عرف الآشوريون الأفيون منذ عصور مبكرة جدًّا، وانتشرت زراعته في بلاد ما بين النهرين، وأثنى عليه الآشوريون في كتاباتهم المسمارية وأطلقوا عليه اسم "النبات السعيد".
وبالمثل اكتشف علماء الحفريات بقايا أفيون في عددٍ من المقابر المصرية القديمة.
ويبدو أن زراعة الأفيون كانت شائعة للغاية في مصر، حتى أن الطبيب الروماني جالينوس قال إن المصريين القدامى اعتبروا أنهم عرفوا الأفيون لأول مرة عن طريق الإله تحوت (إله الحكمة).
عام 2018م، اكتشف علماء الآثار في حفرياتهم "كبسولات" صغيرة مُلئت بقطعٍ من زهرة الخشخاش التي يُنتج منها الأفيون.
هذه الكبسولات التي تعود إلى عام 1600 ق.م، عُثر عليها في أنحاء متفرقة في مصر والشام، ما يؤكد وجود نظام موحّد للتصنيع والتوزيع آنذاك.
ومن أشهر المواد التي استعملها المصريون القدماء لتهدئة الأعصاب زهور زنبق الماء الأزرق، والتي شاع رسمها في لوحات المقابر المصرية وُوصفت بأنها تُنتج "نشوة هادئة، وحين اكتشف العلماء جثة الملك توت عنخ آمون وجدوا جثته محاطة بهذه الزهور.
منذ 10 سنوات، اكتشف العلماء مقبرة رومانية تعود لعام 390م، عثر العلماء بداخلها على 7 جرامات من الحشيش بالإضافة لأوعية زجاجية تحتوي آثار المخدرات، كانت تُتسخدم لاستنشاق الدخان.
شاع استخدام الأفيون في العهد الروماني، حتى أن الطبيب الشهير ديوسكوريدس كتب في مؤلفاته وصفًا تفصيليًا لكيفية صناعة الأفيون.
استعان الرومان بالأفيون في استخدامات عِدة، بدءًا من علاج الأرق وحتى الانتحار، حتى اشتهر الإمبراطور الروماني ماركو أوريليوس بأنه مدمن أفيون.
ولهذا جرى تصوير الإلهين هيبنوس (إله النوم) وأناتوس (إله الموت) مُحاطًا بأكاليل من زهور الخشخاش.
انتشرت تجارة المخدرات داخل روما نفسه، ولم يخلُ سوق روماني كبير من كشك يبيع الأفيون، وفي بعض المناطق سيئة السُمعة انتشر بائعو المخدرات يبيعون مستحضرات أكثر قوة وخطورًا.
اعتُبر الأفيون مكونًا أساسيًا للطب اليوناني القديم لآلاف السنين.
كما استُخدمت المخدرات بشكل واسع في الحضارة اليونانية خلال الاحتفالات الشعبية حتى أنه كان يجري تبادل زهور الخشخاش بين اليونانيين كهدايا.
وتكشف بعض الكتابات القديمة أن العبيد والجنود كانوا يطعَمون "خشخاش ممزوج بالعسل" و"فطائر بذور الخشخاش بالليمون. ربما لتمكينهم من العمل بلا كلل
كما استخدمت الماريجوانا التي لُقبت بـ"الحشيش الضاحك".
يقول ديفيد هيلمان صاحب كتاب "تعاطي المخدرات وجذور الحضارة الغربية": إن الفلاسفة اليونانيين الأوائل الذين ألهمتنا أفكارهم لوضع النظام الديمقراطي كانوا يتعاطون المخدرات جميعًا، لذا أعتقد أنه من الصحيح تمامًا الادعاء بأنه لولا المخدرات ما ظهرت الديمقراطية
كلنا نعرف أسطورة الأفيون، حيث استخدمت بريطانيا العظمى الأفيون للسيطرة على الصينيين. كان الأفيون بالنسبة للصينيين بمثابة مادة أساسية في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، لكنه تحول إلى أداة تدمير .
لكنقبل أسطورة الأفيون، استخدم الصينيون نبات القنب بكثرة في حضارتهم القديمة. عثرت سجلات عن بذوره تعود إلى ما يقرب من 2000 عام.
استخدموه في علاج الألم والأمراض العقلية واستخدموه كألياف لصنع الملابس والورق والحبال واستخدموه كغذاء، كما تباهوا به كثيرا في الأدب والشعر والفلسفة، في الفترة (475-221 قبل الميلاد)، مثل الأعمال الفلسفية لكونفوشيوس ومينسيوس وشونزي.
وفي القرن السادس الميلادي، ابتدعوا تقنيات في زراعته، بحيث تزيد من إنتاج المحصول.