بايدن يعترف بمذبحة الأرمن .. هل من تبعات عملية؟ هل ترد تركيا؟ | س/ج في دقائق

بايدن يعترف بمذبحة الأرمن .. هل من تبعات عملية؟ هل ترد تركيا؟ | س/ج في دقائق

25 Apr 2021
تركيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

الرئيس الأمريكي جو بايدن يعترف رسميًا بأن عمليات القتل والترحيل الممنهج لأكثر من مليون أرمني على يد قوات العثمانيين في أوائل القرن العشرين كانت بمثابة “إبادة جماعية” .

تركيا ردت بغضب. قالت إنها “لا تقبل دروس التاريخ من أحد”. بينما قالت أرمينيا إنها تقدر “الخطوة الصغيرة” نحو استعادة الحقيقة والعدالة التاريخية”.

اعتراف بايدن تغيير في توجهات السياسة الخارجية الأمريكية التي خشت لسنوات إغضاب حليف الناتو.. لكن في مثل هذا التوقيت، فالعلاقات وصلت للحضيض فعلًا. بالتالي لم يعد هناك ما هو أسوأ

س/ج في دقائق


ما هي مذابح الأرمن ؟

تشير مذابح الأرمن إلى عمليات إبادة جماعية شهدت قتل أو ترحيل ما يصل إلى 1.5 مليون أرمني في أعمال عنف أطلقها الأتراك العثمانيون ابتداءً من 24 أبريل 1915، بعدما شككوا في ولاءات الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.

وعلى مدى عدة سنوات، ارتكب الأتراك جرائم مصادرة الممتلكات، وسرقة الأراضي، واختطاف النساء والأطفال واغتصابهم، وإجبار العديد من الأرمن على اعتناق الإسلام، وتدمير المؤسسات الثقافية الأرمنية، بما في ذلك أكثر من 2,000 كنيسة فريدة معماريًا.

يجمع المؤرخون تقريبًا على وصف مذابح الأرمن بأول إبادة جماعية في القرن العشرين. لكن تركيا ترفض التوصيف بشدة حتى الآن، وتقول إن الأرمن تعمدوا تضخيم الخسائر، وتقول إن القتلى لم يكونوا إلا ضحايا حروب أهلية واضطرابات.


لماذا لم تحظ مذابح الأرمن باعتراف واشنطن سابقًا؟

وفق المحامي والباحث الدولي ريتشارد فولك، أجرت الحكومات التركية المتعاقبة جهدًا حكوميًا رئيسيًا واستباقيًا ومدروسًا لمنع الاعتراف  بالإبادة الجماعية للأرمن، خاصة بواسطة النخب في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.

في تلك الفترة، اكتفى الرؤساء الأمريكيون بتوصيف “عمليات القتل الفظيعة” لوصف السلوك العثماني ضد الأرمن، رغم سنوات الضغط من الجالية الأرمينية في الولايات المتحدة؛ مراعاة لعلاقة التحالف مع تركيا.

ضغوط أنقرة لإنكار مذابح الأرمن لم تقتصر على السياسة، بل وصلت لمنع إنتاج أفلام عنها، أو إدراج عبارة “الإبادة الجماعية للأرمن” في معروضات المتاحف، أو تدريس تاريخ المأساة في المدارس.

محمد رشيد رضا | وجهه الآخر.. رد أحاديث من البخاري ومسلم وندد بمذابح الأرمن | هاني عمارة


هل اعتراف بايدن غير مسبوق؟ ولماذا الآن؟

الرئيس السابق رونالد ريجان استخدم وصف “الإبادة الجماعية للأرمن” في إعلان 1981 لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست، لكنه لم يدخل التوصيف إلى السياسة الأمريكية رسميًا. ولم يرق أي من خلفائه لهذا الوصف.

وفي أواخر 2019، أصدر الكونجرس الأمريكي، الذي كان يسيطر الجمهوريون فيه على مجلس الشيوخ والديمقراط على النواب، قرارًا قال فيه المشرعون إنهم “يعترفون بالإبادة الجماعية للأرمن نيابة عن الحكومة الأمريكية”. لكن إدارة ترامب رفضت حينها دعم تغيير السياسة.

وكمرشح رئاسي، وعد بايدن بالاعتراف بمذابح الأرمن رسميًا. وجادل العام الماضي بأن عدم وصف الفظائع ضد الشعب الأرمني بالإبادة الجماعية سيمهد الطريق لفظائع جماعية في المستقبل.

وفي الأسابيع الأخيرة، واجه بايدن دعوات متزايدة من الحزبين للوفاء بوعده. وحثت رسالة وقّع عليها 38 سيناتورًا في مارس بايدن على “الاعتراف رسميًا بحقيقة الإبادة الجماعية للأرمن”، بينما وقع أكثر من 100 نائب رسالة انتقدت “صمت الحكومة المخزي بشأن الحقيقة التاريخية”.

6 كوابيس يخشاها أردوغان من رئاسة جو بايدن.. مهلة 9 أشهر للتراجع إن أراد خيرًا | س/ ج في دقائق


ما بعد الاعتراف.. هل من خطوات عملية؟

كمرشح رئاسي، جادل الديمقراط بأن بايدن سيكون أكثر قسوة من ترامب في التعامل مع تركيا أردوغان. بايدن كان قد وصف أردوغان بالمستبد، وأعلن رغبته في تشجيع واشنطن للمعارضة التركية على إسقاط نظام أردوغان.

ميديا المينستريم تؤكد أن خطوة إعلان مذابح الأرمن جرائم إبادة جماعية تسير بهذا الاتجاه.

لكن بايدن هاتف أردوغان قبل يوم من إعلان القرار. ووفق البيانات الرسمية، أبلغ بايدن أردوغان أنه يريد تحسين العلاقات وإيجاد “إدارة فعالة للخلافات”.

وبحسب واشنطن بوست، فإنه “وفق نموذج ألمانيا والشعب اليهودي كمعيار مرجعي، فإن الإبادة الجماعية تتطلب الاعتراف – المساءلة – إصلاح الضرر – التعويض”. لكن بايدن قال بعد الاعتراف: “نحن لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم، بل لضمان عدم تكرار ما حدث”.


ماذا يعني الاعتراف للعلاقات الأمريكية التركية؟

العلاقات بين أنقرة وواشنطن كانت لتتضرر بمثل هذا الاعتراف، لو كانت هناك علاقات قوية أصلًا، بوصف أكثر من تقرير.

تركيا أقنعت الولايات المتحدة لسنوات بأن نتيجة الاعتراف ستكون كارثية.

وبالفعل، كانت المعضلة المركزية التي وجهت الإدارات الأمريكية المتعاقبة هي ما إذا كان ينبغي موازنة الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن مقابل الضرر الجسيم للعلاقات مع تركيا واحتمال أن تتخلى تركيا عن الناتو وتصبح حليفة لروسيا. وكانت التكلفة الدبلوماسية للاعتراف تبدو باهظة دائمًا.

لكن التوقيت مناسب في حالة بايدن؛ لأن:

  • العلاقات وصلت بالفعل إلى الحضيض.

  • علاقات تركيا مع روسيا معقدة هي الأخرى بدرجة لا يمكن معها التهديد بالتخلي عن الكتلة الغربية.

  • الأزمة الاقتصادية لا تمنح تركيا أي خيار سوى إقامة علاقات أوثق مع المستثمرين المحتملين، ومعظمهم من الولايات المتحدة.

عزلة تركيا | حتى قطر قد تبيعه قريبًا.. كيف أدخلها أردوغان لأشد عزلاتها تاريخيًا؟ | ترجمة في دقائق


هل تملك تركيا أي أوراق للعب بعد الخطوة الأخيرة؟

بالنسبة للحكومة التركية، كان الإقرار بالإبادة الجماعية خطًا أحمر.

تقول جيرزواليوم بوست إن أنقرة كانت تهدد دومًا بمعاقبة الولايات المتحدة، وإغلاق قواعدها، وتهديد مواطنيها، والتحالف مع إيران والصين وروسيا أو أعداء آخرين للولايات المتحدة، إذا اعترفت  بإبادة الأرمن، كنوع من ممارسة الترهيب، وقد تلجأ لذلك الآن ردًا على خطوة بايدن، لكن الأمر ليس سهلاً نظرًا لتدهور علاقاتها ببعض هذه الدول في السنوات الماضية.

يجادل مؤيدو أنقرة في بعض الأحيان بأن بإمكان تركيا الاعتراف بالإبادة الجماعية الأمريكية للأمريكيين الأصليين. لكن على عكس تركيا، ليس من المثير للجدل في الولايات المتحدة أن نقول إن الأمريكيين الأصليين عانوا من الإبادة الجماعية. وقد اتهمت تركيا بالفعل دولًا أخرى بارتكاب إبادة جماعية، ولم يتغير شيء.

مع ذلك، تتوقع الصحيفة استمرار تركيا في محاولة الاستفادة من التطرف الإسلامي في أوروبا لتحقيق مآربها الخاصة، متوقعة أن يأتي الرد التركي على طريقة باكستان وأفغانستان مع تنظيم القاعدة في التسعينيات: توفير قاعدة وقناة للتطرف. لكنها تستدرك: هذا المسار  تسلكه تركيا بغض النظر عما إذا كانت الولايات المتحدة تعترف بالإبادة الجماعية أم لا”.

الارتزاق الجهادي | من التطوع في أفغانستان إلى القتال تحت راية إردوغان | الحكاية في دقائق


اتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوة أولى مهمة عندما أعرب عن أسفه لمعاناة العائلات الأرمينية، لكنه لم يعتذر واستمر في التمسك بالموقف القائل بأن الأرمن والأتراك قتلوا في الحرب دون “مذبحة متعمدة”.

وفي 2009، أجرت تركيا محادثات مع الحكومة الأرمينية، ووقعت ثلاثة بروتوكولات حددت، من بين أمور أخرى، ترتيبات للتحقيق التاريخي في القتل، لكنها طالبت بالمقابل تغيير دستور أرمينيا لإزالة البند الذي ينص على بذل كل جهد ممكن لتحقيق الاعتراف والإدانة للإبادة الجماعية للأرمن، وهو ما رفضه البرلمان الأرميني، لينتهي “شهر عسل قصير أثار الآمال في نهاية وشيكة للصراع” بوصف هاآرتس.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك