انتقامًا لسقوط مرسي؟! | كيف أجهض عمر البشير محاولة وأد أزمة سد النهضة؟ | تايم لاين في دقائق

انتقامًا لسقوط مرسي؟! | كيف أجهض عمر البشير محاولة وأد أزمة سد النهضة؟ | تايم لاين في دقائق

26 Jul 2021
أحمد عسكر دقائق.نت

أحمد عسكر

باحث شؤون شرق أفريقيا والقرن الأفريقي - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

أفريقيا مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

طوال فترة حُكم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، اتسم موقف السودان إزاء قضية سد النهضة بالغموض وعدم الوضوح. وهو ما انعكست آثاره السلبية على مسار المفاوضات بين الأطراف الثلاثة المعنية مصر والسودان وإثيوبيا.

ففي الوقت الذي تمسّك فيه الجانب الإثيوبي بموقفه طوال العقد الماضي، لم يقدم البشير رؤية واضحة بما يخص المصالح الاستراتيجية للسودان في مياه نهر النيل، بعدما اعتقد أن التقارب مع إثيوبيا وتأييد سد النهضة سيمنحه دعمًا سياسيًا يُعزز استمراره في الحُكم.

السودان طرف أساسي في ملف سد النهضة، لكن عمر البشير منذ بداية الأزمة نقل نفسه إلى خانة “الوسيط” بين مصر وإثيوبيا، مُقللًا من المخاطر التي يُمثّلها سد النهضة على بلاده.

لاحظ التواريخ التالية وقارنها بالتطورات في مصر بالتزامن عبر:

تايم لاين في دقائق

2011.. البشير يُعارض

عارَض عمر البشير بناء سد النهضة. ورفضت الخرطوم المشروع فور الشروع في بنائه 2011، معربة عن تخوفها من تأثيره السلبي على حصتها المائية السنوية التي تقدر بـ 18.5 مليار متر مكعب.

2013.. البشير يؤيد

تغيّر موقف السودان الرسمي من القضية، وجرت محاولات إعلامية في الداخل السوداني للترويج لفوائد سد النهضة واستفادة الخرطوم من تدشينه على الصعيد الاقتصادي، دون أن تتحمّل الخرطوم أي تكلفة مالية.

وأعلن عمر البشير رسميًا مساندة بلاده للموقف الإثيوبي بشأن تدشين سد النهضة، معتبرًا أن السد سيُحقق منافع اقتصادية كبيرة لجميع دول الإقليم، بما فيها مصر!

كما وقّع البشير 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم عقب اجتماعات اللجنة السودانية الإثيوبية المشتركة، واتفق على مشروعات ربط شبكات الطرق والاتصالات.. و”الكهرباء”.

2014.. البشير يحمي السد

وقع السودان مع إثيوبيا اتفاق دفاع مشترك؛ بهدف تشكيل قوات مشتركة لأمن الحدود، ومواجهة أي عدوان خارجي محتمل.

أبريل 2017.. السودان: سنشارك في حماية السد

شارك عُمر البشير في الاحتفال بالذكرى السادسة لبدء أعمال البناء في أبريل 2017، وأعلن أن أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان وأنه لا يوجد حد للعلاقة بين البلدين.

بعدها، أعلنت الخرطوم استعدادها لتقديم المساعدة اللازمة لبناء السد.

في الوقت نفسه، اعتقلت السلطات السودانية مجموعة من العناصر الإريترية خططت لاستهداف سد النهضة، وتعهدت الخرطوم بحماية السد للحفاظ على مصالحها.

وهو الموقف الذي استمرّ عليه البشير حتى الإطاحة به من الحُكم.

يوليو 2017: تنفيذ تعهد الحماية

في يوليو 2017، أعلن مدير المياه والمياه العابرة في وزارة الري الإثيوبية تشوماي أنتافي، أن السودان نجح في توقيف مجموعة مسلحة قال إنها تحركت من إريتريا لاستهداف سد النهضة.

عضو المكتب القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إسماعيل الحاج موسى قال تعليقًا على الخطوة إن السودان يملك أحقية مطلقة في الدفاع عن سد النهضة “وبشتى السبل”.

الحاج موسى اعتبر أن حماية السد تندرج في إطار “الدفاع عن النفس” المشروع بموجب القوانين الدولية؛ باعتبار أن أي تأثير على سد النهضة ينعكس بصورة مباشرة على السودان ويعطل مصالحه الاقتصادية والأمنية؛ بالتالي فالسودان معني بالمحافظة على السد لحفظ مصالحه”.

أبريل 2019: سقوط البشير

في 11 أبريل 2019، تنحى عمر البشير عن السلطة، بعدما ضاعت أكثر من 10 سنوات في مفاوضات سد النهضة دون الوصول إلى حل، وبعدما قطعت إثيوبيا خطوات واسعة في بناء السد.

[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]لماذا فعل البشير ذلك؟[/su_highlight]

هناك العديد من الدوافع التي تبلور على أساسها موقف السودان تحت حكم نظام الإنقاذ المخلوع المؤيد لتدشين إثيوبيا لسد النهضة، والتي تتمثل أبرزها في:

1- التوترات مع القاهرة:

شهدت العلاقات بين السودان ومصر بعض أشكال التوتر، على رأسها مثلث حلايب وشلاتين ، والتي تصاعد الخلاف بشأنها عامًا بعد آخر في سنوات حكم عمر البشير الأخيرة، خصوصًا بعد الإطاحة بنظام الإخوان من الحكم في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، والتي مثَّلت نقطة تحول في العلاقات بين البلدين بعدما احتضن نظام الإنقاذ العديد من عناصر تنظيم الإخوان في مصر، والذي بات أيضًا بمثابة محطة عبور لبعضهم للانتقال لكل من تركيا وقطر.

2- التقارب مع أديس أبابا:

شهدت العلاقات الإثيوبية السودانية تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة من حكم عمر البشير -على حساب القاهرة- وهو ما انعكس في تماه وجهة النظر الإثيوبية التي روجت لها حول مزايا سد النهضة في عملية التنمية على المستوى الإقليمي، وعدم تهديده للأمن المائي المصري، وهو ما انخرط في ترديده البشير في الكثير من المناسبات.

3- المصالح الضيقة لنظام الإنقاذ:

عمد عمر البشير لتوظيف قضية سد النهضة إقليميًا كورقة ضغط يستخدمها ضد مصر أحيانًا وإثيوبيا في أحيان أخرى؛ في إطار سياسته القائمة على الابتزاز الإقليمي واللعب على المتناقضات الإقليمية، من أجل الحصول على المزيد من المكاسب السياسية التي تضمن له البقاء في الحكم ولو على حساب المصالح الاستراتيجية للسودان.

في تلك المرحلة، كان البشير أكثر ميلًا للتعويل على التحالف مع إثيوبيا؛ ليس فقط لتوتر العلاقة مع مصر، بل لأن إثيوبيا تنخرط في عمليات الوساطة في معظم أزمات وقضايا السودان خلال السنوات الماضية مثل العلاقة مع المعارضة السياسية والمسلحة والنزاع في منطقة أبيي مع جنوب السودان، فضلًا عن رغبته في الحصول على تأييد أديس أبابا في بعض القضايا الإقليمية والدولية مثل رفض تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية.

4- الوهم بتعظيم الفوائد الاقتصادية:

ظن نظام عمر البشير أن سد النهضة يحمل جدوى اقتصادية يمكن أن يستفيد منها السودان، وبالتالي تطلع لتحقيق مكاسب اقتصادية وتنموية من بناء السد، فلم يتوانَ نظام الإنقاذ السابق في الترويج للادعاءات الإثيوبية بشأن الفوائد العائدة على السودان من سد النهضة، وعلى رأسها الحصول على احتياجاته من الكهرباء بأسعار تفضيلية، والتحكم في فيضان النيل الأزرق.

5- الحفاظ على الحصة المائية للسودان:

اعتقد البشير أن إنشاء سد النهضة يحفظ المصالح المائية للسودان بحيث تستفيد الخرطوم من حصتها بدلًا من ذهابها لمصر، وبالتالي سوف تخسر القاهرة مياه السودان بفضل السد الإثيوبي، وفقًا لتصريحات وزير الخارجية السابق إبراهيم غندور.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك