باحث شؤون شرق أفريقيا والقرن الأفريقي - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
هناك العديد من الدوافع التي تبلور على أساسها موقف السودان تحت حكم نظام الإنقاذ المخلوع المؤيد لتدشين إثيوبيا لسد النهضة، والتي تتمثل أبرزها في:
1- التوترات مع القاهرة:
شهدت العلاقات بين السودان ومصر بعض أشكال التوتر، على رأسها مثلث حلايب وشلاتين ، والتي تصاعد الخلاف بشأنها عامًا بعد آخر في سنوات حكم عمر البشير الأخيرة، خصوصًا بعد الإطاحة بنظام الإخوان من الحكم في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، والتي مثَّلت نقطة تحول في العلاقات بين البلدين بعدما احتضن نظام الإنقاذ العديد من عناصر تنظيم الإخوان في مصر، والذي بات أيضًا بمثابة محطة عبور لبعضهم للانتقال لكل من تركيا وقطر.
2- التقارب مع أديس أبابا:
شهدت العلاقات الإثيوبية السودانية تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة من حكم عمر البشير -على حساب القاهرة- وهو ما انعكس في تماه وجهة النظر الإثيوبية التي روجت لها حول مزايا سد النهضة في عملية التنمية على المستوى الإقليمي، وعدم تهديده للأمن المائي المصري، وهو ما انخرط في ترديده البشير في الكثير من المناسبات.
3- المصالح الضيقة لنظام الإنقاذ:
عمد عمر البشير لتوظيف قضية سد النهضة إقليميًا كورقة ضغط يستخدمها ضد مصر أحيانًا وإثيوبيا في أحيان أخرى؛ في إطار سياسته القائمة على الابتزاز الإقليمي واللعب على المتناقضات الإقليمية، من أجل الحصول على المزيد من المكاسب السياسية التي تضمن له البقاء في الحكم ولو على حساب المصالح الاستراتيجية للسودان.
في تلك المرحلة، كان البشير أكثر ميلًا للتعويل على التحالف مع إثيوبيا؛ ليس فقط لتوتر العلاقة مع مصر، بل لأن إثيوبيا تنخرط في عمليات الوساطة في معظم أزمات وقضايا السودان خلال السنوات الماضية مثل العلاقة مع المعارضة السياسية والمسلحة والنزاع في منطقة أبيي مع جنوب السودان، فضلًا عن رغبته في الحصول على تأييد أديس أبابا في بعض القضايا الإقليمية والدولية مثل رفض تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية.
4- الوهم بتعظيم الفوائد الاقتصادية:
ظن نظام عمر البشير أن سد النهضة يحمل جدوى اقتصادية يمكن أن يستفيد منها السودان، وبالتالي تطلع لتحقيق مكاسب اقتصادية وتنموية من بناء السد، فلم يتوانَ نظام الإنقاذ السابق في الترويج للادعاءات الإثيوبية بشأن الفوائد العائدة على السودان من سد النهضة، وعلى رأسها الحصول على احتياجاته من الكهرباء بأسعار تفضيلية، والتحكم في فيضان النيل الأزرق.
5- الحفاظ على الحصة المائية للسودان:
اعتقد البشير أن إنشاء سد النهضة يحفظ المصالح المائية للسودان بحيث تستفيد الخرطوم من حصتها بدلًا من ذهابها لمصر، وبالتالي سوف تخسر القاهرة مياه السودان بفضل السد الإثيوبي، وفقًا لتصريحات وزير الخارجية السابق إبراهيم غندور.