يضيف أن الصين بدأت في 1978 دراسة الأفكار الاقتصادية المطبقة في عشرات الدول؛ لاستنساخ أنجحها في الداخل، لكن الصينيين أعجبوا خصوصًا بنجاحات سنغافورة.
خلال زيارته لسنغافورة، أعجب دينج شياو بينج بالاقتصاد المحلي الذي كان أكثر ديناميكية من الاقتصاد الصيني.
ينقل زيتلمان عن الأب المؤسس لسنغافورة لي كوان يو قوله لـ دينج دينج إن سنغافورة لم تفعل شيئًا لا تستطيع الصين فعل أفضل منه، وهو التحدي الذي قبله.
س/ج في دقائق: التجربة السنغافورية.. دعك من الأوهام هذا ما حدث على أرض الواقع
الحماس لم يؤد لتحول فوري إلى الرأسمالية، إذ بدأت عملية انتقال بطيئة بجهود مبدئية لمنح الشركات العامة قدرًا أكبر من الحكم الذاتي، حتى تنضج وتعتمد على مبادرات من القاعدة إلى القمة بقدر ما تعتمد على الإصلاحات من أعلى إلى أسفل.
يستشهد زيتلمان بمبادرات الفلاحين – قبل سنوات من رفع الحظر الرسمي على الزراعة الخاصة في 1982 – لإعادة ملكية القطاع الخاص، والتي تناقضت مع عقيدة الصين الاشتراكية، لكنها حققت نجاحًا كبيرًا.
يضيف أن نمو الملكية الخاصة دفع بأعداد متزايدة من أصحاب المشاريع الصغيرة لتأسيس شركات، ليبدأ التآكل المتزايد للنظام الاشتراكي، والذي توج بالإعلان الرسمي عن اقتصاد السوق “نموذج رأسمالية الصين” في المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي في أكتوبر 1992، في خطوة لم تكن متوقعة قبل بضع سنوات فقط.
النموذج أثبت نجاحًا سريعًا.. باتت أكبر بلد تصدير في العالم، متقدمة على الولايات المتحدة وألمانيا، وحققت انخفاضًا تاريخيًا في معدلات الفقر، من 88.3٪ في 1981 إلى 0.7٪ فقط تحت خط الفقر المدقع بحلول 2015.
ويعتبر زيتلمان أن تطور الصين في العقود الأخيرة يدل على أن النمو الاقتصادي المتزايد – حتى لو كان مصحوبًا بتزايد عدم المساواة – يفيد غالبية السكان، حيث بات مئات الملايين من الناس في الصين أفضل حالًا اليوم كنتيجة مباشرة لشعار دنغ “اسمح لبعض الناس بالثراء أولًا”.
الإيكونوميست: روسيا لم تعد قوة عالمية.. باتت مجرد تابع ضعيف ومستسلم للصين | س/ج في دقائق