أقام بها الملوك ووضعوا عليها معابدهم، فنجد بالقرب منها معابد أبو سمبل الضخمة لرمسيس الثاني ، ومعبد جزيرة فيلة ، ومعبد كوم أمبو، وهي أيضًا تربط بين الروافد الجنوبية لصعيد مصر والثقافة النوبية المختلفة، ومن خلال زيارة مدينة أسوان يمكن رؤية الجزر و القرى النوبية التي تم بنائها من الطوب اللبن ومن حولها الكثبان الرملية في الضفة الغربية من نهر النيل، بالإضافة إلى رؤية الغروب في مشهد ساحر لا مثيل له.
المناخ في أسوان شديد الحرارة صيفًا، ومعتدل إلى حد ما شتاءً، حيث تصل درجة الحرارة في نهار الصيف نحو 38 وحتى 40 درجة مئوية، أما في الشتاء فإن الحرارة تكون معتدلة نسبيًا فتصل إلى 25 درجة مئوية؛ لذا فإن أفضل وقت لزيارة أسوان يكون في شهر نوفمبر وحتى شهر يناير، حيث يمكنك الاستمتاع بالأجواء الدافئة والتنزه كما تشاء.
تشتهر جزيرة إلفنتين بوجود مزارع أشجار النخيل والمنازل التي تم بنائها من الطوب اللبن، وفي جنوبها يقع متحف أسوان، وأيضًا معبد خنوم القديم، وبالقرب من الجانب الشرقي للجزيرة سنرى بعض الآبار التي تحتوي على المقياس الذي استخدمه الفراعنة لقياس مستوى ارتفاع الفيضان السنوي، وبالتالي سيكون بإمكانهم توقع ميعاد الحصاد.
ويوجد أيضًا متحف بداخل فيلا غاية في الجمال ثم بنائها في نهاية القرن التاسع عشر، والذي يضم مجموعة من القطع الأثرية التي تمتد عبر تاريخ جزيرة الفنتين حتى العصر الروماني، وفي شمال جزيرة إلفنتين نرى القرى النوبية (سيو وكوتي)، وهي منازل ذات ألوان حيوية وخلابة، وبها الأفراد يعيشون على رعي الأغنام وحرث الأراضي، وهي قريبة أيضًا من جزيرة كيتشنر أو جزيرة النباتات، وهي عبارة عن جزيرة مليئة بالنباتات من مختلف الأنواع.
يعد معبد أبو سمبل يقع على بعد 280 كيلومترًا جنوب أسوان، وهو أحد أهم المعالم الأثرية التي شيدها رمسيس الثاني، ويذكر أن هذا المعبد كاد أن يتعرض لخطر الفيضانات في السبعينيات ولكن تم إنقاذه من قبل اليونسكو وتم نقله لمكان آمن في أسوان، ويعد هذا المعبد أحد الانتصارات المهمة للهندسة المعمارية في نصر القديمة، ويقع بجواره معبد حتحور على ضفاف بحيرة ناصر.
يعد معبد الفيلة أو كما كان يُطلق عليه قديمًا معبد إيزيس المقدس، هو المعبد الأكثر شهرة في جزيرة أجيليكا، يتميز المعبد بنقوشه الساحرة المتناسقة معماريًا، وقد تم إنقاذ المعبد من الفيضان بواسطة هيئة اليونسكو كما حدث في معبد أبو سمبل.
تم بناء دير الانبا سمعان في القرن السابع ، وموقعه بين إحدى الكثبان الرملية الموجودة في الضفة الغربية من نهر النيل، و يعد أحد أكبر الأديرة القبطية، في الناحية الجنوبية من الدير يوجد بازيليك على هيئة ممر، أما في الناحية الشمالية والغربية تم بناء بعض الكهوف الضغيرة ومباني جانبية، وفي الدور الأول من المبني توجد الأسرة المصنوعة من الطوب والمزينة بالنقوش القبطية.
استغرق بناء السد العالي نحو 11عامًا وقد أمر ببناءه الرئيس جمال عبد الناصر، فقد تم البدء في بناء السد عام 1960م وتم افتتاحه عام 1971م، قام الاتحاد السوفيتي بتمويل هذا المشروع، تم بناؤه من حوالي 42.7 مليار متر مكعب من الحجر، ويصل طوله نحو 3.6 كيلومترات، يبلغ متوسط سعة خزان السد نحو 135 مليار متر مكعب بسعة قصوى 157 مليار متر مكعب.
يعد متحف النوبة أحد أروع الأماكن التي يستمتع بها الزائرون، حيث يضم مجموعة ممتازة من القطع الأثرية النادرة التي يرجع بعضها إلى مملكة كوش من النوبة القديمة، ويضم أيضًا تمثال لرمسيس الثاني، ورأس طهاراقة وغيرها من القطع المصنوعة من الجرانيت الأسود، ويوجد قسم بالمتحف يعرض الحرف اليدوية والفنون الشعبية لأهل النوبة، وأيضًا توضيح شامل لتاريخ الشعب النوبي.
معبد كلابشة هو أحد المعابد الصغيرة الموجودة في أسوان، والذي قد تم بناؤه في عهد الإمبراطور الروماني أوغسطس، تم تحويله إلى كنيسة خلال العصر البيزنطي، ويتميز المعبد بوجود النقوش التاريخية المفعمة بالحيوية والتي تحكي عن أمجاد رمسيس الثاني وحروبه.
يقع ضريح الآغا خان في الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة أسوان، وكان الهدف من بنائه؛ ليكون قبر السلطان محمد شاه (1877-1957) ، أحد زعماء الطائفة الإسماعيلية الشيعية، مع العلم أنه غير مسموح بدخول الضريح، لكن من الممكن رؤيته أعلى ضفة النيل.
وادي السبوع يضم عدد من المعابد الأثرية ولعل أشهرهم معبد رمسيس الثاني، والذي يضم عددًا لا بأس به من التماثيل ذات النقوش الفريدة الرائعة، واللوحات المسيحية البيزنطية، وكان وادي السبوع أحد الأماكن الأثرية الذي تم إنقاذه بواسطة هيئة اليونسكو من خطر الفيضان، والآن هو موجد على بعد 211 كيلومترًا جنوب أسوان عند الشاطئ الغربي لبحيرة ناصر.
يعد فندق Old Cataract التاريخي بأسوان أحد أهم وأقدم الفنادق الموجودة في مصر على الإطلاق، ومن المعروف أن الكاتبة المشهورة أجاثا كريستي أقامت في هذا الفندق خلال فترة إقامتها في مصر، كما أنها ذكرته في روايتها Death on the Nile، فهو حائز على خمس نجوم من حيث النضافة والخدمة والزخرفة، حيث إن واجهة الفندق مزخرفة بالكامل بالنقوش الجميلة، ويطل الفندق على نهر النيل مباشرة و جزيرة الفنتين أيضًا؛ لذا فإن إطلالته ساحرة.
يقع فندق فيلة في وسط المدينة، ويطل على ضفاف النيل مباشرة، وهو مناسب جدًا للعائلات، يوجد منتجع صحي بجوار الفندق ويقدم الخدمات للنزلاء بشكل ممتاز وهو Pyramisa Isis Island Resort & Spa، كما يوجد حمامات السباحة الواسعة وهناك رحلات استكشاف المدينة بشكل مجاني لنزلاء الفندق.
يقع فندق بيت الكرم على الضفة الغربية لنهر النيل، وهو قريب جدًا من المدينة، وهذا الفندق يوفر المبيت والإفطار للنزلاء، وله إطلالة بانورامية على النهر وعلى حديقة مزهرة وجميلة، وتراس على السطح، فهو بسيط ويعبر عن روح المدينة.
من أجمل الأنشطة التي يمكن لأي شخص القيام بها في أسوان هي الركوب على ظهر الجمال والقيام بجولة في المعالم الأثرية من معابد ومقابرهناك، والسير في الصحراء المليئة بالكثبان الرملية الذهبية.
وفي وسط مدينة أسوان الساحرة نجد الأكشاك التي تبيع التوابل والعطور الفريدة ، وبعض النصب التذكارية، والأواني الفضية، وأيضًا الأعمال اليدوية لأهل المدينة، بالإضافة إلى بعض المجوهرات وأعمال التطريز النوبي ، والتي تعبر عن ثقافة الشعب في صعيد مصر.
إذا قمت برحلة نيلية في مياه أسوان فستتمكن من رؤية المعالم السياحية بدون الشعور بأي تعب أو إرهاق، ستكون مدة تلك الرحلة حوالي ساعتين سترى فيها أغلب المعالم الأثرية وستمر بالجزيرة النباتية الموجودة هناك، و جزيرة الفنتين، وجزيرة كيتشنر، ودير القديس سمعان، وعند التوجه إلى الجنوب في رحلة فلوكة لمدة يوم سترى جزيرة سهيل النوبية.