بعد حوالي 40 دقيقة من بداية المباراة، سقط كريستيان إريكسن عند خط التماس دون أي احتكاك. أدرك الحكم أنتوني تايلور ولاعبو المنتخبين من اللاعبين خطورة المشكلة على الفور، واستدعوا الطاقم الطبي.
طبيب المنتخب الدنماركي مورتن بوسين يقول إن الطاقم أدرك فداحة المشكلة حتى قبل أن يتمكن رؤية كريستيان إريكسن.
لحظة وصولهم لمسوا علامة إيجابية. "عندما وصلنا إلى هناك، كان مستلقيًا على جانبه وكان يتنفس وكان ينبض".. إشارة أولى مطمئنة.
لكن بسرعة كبيرة، تغيرت الصورة، توقف كل شيء، ليحتاج الأطباء للجوء فورًا لعلاج القلب المنقذ للحياة، بمساعدة سريعة من طبيب الاستاد وخدمات الطوارئ.
بدا أنه كان يتلقى الإنعاش القلبي الرئوي وجهاز إزالة الرجفان بالإضافة إلى عدة صدمات كهربائية على صدره من الطاقم الطبي.
سانجاي شارما، أستاذ أمراض القلب الرياضية بجامعة سانت جورج بلندن الذي أشرف طبيًا على إريكسن خلال فترة احترافه في توتنهام هوتسبر الإنجليزي يقول: "دون أن نقول ذلك بصراحة، مات كريستيان إريكسن.. وإن كان لبضع دقائق، لكنه مات".
استمرت محاولات الإنقاذ لمدة 10 دقائق تقريبًا قبل نقله إلى المستشفى على نقالة.
"استعدنا كريستيان إريكسن" يقول طبيب المنتخب الدنماركي، الذي يضيف أن اللاعب تمكن من التحدث معه قبل نقله إلى المستشفى لإجراء مزيد من الفحوصات".
يبقى ما حدث بالضبط للاعب الدولي كريستيان إريكسن غامضًا لحين إكمال الفحوص الطبية. لكن "برمينجهام ميل" شاركت تجربة مماثلة إلى حد ما، كتبها محررها أشلي بريس، الذي تعرض لظرف مشابه، مع اختلاف في أنه لم يكن يلعب كرة القدم حينها.
يصف التجربة: "ما تشعر به كالتالي: شعور ضبابي مستمر. سقوط. ضجة. إغماء تام. ثم تمر بالموت فعليًا لدقائق. حتى بعد العودة، تمر فترة لا تشعر فيها بما يحدث حولك".
التوصيف يكون عدم انتظام ضربات القلب. والتشخيص: "الرفرفة الأذينية النموذجية" وهي اضطراب نظمي يصيب أذيني القلب ويؤدي إلى تسارع في انقباض الأذينين بتردد منتظم يتراوح ما بين 250 - 350/ دقيقة، مما يؤدي إلى انتقال التسرع إلى البطينين، مما يعني أن القلب سيفتقد النبض، وبدوره سيوقف الدم عن حمل الأكسجين حول الجسد، ليحدث السقوط.
"أخبرني الأطباء أنني كنت لأموت دون إنقاذ لو كنت نائمًا أو في مبارة كرة قدم؛ حيث يصل معدل ضربات القلب إلى مستوى إما مرتفع جدًا أو منخفض جدًا بشكل يصعب كليًا العودة منه".
بعد التعافي، اضطر أشلي بريس لتركيب جهاز تنظيم ضربات القلب. عاد لممارسة كرة القدم.. لكن ماذا لو كان محترفًا كما في حالة كريستيان إريكسن الحالية؟
كثيرون تعاطفوا عالميًا في الملعب، في المستشفى أو عبر السوشال ميديا. لكن شخصًا واحدًا ربما كان الأكثر إحساسًا بالحالة القاسية التي مر بها كريستيان إريكسن في تلك الدقائق العشر، وهو لاعب كرة القدم في بولتون واندررز "فابريس موامبا"، الذي توقف قلبه لأكثر من ساعة أثناء لعبه مباراة ضد توتنهام في مارس 2012. موامبا غرد فورًا سائلا الله التدخل لإنقاذ إريكسن.
فابريس موامبا كان قد عانى سقوط مماثل بعد تعرضه لسكتة قلبية خلال مباراة 2012.
كان يأمل في استئناف مسيرته لكنه اعتزل كرة القدم الاحترافية بعد خمسة أشهر بناءً على نصيحة طبية.
أحد أطبائه، سام محيي الدين، قال لبي بي سي: "السكتة القلبية لحظة خطيرة للغاية. إذا لم يخرج أحدهم من السكتة القلبية، فستنتهي الأمور. لن تنجو.. بعد النجاة، يبقى الخطر المستمر بالنسبة للفرد إلى حد ما معتمدًا على السبب الدقيق لتلك السكتة القلبية".
البروفيسور سانجاي شارما، الذي يرأس أيضًا فريق خبراء القلب التابع لاتحاد كرة القدم الإنجليزي، يقول إن اللاعب الدنماركي "من غير المرجح أن يلعب كرة القدم بشكل احترافي مجددًا، حتى بعدما نجح زملاؤه والفرق الطبية في إعادته للحياة، وحتى بعدما استقرت حالته في وقت لاحق.
يضيف شارما: "من الواضح أن مشكلة كبيرة حدثت" في أجهزة الجسم. والسؤال ما الذي حدث؟ ولماذا حدث؟ خصوصًا أن كريستيان إريكسن خضع لاختبارات الطب الرياضي في بريطانيا حتى 2019 على الأقل، قبل أن ينتقل من توتنهام هوتسبر إلى إنتر ميلان الإيطالي.
شارما يؤكد أن هيئات كرة القدم البريطانية من المرجح أن تكون "صارمة للغاية" بشأن السماح لإريكسن باللعب مجددًا.
يقصد أن قواعد الاتحاد الإنجليزي صارت واضحة في هذا الشأن. لن تسمح له باللعب حفاظا على حياته. لكن كون إريكسن صار محترفا في إيطاليا، فمستقبله سيتحدد وفق لوائح المسابقات التي يشارك فيها.
يقول: "النبأ السار أن إريكسن سيعيش. الأخبار السيئة: هل سيلعب مباراة كرة قدم احترافية أخرى؟ سنكون صارمين بشأن منع كريستيان إريكسن من لعب كرة القدم في البريميرليج مجددًا.
حالة كريستيان إريكسن “مستقرة” بعد السقوط في مباراة يورو 2020 (سكاي نيوز)
طبيب القلب الرياضي: كريستيان إريكسن قد لا يلعب كرة القدم بشكل احترافي مجددًا (سكاي نيوز)
الرجفان الأذيني.. الأعراض والمسببات (مايو كلينيك)
“لقد مت.. توقف قلبي”: لماذا هزني سقوط كريستيان إريكسن على أرض الملعب؟ (بيرمنجهام ميل)